أيقظني قبل أيام أستاذ الجراحة الدكتور أسامة سليمان معتذرا أنه لم يغمض له جفن, وأنه كان يريد إيقاظي بعد الفجر ليناقشني الفكرة التي طيرت النوم من عينيه, وهي فكرة استعادة كرامة مصر. الدكتور أسامة وبصوت عال مجروح راح يتحدث طويلا عن مصر عندما كانت تبعث أطباءها ومدرسيها للآخرين, وعندما كانت تداين انجلترا, وكان الجنيه المصري أعلي في قيمته من الجنيه الاسترليني, وعندما ساعدت مصر بريطانيا في تحويل التاريخ من خلال هزيمة ألمانيا في الصحراء الغربية, وحكايات كثيرة عيبها أنها تقع في الماضي, أما اليوم فالأقسي من المتاعب الاقتصادية التي تواجهها مصر, شعور الأسي من الذين يقبضون أيديهم من العرب والذين يهددونها بمساعدتهم من الغرب, ثم وكأنه تذكر راح يزعق مستنكرا: عاوز تقول لي ما عندناش في ال85 مليون مصري خمسة ملايين يستطيعون أن يساعدوا مصر في أزمتها ونستعيد كرامة مصر, لو كل واحد دفع عشرة آلاف جنيه نجمع50 مليار جنيه, بلاش نحدد مبلغ, نسيبها مفتوحة وكل واحد حسب ضميره وقدرته, لو حتي جنيه واحد, المهم يكون فيه حساب يوضع تحت إشراف مجلس الشعب, وبشفافية وضمانات للإيداع والصرف.. صندوق نسميه صندوق استعادة كرامة مصر. بعد يومين من مكالمة الدكتور أسامة أطلق الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان من خلال التليفزيون المصري دعوته التي أطلق عليها المعونة المصرية لتكون بديلا عن المعونة الأمريكية, مؤكدا أن شعب مصر سيجمع من خلال شبابه وعلمائه ورجال أعماله, حتي السيدات اللاتي يبعن الجرجير في الشارع, عشرات المليارات. ومثل هذه الوقفات التي وقفها شعب مصر خلال أزماته ليست جديدة, فالسوابق كثيرة, وصلت إلي تبرع سيدات مصر بمصوغاتهن الذهبية للمجهود الحربي, لكن دون أن يعرف المتبرعون بعد ذلك أين ذهبت تلك التبرعات, لذلك فلا نجاح هذه المرة إلا بتأييد اقتراح للقارئ د. حسين أحمد كمال الدين( مدير عام بالمعاش) بأن يعلن التليفزيون يوميا علي الشعب حصيلة تبرعاته, وأوجه إنفاقها, وبذلك نسترد الثقة في سلامة هذه التبرعات. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر