ينتاب الناظر الى حالة الدول العربية الأسى والألم.. فرق متناحرة، ودماء تسيل، وشتات فى بقاع الأرض، وفقر مادى وفقر فكري، وأحزان لا تنتهي. ويجب أن نبحث عن علاج لهذه الحالة المتردية، وقبل العلاج لابد ان نشخص الداء ونعرف ما الذى أصاب مجتمعاتنا.. وأرى أن ذلك يرجع إلى سببين رئيسيين هما الاستبداد السياسى وديكتاتورية الحكام التى عانت منها الشعوب العربية زمنا طويلا فكان حكام العرب لا يأبهون لمتطلبات شعوبهم، وخانوا الأمانة التى كلفهم الله بها، فتركوا شعوبهم للفقر والجهل والمرض، ولم تكن لديهم رؤية لبناء بلادهم، وجرفوا البلاد سياسيا وثقافيا واداريا، ونشروا الفساد فى طول البلاد وعرضها وكانت النتيجة الخواء الذى عاشه الشباب فكان أرضا خصبة لكل فكر متطرف وشاذ، وفقد الشباب الانتماء وضاعت احلامهم، وبحثوا عمن يحتويهم بعد ان فقدوا صدر وطنهم الحنون غياب الخطاب الدينى الوسطي، وعدم ايصال هذا الفكر الى عقول الشباب بأسلوب مقبول ومشوق، وكان تدريس الدين فى المدارس هامشيا، وما زال لا يقدم نماذج من السيرة النبوية وحياة الصحابة والتابعين والقادة العظام. ويأتى دور الاعلام وما ادراك ما الاعلام والنماذج التى يقدمها فى برامجه ومسلسلاته حيث يقدم الساقطة فى ثوب شهيدة، ونصابا يرتدى مسوح الدين، ومتسلقا فى ثوب عصامى كما أن منابر المساجد تعيد وتزيد فى عذاب القبر، والثعبان الاقرع، والتقليد الاعمى وتفاصيل بعيدة كل البعد عن مقاصد الدين من عدل وصدق واتقان عمل وحسن الجوار وحسن الخلق والنظافة، وإماطة الأذى عن الطريق، وهذا قليل من كثير، والعلاج وان أتى متأخرا الا انه خير من ألا يأتي، ويتلخص فى كلمات هى القدوة والعدل، ومناهج تدرب العقل على التفكير النقدي، واعلام يتقى الله ويستشعر خطورة دوره فى بناء او هدم المجتمعات. وعلينا أن نبدأ من الآن فقد تأخرنا كثيرا. المستشار يوسف رضوان الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة