أعلن "الحراك الجنوبى" فى اليمن مهلة للحكومة اليمنية حتى 30 نوفمبر وذلك لإجلاء جنودها وموظفيها من المناطق الجنوبية، كما طالبوا شركات النفط الأجنبية المنتجة للنفط والغاز فى جنوبى البلاد بوقف صادراتها على الفور. وقال ردفان الدبيس رئيس اللجنة الإعلامية لمليونية"14 أكتوبر" إنه يجب على الشركات التى تستخرج النفط من الجنوب أن تتوقف عن تصديرها، معتبراً ذلك أحد طرق الضغط على الدول الخارجية التى تستورد النفط والغاز من اليمن حتى تقف إلى جانب الجنوبيين فى حقهم بالاستقلال عن الشمال. وأضاف أنه فى حال لم تستجب تلك الشركات للمهلة التى أُعطيت لها، فإن الجنوبيين سيستخدمون حقهم المشروع فى الدفاع عن حقهم فى فك الارتباط وستتحول "الثورة الجنوبية إلى غضب شعبى واسع"، وأشار الدبيس إلى أن الجنوبيين بدأوا اعتصامهم الذى قد يستمر حتى نهاية 30 نوفمبر وذلك من خلال نصب المخيمات فى ساحة "العروض" بخور مكسر فى عدن، مؤكدا احتمالية توسيع تلك الاعتصامات وجعلها مفتوحة إلى أن يتم تحقيق مطالبهم.
وقدم الحراك الجنوبى مطالبه تلك فى بيان أطلقه بعد مسيرات حاشدة أطلقها أمس الأول فى مدينتى عدن والمكلا بجنوب اليمن. وقال البيان: "على الشركات التى تستخرج فى الجنوب الثروات الطبيعية من نفط وغاز ومعادن واسماك وغيرها أن تتوقف فوراً عن التصدير"، وذكر أنه يمكن أن تستأنف ذلك بإشراف متخصصين تعينهم قوى الثورة الجنوبية التحريرية الموجودة فى ميدان النضال السلمى، ويودع الدخل فى بنك متفق عليه باسم دولة الجنوب المستقبلية.
ومن ناحية أخرى، قتل خمسة حوثيين وستة من عناصر "القاعدة" ومدنى واحد، فى اشتباكات بين المتمردين الحوثيين الشيعة وعناصر "القاعدة" فى رداع بمحافظة البيضاء فى وسط اليمن. وأكد مسئول محلى أن الاشتباكات وقعت بينما كان الحوثيون يسعون الى التوسع باتجاه داخل محافظة البيضاء انطلاقا من رداع الواقعة على الحدود مع محافظة ذمار فى جنوبصنعاء، وأضاف أن عناصر القاعدة تصدوا لهم ووقعت اشتباكات عنيفة، فيما تم تفجير منزل لأحد الحوثيين فى رداع. وأوضحت مصادر أمنية أن هذه الاشتباكات تأتى ظل توسع انتشار المتمردين الشيعة فى البلاد.
جاء ذلك بعد ساعات من توعد جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية أمس الحوثيين فى اليمن بمزيد من المفاجآت، وقالت إنها لا تزال تحمل فى جعبتها المفاجآت لجماعة انصار الله الحوثية وقوات النظام فى مدينة البيضاء وسط اليمن.
وقالت أنصار الشريعة، فى بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، إنهم بدأوا هجماتهم المتزامنة على مراكز أمنية وعسكرية وحكومية مختلفة فى البيضاء ليلة البارحة، وأشارت إلى أن تلك الهجمات جاءت على غرار هجماتهم السابقة فى مدن عزان بمدينة شبوه، وسيئون، والقطن فى حضرموتجنوبى البلاد، غير أن استهداف تلك المفاصل هذه المرة يأتى على خلفية أحداث اعتبروها أكثر التهاباً عند مقارنتها بمثيلاتها فى شبوه وحضرموت.
وقال البيان "جاءت هجمات البيضاء بعد عشرة أيام من تسليم العاصمة صنعاء من قبل نظام الحاكم لجماعة الحوثى الرافضية وبموجب اتفاقية صورية رعتها أمريكا ودول الخليج". وذكر البيان تفاصيل الهجوم على عدة نقاط ومواقع أمنية وعسكرية فى مدينة البيضاء، مشيرا إلى أن الهجوم بدأ فى منتصف الليلة قبل الماضية باقتحام مجموعة من عناصر "القاعدة" لبوابة معسكر قوات الأمن الخاصة بهدف فتح الطريق "للجهادي" أبى دجانة اللحجى والذى دخل بسيارته المفخخة إلى قلب المعسكر ليفجر سيارته مستهدفاً سكن الجنود وموقعاً منهم عشرات القتلى.
وذكر التنظيم أن عشرات القتلى والجرحى من جنود الجيش والحوثيين سقطوا ،كما تم حصد غنائم تمثلت فى خمسة اطقم عسكرية، وخمس قطع من سلاح الدشكا، و30 سلاح كلاشينكوف واسلحة خفيفة متنوعة.
وتشهد مدينة رداع فى محافظة البيضاء وسط اليمن توتراً أمنياً بعد مواجهات عنيفة شهدتها فى وقت متأخر الليلة قبل الماضية بين مسلحين حوثيين ومقاتلين يشتبه فى انتمائهم لتنظيم "القاعدة".
وقال على القحوم عضو المكتب السياسى لأنصار الله إن عناصر القاعدة تستهدف المواطنين فى مدينة رداع، مشيراً إلى أن هناك من يحاول استغلال الوضع الذى تمر به البلاد عن طريق خلط الأوراق مع بعضها. وأكد أن ما حدث فى رداع هو مواجهة بين أنصار الله الحوثية وعناصر القاعدة.
وذكرت مصادر محلية يمينة أن قتلى وجرحى سقطوا خلال تلك المواجهات المسلحة، موضحة أن كلا الطرفين استخدما الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وقال العقيد على قرموش مدير المنطقة الأمنية فى مدينة رداع إن الأوضاع الامنية مستقرة إلى حد كبير فى الوقت الراهن، موضحاً أن هناك شخصين أصيبا خلال تلك الاشتباكات. ونفى قرموش تقارير إخبارية حول تدخل الطيران الحربى فى قصف مواقع أنصار الشريعة أو أى مواقع أخرى فى رداع.
وفى غضون ذلك، انتشرت اللجان التابعة لمسلحى أنصار الله الحوثية فى شوارع مدينة ذمار اليمنية فى جنوبصنعاء بشكل مكثف أمس، وذلك بعد أن بدأوا بالانتشار بشكل خفيف أمس الأول. وقال مصدر أمنى فى محافظة ذمار إن مسلحى الحوثى انتشروا فى المحافظة دون أى مواجهة وذلك لأنهم لم يحاولوا السيطرة على أى منشأة عسكرية أو أمنية وإنما قاموا بنشر نقاط تابعة لهم كما هو الأمر فى محافظة الحديدة.
وانتشرت النقاط التابعة لمسلحى الحوثى صباح أمس بشكل مفاجىء فى مداخل المدينة، كما دخلوا إلى مطار الحديدة وسيطروا على البوابة الخارجية لميناء الحديدة، وأضاف المصدر أن عمل مسلحى الحوثى لم يتعارض مع رجال الجيش والأمن حتى اللحظة، حيث إن جميع النقاط التى قاموا بنصبها هى نقاط جديدة خاصة بهم ولم يسيطروا على النقاط العسكرية.
ومن جهته، قال عضو المكتب السياسى لجماعة أنصار الله على القحوم إن اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله فى محافظة ذمار قامت بالتعاون والتنسيق مع الأمن لحماية المدينة.