خالد جلال: على الأهلي اللعب بتشكيله الأساسي أمام بلدية المحلة    عاجل.. موقف الأهلي من التعاقد مع نجم صن دارونز    الآن رسميا.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم السبت 11 مايو 2024 بعد آخر انخفاض    موازنة النواب عن جدل الحساب الختامي: المستحقات الحكومية عند الأفراد والجهات 570 مليار جنيه    عز ينخفض لأقل سعر.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 11 مايو بالمصانع والأسواق    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن    نشرة التوك شو| أزمة قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية وانخفاض أسعار الدواجن والبيض    الحصيلة 520 شهيدا .. مقبرة جماعية ثالثة في مجمع الشفاء الطبي والسابعة في مستشفيات غزة    حزب الله اللبناني يعلن استهدف مبنى لجنود إسرائيليين في مستعمرة المطلّة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    الإمارات تحرج نتنياهو وترفض دعوته بشأن غزة: لا صفة له    الهلال ضد الحزم.. أكثر 5 أندية تتويجا بلقب الدوري السعودي    خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    الشعبة تكشف تفاصيل تراجع أسعار الدواجن والبيض مؤخرًا    حكام مباراة بلدية المحلة والأهلي.. ناصف حكم ساحة.. وطارق مجدي للVAR    ملف يلا كورة.. استمرار غياب الشناوي.. الأهلي لنهائي دوري السلة.. وجائزة تنتظر صلاح    زى النهارده.. الأهلى يحقق رقم تاريخى خارج ملعبه أمام هازيلاند بطل سوازيلاند    أبرزها الأهلي أمام بلدية المحلة، حكام مباريات اليوم بالدوري الممتاز    مأمورية من قسم الطالبية لإلقاء القبض على عصام صاصا    وفاة شاب في حادث تصادم دراجة نارية وتروسيكل بالفيوم    بقلم ميري، معلمة تصفع طفلا من ذوي الهمم يهز ضمير الإنسانية في الأردن    ننشر درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت فى مصر    آبل تخطط لاستخدام شرائح M2 Ultra فى السحابة للذكاء الاصطناعى    السياحة عن قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية ضمن خطة تخفيف الأحمال: منتهى السخافة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    برج العذراء.. حظك اليوم السبت 11 مايو: انصت لشريك حياتك    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    تناول أدوية دون إشراف طبي النسبة الأعلى، إحصائية صادمة عن حالات استقبلها قسم سموم بنها خلال أبريل    القوافل العلاجية تبدأ أعمالها فى مدينة حلايب اليوم ضمن "حياة كريمة"    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    محمد بركات يشيد بمستوى أكرم توفيق مع الأهلي    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    حظك اليوم برج الأسد السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج العقرب السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    زيادات متدرجة في الإيجار.. تحرك جديد بشأن أزمة الإيجارات القديمة    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    على طريقة القذافي.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة (فيديو)    حكومة لم تشكل وبرلمان لم ينعقد.. القصة الكاملة لحل البرلمان الكويتي    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الورداني يقدم حلولاً لإحياء الصحافة الورقية
للحفاظ على ما تبقى من مكانتها في مواجهة المد الإلكتروني
نشر في التغيير يوم 29 - 12 - 2012

قدم الأستاذ محمد سيد الورداني المعيد بقسم الصحافة والنشر بكلية الإعلام بجامعة الأزهر، حلولاً للصحافة الورقية للحفاظ على ما تبقى لها من مكانة في مواجهة المد الهائل للصحافة الإلكترونية، تمثلت في ضرورة اتجاهها إلى التعامل مع التكنولوجيا ووسائل الاتصالات الحديثة بتطور وواقعية، والبعد عن عملية النقل النصي من الصحف الإلكترونية والتوسع في الصحافة الاستقصائية التي تكشف ما وراء الكواليس.
وأضاف الورداني، في محاضرته التي ألقاها ضمن فعاليات "المؤتمر الأول لمستقبل الإعلام في مصر"، أن بدء سقوط الصحف الورقية في مقابل الورقية قد بدأ بزيادة عدد الزائرين للإلكترونية واعتمادهم عليها في التعرف على الأحداث اللحظية التي تقع ليس في موقعهم فحسب وإنما في مختلف دول العالم بأقل التكاليف.
وتنشر "التغيير" التي ترعى المؤتمر إعلامياً النص الكامل للمحاضرة بما تضمنت من حقائق ومعلومات وتوصيات في تلك القضية الهامة، التي دفعت مجلة أمريكية ذائعة الصيت مثل " نيوزويك" إلى الاستغناء عن نسختها الورقية:
دخل التطور الهائل الذي لحق بوسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات في الفترة الأخيرة ليغيير خيرطة المنافسة في عالم الصحافة التي بدأت تتحول إلى متغيرين مختلفين هما الصحف الورقية والإلكترونية بعد أن كانت هذه المنافسة تقتصر بين الورقية وبعضها فحسب ، واكتسب هذا النوع الجديد من الصحافة أهمية بالغة منذ ظهوره أوائل التسعينات من القرن الماضي، وتزايدت أهمية الصحافة الإلكترونية مع توالي الأعوام وانتشار الإنترنت وتضاعف أعداد مستخدميه فأصبحت غالبية المؤسسات الصحفية على الصعيدين العالمي والعربي تمتلك مواقع إلكترونية لمطبوعاتها الورقية ، لكن الجديد هو ظهور نوع جديد من الصحف غير التقليدية وهو ما عرف ب " الصحف الإلكترونية " والتي يقتصر إصدارها على النسخة الإلكترونية دون المطبوعة، كما يعود صدور أول نسخة إلكترونية في العالم إلى عام 1993م حيث أطلقت صحيفة سان جوزيه ميركوري الأمريكية نسختها الإلكترونية، تلاها تدشين صحيفتا ديلي تليجراف والتايمز البريطانيتين لنسختهما الإلكترونية عام 1994م، وعربياً أصدرت أول صحيفة عربية نسختها الإلكترونية منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة وهي صحيفة الشرق الأوسط الصادرة من لندن ،تزامن معها إصدار النسخة الإلكترونية لصحيفة النهار اللبنانية .
وتعد صحيفة إيلاف التي صدرت في لندن عام 2001م أول صحيفة إلكترونية عربية ، أما اليوم وبعد مضي ما يقرب من 12عاماً على هذه التجربة، لا نكون مبالغين حين نقول أن بإمكان متصفح الإنترنت العربي العثور يومياً على المزيد من الصحف الإلكترونية العربية الوليدة لم تتعدى أعمارها الأيام أو الأشهر , فعلى الرغم من انخفاض نسبة قراءة الصحف بشكل عام وفقاً للدراسات في هذا المجال إلا أن عدد قراء الصحف الإلكترونية -كما تشير الدراسات نفسها - في ازدياد مستمر .و يوضح تقرير صدر عن مركز بيو للأبحاث مؤخراً تناول تحديات الصحافة الورقية والإلكترونية ومستقبلها أن مزيدا من الأميركيين يتجهون إلى الإنترنت لمعرفة الأخبار، في مقابل انخفاض قراء الصحف المطبوعة أو الورقية.
مفهوم الصحافة الإلكترونية
هناك محاولات كثيرة لوضع تعريف واضح للصحافة الإلكترونية قام عدد من الباحثين بمحاولة لتحديد مفهوم الصحافة الإلكترونية:
"أثر التعرض للصحف الإلكترونية على إدراك الشباب الجامعي للقضايا السياسية العربية" يثبت لنا مفهوم الصحافة الإلكترونية بأنها: (الصحف التي يتم إصدارها ونشرها على شبكة الإنترنت ، وتكون على شكل جرائد مطبوعة على شاشات الحاسبات الإلكترونية تغطي صفحات الجريدة تشمل المتن والصور والرسوم والصوت والصورة المتحركة).(1)
يثبت الدكتور رضا عبد الواجد أمين المفهوم الآتي: ( هي وسيلة من الوسائل متعددة الوسائط multimedia تنشر فيها الأخبار والمقالات وكافة الفنون الصحفية عبر شبكة المعلومات الدولية الإنترنت بشكل دوري وبرقم مسلسل ، باستخدام تقنيات عرض النصوص والرسوم والصور المتحركة وبعض الميزات التفاعلية ، وتصل إلى القارئ من خلال شاشة الحاسب الآلي ، سواء كان لها أصل مطبوع ، أو كانت صحيفة إلكترونية خالصة).(2)
ومن بين جملة التعريفات التي عرفها الباحثون الغربيين أمثال ( ماكلوهان وسبيل وسمث وتوفلر ... الخ ) والعرب أمثال ( فايز عبد الله الشهري وإحسان محمود الحسان ... الخ ) يعرف الصحافة الإلكترونية الدكتور عبد الأمير الفيصل في كتابه الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي بأنها ( جزءا من مفهوم واسع واشمل وهو النشر الإلكتروني ، الذي لا يعني فقط مجرد استخدام أنظمة النشر المكتبي الإلكتروني وأدواته أو أنظمته plate-to-computer المتكاملة ، اذ يمتد حقل النشر عبر الإنترنت (online poblishing ) أو توزيع المعلومات والأخبار من خلال وصلات اتصال عن بعد أو من خلال تقنية الوسائط المتعددة وغيرها من النظم الاتصالية التي تعتمد على شبكة الحاسبات ، وتعتمد نظم النشر الإلكتروني عموما التقنية الرقمية التي توفر القدرة على نقل ومعالجة النصوص والصوت والصورة معا بمعدلات عالية من السرعة والمرونة والكفاءة.(3)
أنواع الصحف الإلكترونية
تنقسم الصحف الإلكترونية على شبكة الإنترنت إلى نوعيين رئيسين هما:
1. الصحف الإلكترونية الكاملة:on – line newspaper وهي صحف قائمة بذاتها وان كانت تحمل اسم الصحيفة الورقية ( الصحيفة الأم ) .
2. النسخ الإلكترونية من الصحف الورقية: وهي مواقع الصحف الورقية النصية على الشبكة ، والتي تقتصر خدماتها على تقديم كل أو بعض مضمون الصحيفة الورقية ، وخدمة تقديم الإعلانات لها والربط بالمواقع الأخرى.(4)
ويرى فهد العسكر وعبد الله الحمود إن الإصدارات الإلكترونية على شبكة الإنترنت تنقسم بحسب مدى التزامها بسمات الصحافة الإلكترونية إلى نوعين:
1. النوع الأول: الصحف الإلكترونية: وهي تصدر عن مؤسسات صحفية لها إصدار مطبوع ، ومع ذلك لا يشترك الإصدار الإلكتروني مع الإصدار المطبوع إلا في الاسم والانتماء للمؤسسة الصحفية فقط والصحف التي تصدر بشكل إلكتروني مستقل ، دون الارتباط بإصدار مطبوع ، بحيث تؤسس الصحيفة على إنها إلكترونية .
2. النوع الثاني: النسخ الإلكترونية من الإصدارات المطبوعة: وهي النسخ التي تصدر عن مؤسسات صحفية لها إصدار مطبوع ، وبالتالي فهي بمثابة إعادة نشر ما سبق نشره في الإصدارات المطبوعة.(5)
وفي كتابه الاتصال والإعلام على شبكة الإنترنت يصنف الدكتور محمد عبد الحميد صحافة الشبكات إلى أربعة أشكال من خلال مجالات المشاركة إلى الآتي:
1. المواقع الإخبارية السائدة:( وهي المواقع شائعة الاستخدام كوسيلة إخبارية على شبكة الويب ، تقدم مختارات من المحتوى التحريري المرتبط بالوسيلة الأم cnn , bbc والجزيرة ، أو منتجا مخصصا للنشر على الويب) .
2. مواقع الفهارس والتصنيف:( وهذه المواقع ترتبط غالبا بأي من محركات البحث مثل جوجل التافيستا ياهو وكذلك بعض من شركات بحوث التسويق والوكالات مثل وبعض المشروعات الفردية) .
3. مواقع التعليق على الأخبار وآراء الإعلام ( وتنتمي هذه الفئة في بعض الأحيان إلى الصحافة الرقابية) وفي أحيان أخرى تعتبر امتدادا لفئة مواقع الفهارس والتصنيف مثل مواقع المناقشة والمشاركة.
4. ويجسد هذا الشكل العلاقة بين المحتوى والاتصال أي ان الناس تريد الاتصال بالآخرين على المستوى العالمي.(6)
بدء سقوط الصحف الورقية أمام الإلكترونية
لعل بدء سقوط الصحف الورقية في مقابل الورقية قد بدأ بزيادة عدد الزائرين للإلكترونية واعتمادهم عليها في التعرف على الأحداث اللحظية التي تقع ليس في موقعهم فحسب وإنما في مختلف دول العالم بأقل التكاليف .
ونتيجة لذلك وقبل فترة بسيطة أعلنت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" عن إيقاف نسختها الورقية نهائياً (بعد انخفاضها إلى 200ألف نسخة) والاكتفاء بنسختها الإلكترونية (التي يتجاوز زوارها المليون قارئ) أما صحيفة اللوموند الفرنسية فوصلت إلى حافة الافلاس (حيث وصلت ديونها الى 150 مليون يورو العام الماضي) في حين تحقق نسختها الإلكترونية نجاحات متواصلة بين الشعوب الناطقة بالفرنسية.. وفي الحقيقة؛ لولا دخل الإعلانات المرتفع في هذه صحيفة "الرياض السعودية " لتوقفت بدورها كونها توزع 260ألف نسخة ورقية مقابل 1.200.000زائر يومي لنسختها الإلكترونية!! "] و هذا الازدياد المتطرد في الاعتماد على الصحافة الإلكترونية واتساع قاعدتها الجماهيرية، أدى بدوره إلى تنوع أشكالها ووسائلها وظهور الكثير من المؤشرات الإيجابية الدالة على تنامي قوتها وتأثيرها مستقبلاً، حتى باتت الصحافة الإلكترونية إحدى القنوات الفعالة في حياتنا اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها لدى البعض، مما دفع الكثير من المعنيين والمتخصصين والقراء على حد سواء إلى القول بزوال الصحافة الورقية التقليدية إلى غير رجعة.
السقوط التدريجي للصحف الورقية مقابل الإلكترونية جعل الكثير يتكهن بانقراض الصحافة الورقية وربما اختفاءها نهائياً بعد أعوام قليلة تباينت التقديرات في تحديدها على وجه الدقة. وقد يكون من المنطقي جداً تغلب الصحافة الإلكترونية والإعلام الإلكتروني بشكل عام في وقت قريب تماشيا مع واقع العصر الذي نعيشه، ومستقبل الأجيال القادمة التي ستكون بالطبع أكثر استيعابا واعتماد وتأهيلا لذلك، غير أن القول بضرورة اختفاء الطباعة الورقية أو الجزم باندثارها تماما ليس له ما يبرره فالإذاعة رغم انتشار الفضائيات والحد من تأثيره واستخدامه ما يزال عنصرا ووسيلة هامة من وسائل الاتصال والإعلام .
معوقات الصحافة الإلكترونية
رغم المؤشرات الإيجابية الكثيرة التي تصب في صالح الصحافة الإلكترونية فإن كثيراً من الصعوبات والتحديات والسلبيات ما تزال تشكل حجر عثرة في طريق تفوقها، مما يتوجب على المهتمين بهذه الصناعة العمل على تلافيها في المستقبل إذا ما أرادوا النهوض بها وتتلخص فيما يأتي:
1-تعاني أغلب الصحف الإلكترونية من صعوبات مالية تتعلق بالتمويل.
2-غياب التخطيط وعدم وضوح الرؤية المتعلقة بمستقبل هذا النوع من الإعلام.
3-عدم وجود عائد مادي لدى أغلب هذه الصحف كما هو الحال في الصحف الورقية عن طريق الإعلان ، إذ أن المعلن ما يزال يشعر بعدم الثقة في الصحافة الإلكترونية بل ويعتبر الورقية أكثر جدية.
4-عدم خضوعها للرقابة في ظل غياب الأنظمة واللوائح والقوانين التي تنظمها، فلا يوجد تشريعات تحكم عمل الصحافة الإلكترونية، ولا يوجد تراخيص ممنوحة لهذه الصحف حتى يمكن السيطرة عليها ومحاسبتها في حالة تجاوزها ، فنلاحظ أن الكثير من هذه الصحف بات مصدراً للشائعات والأخبار المثيرة العارية من الصحة بهدف جذب اكبر عدد ممكن من القراء.
5-غياب الإطار القانوني والمهني الذي ينظم عمل الصحفيين في المجال الإلكتروني ويحفظ حقوقهم فلا توجد نقابات مهنية لهم كم لا يسمح بانضمامهم لنقابات الصحفيين.
6-عند استقراء أغلب هذه الصحف الإلكترونية اتضح الكثير منها يقوم على سياسة الاستنساخ من الصحف المحلية والعالمية ووكالات الأنباء حتى ومن بعضها البعض فأصبحت هذه الصحف تعتمد غالباً على النسخ واللصق يصل أحياناً إلى حد السرقة الصريحة واستبدال أسماء المحررين والكتاب بأسماء أخرى ويرجع ذلك غالباً نتيجة ضعف الإمكانيات المادية و قلة عدد المحررين مع غياب المحاسبة والرقابة في المقام الأول.
مميزات الصحافة الإلكترونية:
1-قلة التكلفة المالية التي يتحملها الجمهور مقارنة بالصحافة التقليدية فعن طريق الاشتراك في خدمة الانترنت تستطيع تصفح كافة الصحف والمجلات التي تمتلك مواقعها إلكترونية في حين أنه من الصعوبة بمكان أن تشترك في كافة هذه المطبوعات أو تقتنيها.
2-ومما يميز الصحافة الإلكترونية عامل الوقت فالصحف الإلكترونية بتحديثها مستمر على مدار الساعة، في حين أن الصحافة المطبوعة ومواقعها الإلكترونية يتم تحديثها كل أربعة وعشرين ساعة الأمر الذي يجعل الصحافة الإلكترونية تحرق الأخبار كما يقال أو تجعلها عديمة الفائدة في الجرائد المطبوعة فتصبح عبارة عن أحرف تملأ بها المساحات فإذا كانت الصحيفة تطبع في تمام الساعة الثانية عشر صباحا مثلا ووقعت حادثة في ساعات الصباح الأولى فحتى تنشره الجريدة يحتاج ليوم كامل الأمر الذي يكون معه الخبر مستهلكا وقديماً في ظل وجود الصحافة الإلكترونية التي تستطيع تغطية الحادث خلال دقائق من وقوعه.
3-سهولة تعديل المعلومات وتصحيحها وتحديثها بعد النشر.د‌. سهولة نقل المعلومة وتداولها وحفظها واسترجاعها وسرعة انتشارها في أسرع وقت ممكن.
4-تتمتع الصحافة الإلكترونية بهامش أكبر من الحرية بعيدا عن مقص الرقيب ، والحرية الموجودة في هذه الصحف الإلكترونية أكبر من نظيرتها المطبوعة والتي تواجه قيوداً كثيرة لم تقتصر على المادة التحريرية فحسب، فحتى تعليقات القراء على الموقع الإلكتروني تخضع غالباً لمعايير شديدة الرقابة تتنافى مع حرية الإنترنت التي يريدها الجمهور ، في حين نجد أن أغلب الصحف الإلكترونية تعطي هامشا كبيرا من الحرية في التعليقات تصل لحد التصادم والسباب "عند البعض" لزيادة التفاعل والإقبال الجماهيري عليها.
5-إمكانية تضمين الخبر مقاطع صوتية أو لقطات مصورة بالفيديو مما يجعل التغطية أكثر ثراءً وجذباً للقارئ وتعايشا مع الحدث.
6-من أهم ما يميز الصحافة الإلكترونية كونها صحافة تفاعلية فبإمكان القارئ التعليق على الخبر فور قراءته، والتواصل مع جمهور القراء ومناقشة الآراء والأفكار، وكذلك بإمكانه إرسال مشاركاته من الأخبار والمقالات ونشرها باسمه الصريح أو المستعار أو عن طريق عمل معرف خاص به يتمكن من خلاله من إضافة تعليقاته ومشاركاته.
7-توفير أرشيف صحفي ضخم يتيح الحصول على المعلومات بسهولة ويسر من خلال محركات البحث .ط‌. عدم حاجة المؤسسات الصحفية إلى مقر واحد ثابت يحتوي كل الكوادر العاملة، فالصحف الإلكترونية اليوم يعمل أغلبها عن طريق المراسلة الإلكترونية.
هذه المعطيات السابقة وغيرها دفعت الخبير الأمريكي في الصحافة الاستقصائية سيمور هيرش للصحافة الإلكترونية إلى تشبيه الصحافة الإلكترونية بالخيول التي انطلقت من زمامها ولا يمكن توقيفها ، وهو ما حدا أيضاً برئيسة منظمة الصحافة العالمية مارثا ستون إلى التأكيد على تغيير الصحافة الإلكترونية لمعايير الأداء والتقييم العالمية بقولها: "لن يخضع تقييم أي مطبوعة في المستقبل لمستوى جودتها الطباعية بل لغنى وتطور المحتوى مقارنة بالمحتوى الإلكتروني، كما سيأخذ بعين الاعتبار أسلوب إدارة تكلفة العملية الطباعية".
مقترحات للرقي بالصحافة الإلكترونية
1-إنشاء مؤسسات صحفية أو شركات مساهمة إعلامية تتولى إدارة هذه الصحف الإلكترونية وتنمية مواردها للتغلب على المشكلات المالية والتمويلية.
2-إجراء تعديلات على القوانين الخاصة بالنشر والمطبوعات تضمن حماية حرية الرأي والتعبير وحرية النشر والحصول على المعلومات وحرية مناقشة أمور وقضايا حكومية ورسمية ، وكذلك إضافة تعديلات تضمن حقوق الملكية والنشر الإلكتروني وإضافة القواعد واللوائح التي تنظمها.
3-إنشاء اتحادات ونقابات رسمية للعاملين في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني لضمان حقوق العاملين.
4-الاعتراف بالصحفيين العاملين في الصحافة الإلكترونية وحصولهم على عضويات نقابية في نقابة الصحفيين في بلدانهم وكذلك السماح بانضمامهم لاتحاد الصحفيين العرب.
5-ضرورة تفرغ العاملين في هذا الصحف بصورة كاملة لانجاز أعمالهم من اجل صناعة صحافة متميزة تكسبهم الاحترام والتقدير من قبل جمهور المتلقين وتنأى بهم عن الاتهامات التي تضعهم في خانة الهواة أو الطارئين أو المتطفلين على المهنة.
6-الاستفادة الكاملة من فضاء الحرية الذي يمنحه الجو الإلكتروني خصوصا في التعامل مع القضايا السياسية والاجتماعية التي يعد ظهورها على ورق الجرائد العادية من قبيل المحرمات.
كذلك من المهم جداً توخي المعايير المهنية العالمية من أجل صحافة إلكترونية أكثر تأثيرا ومن تلك المعايير حداثة الخبر و تحديثه على مدار الساعة وسهولة تعاطي الزائر مع الصحيفة الإلكترونية عبر شبكة الانترنت ويمكن حساب درجة التفاعلية بين الوسيلة والجمهور بسهولة ومرونة أكثر من نظيرتها المطبوعة وذبك عن طريق متابعة عدد الزوار من خلال المواقع التي تعنى بهذا الغرض مثل موقع elexa العالمي فضلا عن إجراء الاستبيانات والاستطلاعات التي تفيد في تقييم وتقويم موقع الصحيفة من حيث مستوى الإقبال ووجود الخدمات الضرورية المتعلقة بالبحث والأرشفة وتنوع النوافذ وما إلى ذلك من المقاييس التي تحكم على مستوى الإلكترونية من حيث التراجع أو الثبات أو التقدم على أشكال بيانية أو متواليات عددية أو هندسية، كذلك يتوجب العناية الفائقة بجودة التصميم وتجديده بين الحين والآخر إذا تطلب الأمر.
مسار عمل الصحافة الإلكترونية
لقد أتاحت شبكة الأنترنت إمكانات وأدوات غير مسبوقة في العمل الصحفي يمكن إيجازها بالآتي:
- الأذرع الإلكترونية لوسائل الإعلام ( مواقع الصحف والقنوات والمجلات ): في ظل الاتجاه المتزايد نحو استخدام الانترنت كوسيلة للإعلام والحصول على الإخبار ومتابعة ما يجري عالميا ، كان من المتعين على الصحف المطبوعة أن تنشئ لنفسها مواقع إلكترونية تخاطب بها جمهور الإنترنت الذي يتزايد بصورة كبيرة عالميا ،
- الصحف الإلكترونية (بوابات صحفية بلا صحف ورقية): في عام 1999 ظهرت عبر الإنترنت موجة (الدوم كوم) ، والتي يقصد بها الشركات التي ظهرت وتأسست لكي تعمل عبر الإنترنت فقط دون أن يكون لها نشاط أو وجود مادي على ارض الواقع وظهرت مئات الشركات من هذا النوع في مجالات عديدة شملت السياحة والسفر والتجارة الإلكترونية والمجالات العلمية والصناعية وأيضا المجال الإعلامي والصحفي ،
- الصحف الإلكترونية التلفزيونية ( قنوات المعلومات ): تعد قنوات المعلومات عبر التلفزيون احد أوجه ظاهرة الصحافة الإلكترونية الحديثة التي لا يمكن إغفالها ، حتى وان كانت لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام الذي تحظى به أوجه الصحافة الإلكترونية المرتبطة عضويا بشبكة الإنترنت ، فهي عمليا تقدم نوعا من الصحافة المقروءة على الشاشة .
- الأذرع الإلكترونية الصحفية للجهات غير الإعلامية (الأحزاب – المنظمات – الدول): إن الطابع المفتوح لبيئة العمل الصحفي عبر الإنترنت قد فتح المجال واسعا أمام العديد من الجهات غير الصحفية والإعلامية لكي تمارس بنفسها وبشكل مباشر النشاط الصحفي يشكل أو بآخر .(7)
مستقبل الصحافة الورقية وتأثرها بظهور الإعلام الإلكتروني
رغم من أن الإعلام الإلكتروني في المنطقة لم يتطور بنفس الشكل الذي وصل إليه الإعلام المثيل في الدول الغربية، إلا أنه لا يمكن إنكار تأثيره على الصحافة المطبوعة، حيث يري بعض خبراء الإعلام أنه في الوضع الحالي يمكن لأي مؤسسة إعلامية التحدث بأنها مؤسسة مطبوعة وغيرها مؤسسة إلكترونية، ولذلك فإن الإعلام واحد، ويمكن النشر على أكثر من طريقة، سواء عن طريق النشر الإلكتروني، التلفزيوني، الإذاعي، أو عن طريق الصحافة المطبوعة. هل الإعلام فالهدف الأساسي يكمن في تحسين المادة، وسواء كنا صحافة مطبوعة أو صحافة إلكترونية، فإن المادة في النهاية هي التي تحدد من الذي على مستوى الجودة، لأنه ما فائدة الإعلام الإلكتروني إذا كانت المادة سطحية وغير مفيدة للقارئ، ولذلك فإن المادة المطبوعة على ورق أو المادة الإلكترونية، هي التي تحدد هويتك ورسالتك، وهي التي تحدد مستوى المؤسسة الفلانية بباقي المؤسسات الأخرى. الهدف أنه إذا كانت لدينا مادة ولم نستطع خدمتها في الورق، فإنه يمكن لنا الاتجاه إلى قنوات نشر أخرى، مثل حاجتنا إلى خبر يتضمن مقطع فيديو توضيحاً، وإذا كنا بحاجة إلى تدعيم الخبر فإنه يمكننا نقله إلى الموقع الإلكتروني، لإرفاق الفيديو معه، وفي النهاية هذا كله يتعلق بمدى حاجتنا، بمعنى أنه يجب أن يكون التوسع في الإعلام الإلكتروني يوازي حاجتنا وخصوصيتنا ورسالتنا الإعلامية، ولذلك تحفظ الخبراء على موضوع الصحافة المطبوعة والصحافة الإلكترونية بمعنى الفصل، فالصحافة هي نفسها الصحافة، لكننا نتوسع وهناك مجالات للنشر سواء الإلكتروني أو غير ذلك.
ثم إننا نتحدث عن التأثير على الصحافة المطبوعة، فالمؤسسات لن تتأثر إذا حاولت أن تكون مؤسسات إعلامية في الأساس، سواء كانت مؤسسة إعلامية مطبوعة أو إلكترونية، والمؤسسة الإعلامية المطبوعة إذا كانت ناجحة على الورق، فإنها ستنجح إلكترونياً، والمؤسسة التي تراوح على الورق ستراوح إلكترونياً، لأن هذا يعتمد على المادة والرؤية والمستوى المهني لدى القائمين على أي مؤسسة كانت.
وينفي البعض الآخر أن يكون هناك تأثيراً مباشراً، فلايوجد هناك مؤسسات عربية مطبوعة، أغلقت أبوابها بسبب الإعلام الإلكتروني، بل على العكس، هناك مؤسسات توسعت ولديها قراء خارج نطاق الحدود، بسبب الإعلام الإلكتروني، وهناك مؤسسات استثمرت الملايين في الإعلام الجديد، وهناك عائد يضاف إلى عائد الإعلان الورقي، ألا وهو عائد الإعلان على شبكة الانترنت.
كذلك ما زال من المبكر جداً الحديث عن تأثيرات ملموسة يمكن إحصاؤها، خاصةً وأننا في منطقة لا تزال فيها الصحافة المطبوعة هي السائدة، وهذا عكس الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة، إذ هناك مؤسسات ورقية عريقة جداً أغلقت وبدأت تنشر على الانترنت، وهذا الاتجاه للانترنت يعود إلى توفر وتقدم هذه التقنية وربما بسبب كبر المساحة الجغرافية للبلد ووصول شبكة الانترنت إلى أغلب الناس، وهناك مؤسسات مثل (تروبيون) أغلقت الكثير من صحفها، وأول صحيفة أغلقت هي (سياتل هيرالد) التابعة ل(تروبيون)، وبالتالي اعتمدت على الانترنت، والحقيقة هناك تأثير مباشر للإعلام الإلكتروني على الصحافة الورقية في أمريكا وأوروبا، لكن في آسيا مثل سوق الهند والشرق الأوسط، لا تزال الصحافة الورقية تحافظ على وضعها، وإذا سألنا مسؤولي الصحف، فإن هناك زيادة في الطباعة سنوياً من 2 إلى 10%، وهذا يدل على أن هناك قراء جدداً وكذلك هناك مشتركون جدد ومهتمون جدد بالصحافة المطبوعة.
ولكن التأثير المباشر قد يكون بعد 10 سنوات حينما يتوسع الانترنت ويصل إلى دول الشرق الأوسط بنسب عالمية.
في المقابل يري د. عبد الرحمن الشمير الخبير الإعلامي أن الإعلام الإلكتروني أصبح في الواقع منافساً قوياً وشرساً وعنيداً جداً بالنسبة للصحافة الورقية، وفي اعتقادي أن الصحافة الورقية أصبحت جيلاً باتجاه الانقراض، إذا لم تتجه هذه الصحافة إلى التعامل مع التكنولوجيا ووسائل الاتصالات الحديثة بتطور وواقعية , فلم يعد الجيل الجديد يتعامل مع الصحافة الورقية، ولذلك عليها أن تتجه إلى العالم الجديد عبر تحديث المحتوى واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، وهناك الكثير من الصحف العالمية أغلقت ومنها من خفض أعداد موظفيه، وتوجه نحو الصحافي الشامل. الصحف الخليجية تواجه مشكلة، وهي أنه لا يوجد الصحفي المؤهل تكنولوجياً، أو الصحفي المتمكن والقادر على التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة، وهناك عدد بسيط يستطيعون التعامل مع مثل هذه التقنيات، ويمكن القول إن هناك جيلاً جديداً مقبلاً يتعامل مع (الكمبيوتر المحمول)، ولا يذهب إلى المكتبة أو يسعى للحصول على الصحيفة المطبوعة، ويمكنه في المقابل الحصول على الخبر من هاتفه المحمول، ومن أي مكان في العالم.
وفي اعتقاده أن الصحافة المطبوعة مهددة أمام الإعلام الإلكتروني، إذا لم تتمكن هذه الصحف من مواكبة هذا التطور عبر إنشاء المواقع وتطوير الإعلام الإلكتروني، كما تطوير البث والمحتوى، ومتابعة الخبر في نفس اللحظة. ربما يمكن القول إن الصحافة الورقية ستلفظ أنفاسها الأخيرة في المستقبل.
كما يري آخرون أن المستقبل للصحافة الإلكترونية والإعلام الإلكتروني، لأسباب التنافس الشديد على هذه الكعكة الإعلانية المحدودة من قبل وسائل إعلام كثيرة، وأيضاً هناك فجوة الأجيال بين كل جيل وآخر، وصحافة الانترنت تروق للأجيال الشابة، فعلى مستوى طلبتنا قليل منهم يقرأون الصحف، لكن كثيراً منهم لهم حسابات في (الفيس بوك) و(التويتر) ويتابعون الانترنت، ، ولم يعد الجمهور ينتظر من المؤسسة الإعلامية حتى تعطيه المعلومة، بل أصبح هو القادر على توفير المعلومة، ولا أريد أن أقول إن هناك حتمية تاريخية في التغيير مثلما حدث في أوروبا وفرنسا مثلاً بالنسبة للصحافة الإلكترونية، لكننا جزء من هذا العالم وأنماط التغيير التي تمس الصحف ربما تكون أيضاً متشابهة، وبالتالي فإن التأثير في المدى البعيد ربما سيكون كبيراً وعميقاً.
كذلك أصبحت المواقع الإلكترونية متنفساً للكثير من الكتاب الذين لا يستطيعون الكتابة في الصحف الورقية، ولذلك فإن هذه الصحافة الإلكترونية قادرة على احتواء هؤلاء الكتاب، ثم إن الكاتب يمكنه الكتابة باسم آخر حتى يفلت من الرقابة، لكن الصحافة الورقية محكومة بقيود متنوعة، عكس الصحافة الإلكترونية المتحررة من هذه القيود، أيضاً الصحيفة الورقية، تطبع ويتم نشر المحتوى في موقعها الإلكتروني، وهذا لا يقدم جديداً حينما ننقل الجريدة من ورقية إلى إلكترونية، إذ لابد من تحديث وتطوير الأخبار على مواقع الصحف.
كما أن هناك أيضاً صحف غير قادرة على مواكبة التطورات، ولديها نسخ (PDF)، لكن هناك مؤسسات مطبوعة انتقلت من الصحافة الورقية إلى الصحافة الإلكترونية، واستراتيجياً هل هذا صحيح أم أنه هدف اقتصادي أو غير ذلك؟ لا أدري لكن في النهاية هناك صحف ورقية تحولت إلى إلكترونية، ونجد التحليل والاستزادة أكثر على النسخة الورقية.
المؤسسات الصحفية الورقية لا تستطيع منافسة المنتديات لأن لديها ضوابط، فمثلاً التكاليف التي تضعها الصحف الورقية لا تقارن بالمواقع والمنتديات الإلكترونية، وإذا ما أغلقت الصحيفة فإنها ستعاني من الخسائر الكبيرة، لكن أي موقع إلكتروني إذا أغلق فإن أصحابه يمكنهم فتح موقع آخر، وهذه كلها تصب في الضوابط، وللمحافظة على مصداقية الصحيفة، فإنها تلجأ لنشر الخبر بعد التأكد منه، ويصعب علي أن أعيد هذه المصداقية إذا ما تضررت سمعة المؤسسة نفسها.
علي نفس المستوي أصبحت الصحافة الإلكترونية أصبحت متنفساً للكثير من الشباب وحتى الأجيال المتقدمة في العمر، لأنك تجد فيها ما لا تجده في الصحافة التقليدية، لكن هذا الذي تجده هو صحيح أم ضروري؟ فهذه نقطة أخرى، وأحياناً يركض الناس وراء الممنوع ووراء المثير، ولا نتحدث هنا عن المواقع كصحافة مثيرة ولا كصحافة صفراء، لكن أعتقد فعلاً أن هناك ركضاً وراء الخبر المختلف، والمشكلة أن هذا المختلف يخدم الصحافة الإلكترونية، لأنها بعيدة عن الرقابة، ولأن الصحافة الورقية لا تستطيع القيام بما تقوم به الصحافة الإلكترونية.
الهامش الكبير للصحافة الإلكترونية ربما سينعكس سلبياً على المصداقية، بمعنى آخر، إذا كان هناك حرية فيمكن لأي شخص نشر ما يريده على الانترنت، وهذا حقيقةً سلاح ذو حدين، لأنه قد ينشر سبقاً صحافياً على الانترنت، لكن في بعض الأحيان قد يتحول هذا السبق الصحافي إلى كارثة، لأنه قد يكون مجرد إشاعة ومعلومة غير موثوقة، أو أنه لا يأتي من مصدر موثوق، وبالتالي حينما نتحدث عن مفهوم حرية الحركة والقدرة على نشر الأخبار بشكل أسرع من الصحافة اليومية أو التقليدية، فإنه علينا وضع بعض المحاذير.
حلول مقدمه للصحافة الورقية للحفاظ علي مكانتها في مواجهة الصحافة الإلكترونية:
- لابد وأن تتجه الصحافة الورقية إلى التعامل مع التكنولوجيا ووسائل الاتصالات الحديثة بتطور وواقعية , فلم يعد الجيل الجديد يتعامل مع الصحافة الورقية، ولذلك عليها أن تتجه إلى العالم الجديد عبر تحديث المحتوى واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.
- بعض الصحيفة الورقية تطبع نسختها ويتم نشر المحتوى في موقعها الإلكتروني، وهذا لا يقدم جديداً حينما ننقل الجريدة من ورقية إلى إلكترونية، ولكن لابد من تحديث وتطوير الأخبار على مواقع الصحف الورقية.
- البعد عن عملية النقل النصي من الصحف الإلكترونية والتميز بمادة خبرية حصرية عليها.
- إتاحة مساحة كبيرة للكتاب والآراء المختلفة.
- التوسع في الصحافة الاستقصائية والتحقيقات التي تكشف ماوراء الكواليس.
- الحفاظ علي مصداقيتها التي لازال القارئ يثق فيها أكثر من الإلكترونية.
- تأخير عملية الطبع لتغطية آخر الأحداث التي تقع يوميا والتي أصبحت تتميز في تغطيتها الصحف الإلكترونية.
- التزام الحيادية قدر الإمكان والابتعاد عن التوجه والتحيز لملاكها حتي تستطيع أن تتميز عن نظيرتها الإلكترونية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.