لم نعد نرى وجه الرئيس اوباما على شاشات التليفزيون إلا عابسا مكتئبا يخفى بعض ملامح الحزن والإحساس بالفشل..وإذا ظهرت زوجته ميشيل إلى جواره فى الصورة، بدت فى كثير من الأحيان غاضبة ساخطة، ويكاد يدير كل منهما ظهره للآخر.. وتكشف بعض الصور الحديثة عما لا يستطيع الاثنان اخفاءه ، وهو سوء العلاقة بينهما..وتقول الحكايات التى أصبحت على كل لسان أنهما يعتزمان الطلاق..إذن هو فشل فى السياسة والزواج أيضا..ويقال ان اوباما حاول الانتحار مرة، ربما لإحساسه بهذا الفشل المزدوج. من المفترض فى أغلب الأحيان أن تكون زوجة الرئيس هى أقرب مستشاريه غير الرسميين وأكثرهم صدقا وحرصا على مصداقيته..ولكن إذا كانت هذه الزوجة رافضة أصلا لرؤى زوجها ولشخصيته، أو كانت لا تحترم طموحه المهنى الزائد أو أنانيته المفرطة، كما هى الحال مع زوجة اوباما،وإذا كان زوجها لا يرى منها سوى الجحود وبرود الشخصية،فكيف لهما أن يتعاونا أو يتبادلا الأفكار والأسرار..وربما تكون هى العقبة الكبرى فى حياته بما تسببه له من نكد ينعكس على حالته النفسية والعصبية، وربما أيضا على قراراته السياسية.. من الظلم أن نحمل ميشيل اوباما المسئولية كاملة عن فشل زوجها السياسي..فاوباما لديه فريق هائل من المعاونين الرسميين المسئولين عن وضع القرارات السياسية..ثم هناك الكونجرس الذى يرفض القرارات أو يقبلها..ولانستطيع أن نحمل زوجات كل هؤلاء مسئولية الفشل..نعم هناك فشل تعترف به وسائل الإعلام..تقول نيويورك تايمز مثلا ان سلوك اوباما وتحركاته جنحت لدرجة أصبحت تدمر حزبه الديمقراطي..وتقول الجارديان إن زملاءه فى الحزب هجروه..وتقول فوكس نيوز انه يستخدم سياسة الخوف أو سياسة التخويف كعنصر أساسى فى فرض سياساته..ويشير استطلاع جديد الى أن الأمريكيين يشعرون بالخوف لدرجة الفزع من سياسات اوباما خاصة فيما يتعلق برفع الضرائب وفقد الوظائف..كما يخشونه هو شخصيا لما يمثله من تغيير، وهو تغيير لم يعد يقبلونه..وتقول إذاعة صوت أمريكا ان اوباما لا يواجه مرض الإيبولا بقدر ما يحاول احتواء الضرر السياسى الناجم عن ظهور المرض فى امريكا ..ولن نخوض هنا فيما تعرضت له سياساته الداخلية من فشل..يكفيه ما يقوله الأمريكيون عن مشروع اوباما كير والاقتصاد وغيره. ويظل الفشل يلاحق سياساته الخارجية، التى اعتمد فيها على رؤيته الخاصة لما يجب أن يكون عليه العالم وليس على الواقع..وهى رؤية تعرضه لانتقادات حادة ، وتفقد أمريكا مكانتها..فمازال اوباما يواجه مواقف صعبة بسبب سياساته الخاطئة:تحالف مع الإخوان لنشر فوضى مدمرة باسم الربيع العربى فى مصر وكل أنحاء الشرق الأوسط..وبسبب ضعف سياساته استقوت ايران ،وهى التى تثير الآن النزاعات الإقليمية من خلال حماس فى غزة،وحزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن والشيعة فى البحرين وحزب العمال الكردستانى فى سوريا وتركيا..أما أفغانستان فهى معرضة للانهيار وتواجه حربا أهلية بعد انسحاب القوات الأمريكية..ويواجه اوباما اتهامات بإفساد العلاقات مع كثير من الدول.. هو متهم بالتدخل فى شئون الصين الداخلية بإثارة اضطرابات هونج كونج..أيضا فى شئون كوريا الشمالية، وفى شئون مصر واوكرانيا وغيرهما. وبما أن أمريكا لا تستطيع أن تكون مؤثرة فى العالم إذا لم تعرف الى أين تتجه، فإن سياسة اوباما الخارجية تحتاج الى تركيز استراتيجى يمكنه من اتخاذ القرار السليم..ولكن هل يستطيع ذلك وهو يعانى أزمة زوجية؟ لمزيد من مقالات سلوي حبيب