قبل أن نحزن على حال الأزهر الشريف وقبل أن نلطم الخدود على ما وصل إليه لابد من تذكر اسم السفير« محمد رفاعة الطهطاوى » الذى اختاره مرسى رئيسا لديوان رئاسة الجمهورية (منصب زكريا عزمى )،وقد امتلك الطهطاوى دهاء زكريا وأكثر ،فقد كان قبل الثورة متحدثاً رسمياً باسم الأزهر الشريف ونجح فى السيطرة على المشيخة ورجالها بشخصيته القوية ، واتسعت شعبيته فى الأزهر عندما استقال من منصبه بذكاء كبير أثناء أحداث الثورة واعتصم بالميدان واعتبر نفسه بطلا من الثوار ، والتحق بجماعته وصعد معهم وأصبح أكثر كوادر الإخوان تحدياً للمصريين وتشهد تصريحاته فى الدفاع عن مرسى بمدى الحدة والجبروت والغرور. فى مرحلة التمهيد لأخونة الدولة والتى بدأت من جمعة النصر وكان يوسف القرضاوى بطلها الأول ، عاد الطهطاوى لمشيخة الأزهر قويا ومسيطراً ، وذابت شخصية الشيخ أحمد الطيب الذى كان يتوارى خجلاً وضعفاً ، وبدأ الأزهر يفتح ذراعيه للقرضاوى وباقى كوادر الجماعة تحت رعاية حفيد الطهطاوى الذى وصل به الأمر فى فبراير 2011 حد تهديد نيابة أمن الدولة عندما أرسلت فى استدعاء القرضاوى فخرج عليهم الطهطاوى متحدثاً باسم شيخ الأزهر، ومؤكداً أن القرضاوى ضيف الأزهر وأن المساس به مساس بالأزهر !! وهدد باستقالته وشيخ الأزهر فى حال إصرار أمن الدولة على موقفه! كل ما مضى حمادة .. والمعلومات التى تسربت حول صلة القرابة بين الطهطاوى وأيمن الظواهرى حمادة تانى خالص ، فبعد اختيار مرسى له رئيساً لديوان رئاسة الجمهورية بدأت مواقع التواصل الاجتماعى حملتها ضد حفيد الطهطاوى ، وانتقلت الحملة إلى الصحف والمحطات الفضائية وكلها تؤكد القرابة بين الحفيد وزعيم القاعدة! المستشار محمود الخضيرى القيادى بالجماعة كتب مقالاً فى «المصرى اليوم» مدافعا عن الطهطاوى لكنه فشل فى نفى صلة القرابة واضطر إلى القول : « ..وحتى إذا كانت هناك صلة قرابة بين السفير رفاعة الطهطاوى والدكتور أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، فهل هذا يبرر اتهام السفير والرئيس بالتعاون مع تنظيم القاعدة؟ من منا ليس له قريب فى الإخوان أو فى التنظيمات الأخرى فهل يمكن أن يكون هذا دليلا على الاتصال بها، للتعاون معها؟...» الطهطاوى الذى حمل أفكار الجماعة واحترف منهج سيد قطب -جزء من منظومة كبيرة تشكّلت بين جدران الأزهر امتدت من جبهة علماء الأزهر التكفيرية التى ظهرت أواخر التسعينيات وتشعبت عنها جبهات رجعية وسلفية وإخوانية ووهابية وتدفقت التمويلات التى دهست بأقدامها كل ما هو مصرى داخل الأزهر ،التطهير ليس فقط للمناهج ولكن للكوادر التى تسرح بين جدرانه.