في عالم غابت فيه الأخلاق و إندثرت تحت أنقاض المادية و أصبحت الإباحية حرية و الرذيلة مهنة والمال لغة العشاق إنهارت فيه العادات والتقاليد الشامخة والموروثة لدي الشعب المصري ففي الحي الشعبي تربت رشا وإنجرفت في طريق الشيطان حتي تحولت إلي أحد زبانيته في الأرض هان عليها جسدها وتركت شرفها لذئاب البشر تنهش فيه تعيث في الأرض فسادا تنصب شباكها حول فريستها حتي تقع و تعتقد أنها فازت بجنيهات لا تغني و لا تسمن من جوع و لا تعلم أنها قدمت من أجلها دنياها و آخرتها و فرطت في أغلي ما تمتلكه الفتاة حتي إمتدت علاقاتها من المنوفية و حتي القاهرة مرورا بالقليوبية وهي المحافظة التي تنتمي إليها فلا يعنيها سوي الثمن وكانت هي دائما هي من تحصل عليه إلا أنها نسيت الضريبة الألهية و العدالة السماوية و التي يجب أن تنفذ و إن تأخر ميعادها فنصبت شباكها حول علاء سائق التاكسي الذي قام بتوصيلها في أحد الأيام وكان علي ميعاد ليقع في براثنها في نصف ساعة هي مدة الرحلة تواصلت الساعات بعدها و تعددت اللقاءات بعدما نجحت في إيهامه بأنه معشوقها و حبيبها الوحيد و أمام نزواته سقط في دقائق و إبتلع الطعم و إستمرت علاقتهما عدة أشهر كانت تقابله كل أسبوع تقريبا و هو يعتقد أنه نجح في الإيقاع بها و لا يعلم أنه أحد الزبائن لدي واحدة هي الأشهر في عالم الرذيلة إلا أنها تتلون كالحرباء ترتمي في أحضان من يدفع لها المال دون أن تبالي. و كان علاء يخرج من منزله بمدينة نصر كعادته مستقلا التاكسي الذي يعتبر مصدر الرزق له و لأسرته يجوب القاهرة شوارعها و ميادينها بحثا عن مال يكتسبه حتي يعود لهم بالمال الذي يكفي حاجاتهم إلا أنه بعد أن إنجرف في تلك العلاقة الآثمة فأصبح يهمل عمله و كان رهن إتصال هاتفي من معشوقته فيترك الدنيا كلها و يهرول إلي المكان الذي تحدده له أو يتفقا عليه ولأنها لا تعرف سوي لغة الأرقام و لا تري سوي الجنيهات نجحت في إستنزافه و نهب كل ما يتوفر لديه من أموال وهو يعتقد أنه الرابح بقلب الحسناء و بلغة الذئاب التي لا تؤمن علي الشاة قررت إفتراسه بعد مرورها بضائقة مالية فإتفقت مع إثنين من أصدقائها محترفي الإجرام علي أن يتخلصوا منه و يستولوا علي سيارته مقابل حصولها علي النسبة الأكبر من ثمنها فهي التي ستقدم الفريسة و الوليمة لهم و بلغة عالم الإجرام بارك الشريكين الإتفاق فلم تتواني في التنفيذ و قامت بالإتصال بالعاشق الولهان وطلبت لقائه و كالعادة ترك كل شئ و توجه إليها زاحفا لا يعلم أنه اللقاء الأخير حيث إختارت له منطقة الزاوية الحمراء بجوار ترعة الإسماعيلية حتي يسهل التخلص من أثار الجريمة و نجحت في إستدراجه لإحدي المناطق النائية و حسب الإتفاق كان شريكاها في إنتظار الفريسة و ما أن وصلا حتي بدأت في خلع ملابسها لإغرائه بعد أن ترك سيارته بعيدا وبالفعل إنقضا الشريكان علي الضحية و كتما أنفاسه وهي تشاهد خروج روحه بدم بارد حتي لفظ انفاسه الأخيرة وإستولوا علي كل متعلقاته ومفاتيح السيارة وإستقلوها وهربوا ليقضوا معا ساعات في نخب المخدوع الذي ظلت والدته تنتظر عودته إلا أن إنتظارها طال حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي ولم يعد حيا وإنما جثة هامدة بعدما عثر المارة علي جثته طافية بترعة الإسماعيلية. و توصل رجال المباحث بإشراف اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة لحل لغز اختفاء سائق تاكسي بمدينة نصر حيث أثبتت تحريات العميد عبدالعزيز خضر رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة أن عشيقته وآخرين قتلوه وألقوا جثته في ترعة الإسماعيلية بالقرب من منطقة الزاوية الحمراء بعد أن تلقي اللواء عصام سعد نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بلاغا من ربة منزل مقيمة بمدينة نصر بتغيب نجلها علاء سائق و إختفاء التاكسي الذي يمتلكه. وبعدها عُثر علي السيارة بمركز منوف بالمنوفية فكشفت التحريات أن وراء اختفاء السائق محمد مرتضي ( 30 سنة) عاطل وأحمد عبدالباسط ( 28 سنة) سائق بالإشتراك مع رشا( 30 سنة) ربة منزل وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام بإشراف اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وأمني المنوفية والقليوبية تم القبض علي المتهمين. واعترفت المتهمة الرئيسية بإرتباطها مع المجني عليه بعلاقة عاطفية ونظرًا لمرورها بضائقة مالية اتفقت مع باقي المتهمين علي استدراجه والتخلص منه وسرقة سيارته فاستدرجته إلي طريق الإسماعيلية أمام محطة محولات كهرباء شمال القاهرة بالزاوية الحمراء بحجة ممارسة الرذيلة. وعقب وصول المجني عليه توجها سويًا إلي السور الفاصل بين الطريق وترعة الإسماعيلية وأثناء قيامه بخلع ملابسه قام شريكاها بتوثيقه وتهديده بفرد خرطوش وتعدوا عليه بالضرب وكتم أنفاسه حتي تأكدوا من وفاته واستولوا علي سيارته وهاتفه المحمول وألقوا جثته بترعة الإسماعيلية وفروا هاربين ليأمر اللواء علي الدمرداش مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة بإحالتهم إلي النيابة التي تولت التحقيق.