فاز الأديب الفرنسى باتريك موديانو بجائزة نوبل للأدب لعام 2014، ليكون الفائز السابع بعد المائة بهذه الجائزة الرفيعة. يبلغ موديانو من العمر 69 عاما ، وهو الأديب الفرنسى الحادى عشر الذى يفوز بالجائزة البالغة قيمتها 8 ملايين كورونا سويدية ، أى حوالى 1.1 مليون دولار أمريكي. وقد أعلن بيتر إنجلوند السكرتير الدائم لأكاديمية نوبل اسم موديانو فى احتفال قصير فى العاصمة السويدية ستوكهولم ، حيث قدمه بقوله »يمكنك أن تعتبره مارسيل بروست زماننا«، وقرأ بيانا جاء فيه أن موديانو فاز «عن فن الذاكرة الذى ناقش من خلاله أكثر أقدار الإنسانية بعدا عن الفهم وكشف عن حياة العالم فى ظل الاحتلال». موديانو اسم مشهور فى فرنسا، وليس فى غيرها. وأضاف بيان الأكاديمية: أشهر أعماله »شخص مفقود«، وهى قصة مخبر فقد ذاكرته وآخر قضاياه هى معرفة الحقيقة عن شخصه: أنه يسير على خطاه هو شخصيا على مدار حياته ليعرف حقيقته. إنها كتب صغيرة، 130 إلى 150 صفحة، عبارة عن تنويعات دائمة عن الموضوع نفسه الذاكرة، الفقد، الهوية، البحث. هذه هى موضوعاته المهمة: الذاكرة، الهوية والزمن«. ولم يكن فوز موديانو مفاجأة تامة، حيث رجحت التكهنات فوزه بنسبة 10 إلى واحد ، وإن كان يحتل المركز الرابع بعد الشاعر الكينى نجوجى واتيونجو، والروائى اليابانى هاروكى موراكامي، والصحفية الروسية سفيتلانا أليكسيفيتش. ولد باتريك موديانو فى الضاحية الغربية لباريس بعد شهرين من نهاية الحرب العالمية الثانية فى أوروبا فى يوليو من عام 1945، والده من أصول يهودية إيطالية التقى بوالدة باتريك، الممثلة البلجيكية، خلال احتلال النازيين لباريس، وقد أثرت بدايات موديانو بشدة على كتاباته ، لذلك كان الانتماء إلى اليهودية والاحتلال النازى وفقدان الهوية موضوعات متكررة فى رواياته ومن بينها روايته الأولى »قصر النجمة« عام 1968 التى لاقت لاحقا استحسانا كبيرا فى ألمانيا بعد سنوات باعتبارها من أهم أعمال ما بعد الهولوكوست ، كما أنه كتب سيناريو العديد من الأفلام من أبرزها فيلم »لوكومب لوسيان، للمخرج الشهير »لوى مال« الذى فاز بأوسكار أفضل فيلم أجنبى عام 1975. ومن أشهر كتبه للأطفال »كاترين سيرتيتيد«. وآخر رواياته »لكى لا تتوه فى الحي«. يدين باتريك بنجاحه الكبير لصداقة جمعت والدته والكاتب الفرنسى ريمون كينو، الذى كان من قدمه إلى دار نشر جاليمار وهو فى أوائل العشرينات من عمره. ويعرف عن موديانو عزوفه عن الإعلام، ونادرا ما يدلى بأحاديث صحفية، إلا أنه ليس غريبا على الجوائز الأدبية ، إذ فاز عام 1978 بجائزة جونكور الأدبية الفرنسية العريقة عن أشهر رواياته »شخص مفقود«، كما حصل على جائزة سينو ديل دوكا العالمية، وكان عضوا فى لجنة تحكيم مهرجان كان عام 2000، وفى عام 2012، فاز بجائزة الدولة النمساوية للأدب الأوروبي. يذكر أن اختيار الفائز يتم من خلال لجنة تضم 18 من كبار وجوه الأدب السويدي، وكان عدد المرشحين هذا العام 210 مرشحين أحدهم كالمعتاد كان الشاعر العربى أدونيس، إلى جانب 36 مرشحا تظهر أسماؤهم على قائمة الترشيحات للمرة الأولي.