محمد رب أسرة فى الأربعينيات من عمره كان يعمل ترزيا لتفصيل وحياكة جواكيت الجلد الطبيعى، ولديه خمسة أبناء ولم يقصر يوما فى إرضائهم، ويجتهد دائما فى سبيل توفير متطلباتهم، ولكن لم يعد يستطيع أن يسير على هذا النهج طويلا فقد انتابته بعض الآلام، وذهب على أثرها لإجراء بعض الفحوص، فبينت أنه مصاب بورم سرطانى فى الغدد الليمفاوية، ويخضع حاليا للعلاج الكيميائى والإشعاعى، كما يعانى آلاما شديدة فى الأسنان، وعلاجها يتكلف الكثير، وتراكمت عليه الهموم، والآلام والأحزان، خاصة بعد إصابة ابنه الكبير ويدعى هشام وهو لم يبلغ العشرين عاما من العمر بالتواء فى الخصية اليسرى الوحيدة، مما أدى إلى وجود غرغرينا بها، وكان لابد من إجراء جراحة عاجلة لاستئصالها، ومازال يخضع للعلاج.. وبطبيعة الحال لم يستمر الأب فى ممارسة مهنته، ولا يقوى على أى عمل، ولديه أبناء آخرون فى التعليم، وزوجته مريضة بالضغط والسكر وتحتاج إلى علاج بصفة مستمرة.. ويسكنون فى شقة بالايجار.. ونتيجة للظروف القاسية التى تمر بها هذه الأسرة المكلومة فبادرت ابنته دنيا وسنها خمسة عشر عاما بتقديم العون لأسرتها فضحت فى سبيل إنقاذها من الانهيار بتعليمها وعملت خادمة فى البيوت أملا منها فى توفير نفقات علاجهم وكذلك متطلبات أشقائها الصغار.. وبالطبع فإن المسئولية كبيرة جدا عليها.. والسؤال كيف ستتحمل مصاريف الأسرة كلها؟ إيناس الجندى