نجحت الكثير من العروض، بالدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائى أن ترفع شعار «كامل العدد»، وان تعيد المهتمين بالسينما الي أماكن العرض المختلفة التي تضم عروضه، وكان تفكيرا جيدا وذكيا من إدارة المهرجان أن تجعل من دار الاوبرا مركزا لكل أنشطته، وهو ما وفر علي الحضور الكثير من الوقت والجهد في الانتقال ما بين دار عرض واخري سواء بوسط المدينة أو الفنادق التي كانت تستضيف المهرجان، وهو ما جعل المشهد مختلفا عن الأعوام السابقة، حيث يبدو الأمر أشبه بخلية نحل، فهناك من يلهثون وراء العروض والبعض علي الحلقات البحثية والندوات والآخرون علي المعارض الموازية .. ولا يستطيع أحد أن ينكر آن الدورة ال 36 للمهرجان أعادت الجمهور الي السينما, واستردت جزءا كبيرا من سمعته التي تم اهدارها في السنوات الماضية، حيث شهدت عزوفا كبيرا عن حضوره، وكانت الصالات خالية اللهم الا من أربعة الي خمسة من النقاد المهتمين بالسينما، وبعض من الضيوف، كما أن عدد من النقاد العرب باتوا لا يفضلون الحضور الي القاهرة ليس بسبب المشهد السياسي فقط، بل لتردي مستوي المشاركات والانتاجات السينمائية بالمهرجان، واختلف هذا المشهد تماما في هذه الدورة بحضور عدد كبير من النقاد العرب من لبنان والعراق وسوريا والمغرب والجزائر وغيرها. وبنظرة سريعة علي عروض المسابقة الرسمية وأفاق السينما العربية والخاصة سنجد أن القاعات ممتلئة، مثلما حدث مع فيلم الافتتاح «القطع» للمخرج العالمي فاتح أكين، وشهد العرض الثاني للفيلم نفس الازدحام، وهو ما تكرر مع الفيلم المصري «باب الوداع»، والفيلم الاسترالي المرشح للأوسكار «بلد شارلي»، أما الفيلم الأردني «ذيب» فقد شهد حضورا غير مسبوق في عرضيه الأول والثاني، وأمام هذا الاقبال تقرر بالاتفاق مع مخرج الفيلم ناجي أبو نوار علي اقامة عرض ثالث شهد أيضا حضورا كثيفا، ونفس الحال في الفيلمين الفلسطنيين «عيون الحرامية» لنجوي نجار، و«ستريو» لرشيد مشهرواي، ويبدو أن هناك عوامل ساعدت علي زيادة نسبة الحضور تتعلق بوجود ترجمة الي العربية، وانخفاض أسعار التذاكر . وانطلاقا من تلك الحالة المهرجانية، التي حققتها هذه الدورة، يجب أن يتم التفكير جديا في اقامة مقر دائم للمهرجان وهو الامر الذي طرح أكثر من مرة، ولكن لم يتم تنفيذه، ليصبح هناك مركزا لكافة أنشطته مثل كبريات المهرجانات العالمية، لأن تجربة الدورة الحالية والمتعلقة بوجود الفعاليات في مكان واحد، أثبتت نجاحها.