لا تزال بعض وسائل الإعلام المصرية تتعامل مع مقالات وافتتاحيات الصحف الأجنبية خاصة الأمريكية منها على أنها مجرد «كلام والسلام»، وكأن ما جاء بمضمون هذه الآراء لا يجب أن نلتفت إليه أو أنه رجس من عمل الشيطان الرجيم. ولكن عندما تنشر صحيفة مغمورة فى أى بقعة فى العالم لا يعرفها سوى سكانها، كلاما إيجابيا عن مصر، تسارع الصحف فى نقل المحتوى الصحفى كاملا مادام إشادة حتى لو فى غير محلها. هذا الكلام بسبب افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى الرابع من اكتوبر الجارى وتضمنت آراء سلبية عن الحالة الديمقراطية والسياسية فى مصر وتطرقت الى الوضع الأمنى واستخدام الأسلحة الأمريكية فى الحرب على الإرهاب فى سيناء والذى لا تراه الصحيفة حربا للأسف ولكن مجرد قمع أمنى للمواطنين! وهو ما كان من ضمن أخطاء الافتتاحية المذكورة. لقد وجه صحفيو نيويورك تايمز لوما شديدا للإدارة المصرية التى يرونها أسوأ من عهد الرئيس حسنى مبارك من جهة القمع الأمنى وتشويه صورة المعارضين الإسلاميين الذين تعتبرهم الصحيفة «سلميين»! كما تدافع الصحيفة عن هؤلاء وترفض الوصف المصرى لهم والاخوان بأنهم «إرهابيون»، ثم تقول الصحيفة إن التشدد فى التعامل مع المعارضين الإسلاميين سيدفعهم الى انتهاج سياسة العنف للدفاع عن أنفسهم بما يفتح المجال لدواعش جدد فى مصر. وطالبت أشهر صحفية أمريكية وزير الخارجية جون كيرى بأن يشهد أمام الكونجرس ويرد ب«لا» على سؤال: «هل مصر تسير على طريق الديمقراطية؟» وخلصت الى أن الاجابة بنفى السؤال سيكون معناها أن مصر لا تستحق الحصول على المساعدات العسكرية الأمريكية. الأخطر فى الأمر أن وزير الخارجية سامح شكرى قد جلس مع صحفيى نيويورك تايمز أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن واضح أنه لم ينجح فى توصيل رسالة حقيقية لهؤلاء عن مصر، ومن ثم جاء رأيها الذى يجب على الحكومة ألا تتجاهله. لمزيد من مقالات محمد أمين المصري