لا يحتاج الأمر إلي مقدمات فهو عن الحب والنميمة ؛ أحلي كلام في الوجود ولا يحتاج إلي خاتمة فنهايته دائما هجر وبكاء ؛ تنهيدة كل إنسان لم يكن أول حب في حياة صحفي ؛ ولكنه طلاق ومحاكم ، لم يبق منه سوي حكمة القاضي : مين يقبل يجوز بنته « جورنالجي » ؛ إن الصحافة حرفة وضيعة « دخل الشيخ « علي يوسف « التاريخ ليس من باب صاحبة الجلالة وإنما علي يد صاحبة العصمة بنت الحسب والنسب « صفية « ابنة الشيخ « السادات « جاء إلي القاهرة علي مركب في النيل من قريته « بلصفورة « في « سوهاج « يطلب العلم في الأزهر الشريف أو ينتهي به الحال قارئا للقرآن في المقابر ؛ فأصبح أشهر صحفي في مصر المحروسة ، يجلس في مكتبه بشارع « محمد علي « أهم شوارع القاهرة وقتها رئيسا لتحرير دار « المؤيد « كبري جرائد عصره ؛ يزوره الكبراء ويتقرب إليه الأدباء ويرضى عنه الخديو ويكتب في جريدته « مصطفي كامل ، وسعد زغلول ، وأحمد حافظ عوض ، وفتحي زغلول ، والهلباوي ، والعقاد .. ونشر» قاسم أمين « كتابه المثير للجدل « تحرير المرأة » علي صفحاتها في ستين حلقة لم يكن ينقصه إلا الوجاهة الاجتماعية وزواجه من أسرة عريقة وجدها في ابنة الشيخ « السادات « .. تقدم لخطبتها ووافق أبوها ولكنه طلب التأجيل لصغر سن ابنته « صفية « ثم أخذ يماطل رغم قبوله « النيشان « أي الشبكة والمهر ؛ مما اضطر الصحفي للتحايل والزواج بعيدا عن الشيخ السادات ؛ الأمر الذي أغضبه أشد الغضب فذهب إلي القضاء الشرعي للتفريق بينهمابسبب عدم التكافؤ .. انتهي الأمر بالصلح وعادت « صفية « إلي بيت زوجها وأنجبت منه .. ولكن السعادة لم تدم إذ أفسدت عليه حياته في سنواته الأخيرة .. ولم يبق سوي الحدوتة ............... لا تتوقف حكايات الغرام في بلاط صاحبة الجلالة ، ولكن الصحفي الأنيق البرنس الذئب لم يكن يخفي أسراره ، بل ربما كان « محمد التابعي « يضيف إليهاأوهامه وأحلامه إلي أن جاءت أميرة الجبل بنت السلطان» اسمهان» فكانت حكاية غرامه ، وصفها بأن صوتها حزين لكن الأذن ترتاح آليه ؛ ووجهها ليس فيه جمال حسب المقاييس المعروفة لكنها كانت جذابة وكلها أنوثة ؛ أما أنفها فكان مرتفعا أكثر بقليل مما يجب وطويلا أكثر بقليل مما يجب ؛ أما عيناها فكان فيهما السحر والعجب ، والسر لونهما أخضر ولكن مشوب بزرقة ، وتحميها أهداب طويلة تكاد من طولها أن تشتبك . قالوا إنه تزوج يوما « زوزو حمدي الحكيم « .. وأنهم وجدوا في أوراقه الخاصة ثلاث خطابات من « أم كلثوم » في ملف « كراونة الكراوين » وخصلات من شعر .. ولكنه يؤكد أنها كانت علاقة ود وصداقة وثقة وتقدير وقالوا أن « اسمهان « كانت تخونه من حين لآخر وكلما تيسر .. عندما لقيت مصرعها بسقوط سيارتها ومعها صديقتها « ماري قلادة » في النيل وهي في طريقها إلي « رأس البر » قبل أن تنتهي من فيلم « غرام وانتقام » ؛ بكي عليها «التابعي» كما لم يبك من قبل ، وقال :السيدة الوحيدة التي أحببتها في حياتي . وما زلت أحبها ، وسأبقي أحبها هي « آمال الأطرش » - اسمهان كانت حياة « التابعي « مهنيا وعاطفيا موضوعا مثيرا صدرت عنه كتب مثل « غراميات عاشق بلاط صاحبة الجلالة « لحنفي المحلاوي ؛ و « من أوراق أمير الصحافة « لمحمود صلاح ............... عند « مصطفي بيه أمين » الغراميات منقوصة والزيجات مجهولة .. هل كانت « أم كلثوم « ، أم « شادية» .. تري من هن الآخريات .. يقولون إن الصحفي الكبير صاحب قلب يعرف كيف يطير عند اللزوم يروي « ابراهيم عبد العزيز « في كتابه الرابع والعشرين « الحب في حياة زعماء مصر « أنه عندما التقي الأستاذ « هيكل « يوما سأله عن الأستاذ « مصطفي أمين « وتوقع أن يغضب منه او يدير دفة الحوار في اتجاه أخر أو ينهي اللقاء بلباقته المعهودة ، ولشد ما كانت دهشته حينما وجد الأستاذ يعترف بفضل « مصطفي أمين « عليه .. تصور أن الخلاف بينهما سياسي ، ولكن « أنيس منصور « قال له إن الخلاف عاطفي حيث إنهما كانا يتنافسان علي حب فتاة واحدة. ............... أما « محمد حسنين هيكل « الوقور فقد كشف سره « الطربوش « بعد أن كتب عنه « صلاح منتصر « من ذكريات « آخرساعة « عندما كان يرأس تحريرها « هيكل « عام 1953 و» صلاح «أحد محرريها الواعدين .. كان « هيكل « يدخل مكتبه كل صباح فيقدم له ساعيه الخاص « عبد الشافي « فنجان القهوة ، يشربه ثم يترك طربوشه ويتجه إلي مكتب صاحبي الدار ... غير أنه ذات مرة زارته مندوبتان من جمعية « الهلال الأحمر « تطلبان مساعدة جمعية للمكفوفين .. من بعدها كان يترك طربوشه كالعادة فنظن أنه في اجتماع علي مستوي القمة ؛ ولكنه كان يغادر « الأخبار « .. هكذا أحب وتزوج .. كان قد أقنع « جمال عبد الناصر « برعاية أسبوع « النور والأمل « ، وتبرع أمير الكويت بألف جنيه ، ولم يأخذ « عبودباشا « ثوانى قليلة قبل أن يقول بنبرة خجولة مترددة : تكفي خمسة آلاف ؟ ، وأعلن « توفيق الحكيم « تبرعه بجنيه ، وقد أعتبر هذا خبر الصفحة الاولي. ............... كان « كامل الشناوي « أشهر العشاق يتنقل من حسناء الي حسناء ولكن حكايته مع المطربة الصغيرة أثرت فيه حتي آخر عمره -- تصور أنها تحبه كما يحبها ؛ حتي رآها - أو تصور - أنها تفضل « يوسف ادريس « ؛ وقيل « صباح قباني « شقيق الشاعر « نزار « فانفعل وكتب قصيدته « لا تكذبي .. إني رأيتكما معا « .. أراد أن يقرأها لها في التليفون وجاء صوته منتحبا خافتا تتخلله الزفرات والعبرات والتنهدات والآهات ؛ وهي لا تنطق ولا تعلق ولاتعترض ؛ وبعد أن انتهي قالت : « كويسة أوي ، تنفع أغنية ، لازم أغنيها « -- غنتها وغناها عبد الوهاب وعبد الحليم لم ييأس الشاعر الصحفي الأديب الكبير وظلت هي تقبل عليه يوما وتعرض عنه يوما ؛ تنكر نفسها مرة وتطلبه في التليفون مرات. قال عنه « مصطفي أمين « : في الحب كان مثل سينما « مترو « يغيًر كل أسبوع .. لا يحب السيارة التي يركبها وحده، وإنم يحب الأوتوبيس كامل العدد ، فيتشعبط علي السلم أو واقفا ينتظر أن يخلو مقعد ولم يجد مقعدا خاليا أبدا » ............... هكذا كان « موسي صبري « اشتهر بحبه للفنانة اللبنانية « صباح « منذ وقف معها - صحفيا - عند طلاقها من عازف الكمان المصري « أنور منسي « .. كان يتصور أن حبه لا يعرف به كثيرون حتي أبلغه « مصطفي أمين « أن « جمال عبد الناصر « يعرف من تليفوناتك لها .. أما « علي أمين « فكان غاضبا من كثرة ما ينشر عن «صباح « في مجلة « الجيل « التي كان « موسي « يرأس تحريرها ، ويقول « ناصر النشاشيبي» الصحفي الفلسطيني الذي رأس تحرير « الجمهورية « أن «علي أمين « صاح يوما بأعلي صوته : « أعطيناك مجلة سياسية فحولتها إلي كباريه يا موسي « فاجأته « صباح « : سأتزوج خلال أيام. قال لها : وحبنا ؟ أجابته : الحب جميل ؛ ولكن الزواج أجمل. قال : وأنا ؟. أجابت ببرود : هذه مشكلتك ؛ ولن تراني بعد اليوم بعدها تزوجت المذيع اللامع « أحمد فراج « ... وسافر « موسي صبري « إلي باريس روي « أنيس منصور « أن « موسي « كان علي استعداد لتغيير دينه من أجل الزواج من ابنة الشيخ « أحمد حسن الباقوري « وزير الأوقاف في حكومة جمال عبد الناصر أحب « هنري بحري « سكرتير تحرير « الاهرام « القوي الصحفية الشابة « سناء منصور « التي أصبحت نجمة إذاعية وتليفزيونية شهيرة ؛ وأعلن اسلامه ليصبح « توفيق بحري « واتفقا علي الزواج ؛ ولكنه تعرض لحادث سيارة أودي بحياته لم يعرف كثيرون أن الناقد الفني المعروف « عبد الفتاح البارودي « متزوج لسنوات من الفنانة « نجوي سالم « عرفيا وهي التي أرادت أن يبقي الزواج سريا حتي مرضها الأخير وكان مرافقا لها في المستشفي ليلا نهارا فلما سألوه أعلن انه زوجها... رحمهما الله كانت يهودية من أب لبناني وأم اسبانية أحبتها كثيرا لدرجة أنها دخلت مستشفي الامراض النفسية عندما توفيت . ............... يبقي غرام « صلاح سالم » عضو مجلس ثورة 23 يوليو - باعتبار أن الرجل أصبح بعد ذلك صحفيا أصدر جريدة « الشعب « ورأس « الجمهورية » تعرف علي الأميرة « فايزة « شقيقة « الملك المعزول « فاروق « عندما اشتكي إليه «عمر الجمال « - الذي أصبح سفيرا لمصر في كوبا - من أن الضابط الذي ذهب لجرد منزل الأميرة « فايزة « تصرف بطريقة مهينة وهو يحصر ملابسها الداخلية .. فلما تأكد « صلاح سالم « من صدق الواقعة عاقب الضابط .. شكرته الأميرة ؛ وأعجب بها وظل يتصل بها ... يقول « شمس بدران « في مذكراته التي نشرها مؤخرا الزميل « حمدي الحسيني « أن «جمال عبد الناصر كان يعلم التفاصيل و لم يكن يبلغ « صلاح « بالقرارات المتعلقة بالأسرة المالكة ؛ فلما سأله ، قال « عبد الناصر » : كنت أخشي أن تبلغ «فايز» .. ويقال أن « صلاح سالم « ساعدها علي الخروج ببعض مجوهراتها .. ويقول « بدران» « إن «عبد الناصر» استغل غرام « الصاغ » بالأميرة عندما اختلف معه وهذا أفضل من إعجاب « جمال سالم » - شقيق صلاح وعضو مجلس قيادة الثورة - بالملكة السابقة « فريدة » ؛ طلب منها الزواج فغضبت ورفضت وقالت :» أنا بعد فاروق اتجوزك إنت ! .. . صودرت جميع ممتلكاتها ............... ثم توقف نبض القلوب ؛ وبقيت الذكريات أما عشاق صاحبة الجلالة هذه الأيام ؛ فهم لا يعرفون كيف يكون العشق والهوي أمر الله بالستر