تنتهى الأحد المقبل انتخابات مجالس الإدارة والجمعيات العمومية للمؤسسات الصحفية القومية... وننتهز الفرصة لتهنئة من نالوا أو فى طريقهم لنيل - ثقة زملائهم ونتمنى لهم التوفيق فى مهمتهم للنهوض بالمؤسسات الصحفية وهى مهمة صعبة بكل المقاييس. نقول صعبة لأن صناعة الصحف المطبوعة تواجه تحديات عظمى فى جميع دول العالم (باستثناء الهند التى ترتفع فيها معدلات توزيع الصحف)، ووفقا لتقارير منظمة الصحف العالمية فإن انتشار مواقع التواصل الاجتماعى له علاقة بخفض التوزيع. وإضافة للمصاعب التى تواجهها صناعة الصحف عالميا فإن الصحافة المصرية القومية تعانى من مشكلات خاصة أهمها ضعف القدرات المهنية للصحفيين وعدم وجود رؤية لطبيعة القارئ أو المعلن الذى تتوجه إليه واهتماماته، وضعف القدرات التكنولوجية، والبطالة المقنعة. وفى الوقت نفسه فإن تلك الصحف تواجه منافسات شرسة من مؤسسات إعلامية دولية كبرى استطاعت خلال السنوات الماضية اختراق حاجز اللغة لتتوجه بالعربية مباشرة للجماهير فى مصر وغيرها من دول المنطقة عبر مواقع إلكترونية وقنوات فضائية. المطلوب إذن من الزملاء أعضاء مجالس الإدارات والجمعيات العمومية أن يتبنوا سياسات جديدة للنهوض بمؤسساتهم خلال السنوات المقبلة مختلفة تماما عن السياسات التقليدية التى لم تعد تفيد، خاصة أن بعض المؤسسات أصبحت غير قادرة على الاستمرار دون دعم حكومي. أتوقع أن تقوم مؤسسات بتحويل جميع مطبوعاتها الورقية إلى مواقع إلكترونية توفيرا للنفقات، وأتوقع أن تسعى مؤسسات لتبنى سياسات فعالة لخفض عدد العاملين، وأخيرا أتمنى أن تدرك جميع المؤسسات أن رفع القدرات المهنية للصحفيين عبر تدريب منظم وصولا للمستويات العالمية أصبح ضرورة مادام المنافسون يتمتعون بتلك القدرات. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله