لم يتوقف جابر عصفور منذ جلس على مقعد وزير الثقافة عن الكلام حول المواجهة الثقافية مع الارهاب، الا اننا لم نر لجابر عصفور اى انجاز يذكر فى مربع العمل الثقافى ضد الارهاب سوى استدعاء نص مسرحى قديم لنعمان عاشور، واعادة عرضه (ريبرتوار) فى المسرح القومى واسمه (بشير التقدم)، عن سيرة رفاعة الطهطاوي.. واعادة عرض الاعمال القديمة هو عامل مساعد ولكنه ليس - وحده - (العمل الثقافي). هذا ما يجب ان يقر فى ذهن وزير الثقافة الذى لا يتوقف عن الكلام، منشغلا باسترضاء من يسمون: (الثوريين)، واستجداء سكوتهم على "النت" او فى الجرائد وهو ما لم يحدث على أية حال. وآسف لاننى مضطر الى تنبيه جابر عصفور الى ان محاولته لالصاق نفسه بمربع يناير 2011 هى عمل فاشل بامتياز، لان تاريخ المرء محسوب عليه، وجابر - نفسه - هو الذى حضر لقاء الرئيس مبارك مع المثقفين والمبدعين فى اكتوبر 2010 اى قبل احداث يناير بشهور ثلاثة، وخرج ليكتب فى هذه الصحيفة: (الآن - فقط - عرفت لماذا احب هذا الرجل)، ولم تقتصر محبة جابر عصفور الجارفة على الرئيس مبارك، ولكنه كان اذا حل ضيفا على برنامجى التليفزيونى (حالة حوار) يطلب منى نسختين من تسجيل الحلقة، واحدة له والاخرى للهانم (هكذا كان يصف السيدة سوزان مبارك)، لا بل وكان يوغل فى ذلك الارتباط الحميمى المشبوب فيتصل بالسفيرة سكرتيرة (الهانم) قبل ان يغادر الاستوديو طالبا منها - بتودد مدهش - ان تطلب الى (الهانم) القاء نظرة على الحلقة اذا وجدت وقتا. هذه السطور ليست (فضائحية) تبغى كشف المستور، ولكنها محاولة لوقف شلال الكلام الذى يتحدث فيه جابر عن (ثوريته) الوليدة المستحدثة التى اعترته مؤخرا. وهذه السطور - ايضا - رسالة تلفت الانتباه الى ان استيلاء جابر على فكرة الاستاذ لطفى الخولى بتنظيم عمل وزارات الثقافة والاوقاف والتعليم وجهاز الاعلام لمواجهة الارهاب، هى - كذلك - عمل فاشل لان جابر - فقط - يبغى التمدد فوق هذه الوزارات، فيما لطفى الخولى كان يريد مواجهة الارهاب بحق وحقيق. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع