لم يكن مريحا سرعة رد الفريق مميش على الرئيس السيسى بتخفيض زمن إنجاز الفرع الثانى للقناة من ثلاث سنوات لعام واحد فى اقل من ثانية دون اى نقاش، لان ذلك يعنى تخفيض مدة الإنجاز بنسبة 66%، خاصة ان الدراسات كانت حددت خمس سنوات، وربما يكون ماحدث مقبولا فى اى عمل إنساني، وربما يكون ممكنا إذا تضاعفت ميزانية المشروع ولكنه يصبح ضربا من الهزل اذا تعلق بأمر هندسى يخضع لدراسات وأبحاث تربة واختبارات الجودة وتحليل مالى، وكلها أمور بديهية لا أظن انها تغيب عن فطنة صانع القرار، ولايعنى انتقاد هذا الموقف انك ضد المشروع، على العكس لانه تأخر كثيرا، ولكن الامر المؤكد اننا اذا كنا نحب السيسى فان حبنا للحقيقة اكبر وحبنا لهذا البلد اكبر واكبر، وكان الله عز وجل قادرا على خلق الدنيا فى غمضة عين ولكنه خلقها فى ستة ايام ليتعلم البشر ان كل شىء بقدر ، ويقال ان الرئيس عبد الناصر قبل ايام من يونيو67سأل القادة عن استعدادهم للحرب فقال كبيرهم تمام ياأفندم ورقابنا جاهزة، وعندما وقعت الكارثة ذهب كل منهم يبرر ويلقى باللوم على الآخر ودفعت مصر الثمن ومازالت تدفعة، ونفس القصة حدثت فى حرب اليمن، وفيما سمى بالوحدة مع سوريا، ويحكى ان مبارك طلب من وزير إسكانه صلاح حسب الله فى احدى جولاته افتتاح كوبرى الأزهر قبل موعدة وعندما اعترض الوزير مؤكدا انه لا يستطيع استفسر منه الرئيس الاسبق مستنكرا كيف ذلك؟ فكان رد الوزير سيادتك المهندس ولا انا وكان ان تم تغييره فى اول تعديل وزارى وبعدها كان يتم افتتاح المشروعات قبل تشطيبها وإتقانها مثلما حدث عند افتتاح محور ميدان لبنان وكان الرئيس الاسبق قد طلب افتتاحة قبل الصيف وبالفعل افتتحوه وبه اخطاء هندسية عديدة لايزال يتم إصلاحها منذ افتتاحه، وهو نفس ماحدث تقريبا مع الطريق الدولى الساحلى حينما تم افتتاحه بسرعة قبل الموعد، ومع مديرية التحرير فى عهد عبد الناصر، ومشروع الصالحية فى عهد السادات، وفى كل هذه الإخفاقات مضى الجميع دون مساءلة لكى يظل الوطن يدفع فاتورة تمام ياافندم وبمقتضى الحال بعد هذه التجارب ان نعطى العيش لخبازه وان نترك الثمار فوق الشجر حتى ينضج خاصة ان جراح جهاز علاج الفيروسات لم تندمل بعد، وزفة توشكى قبلها لم تنس والمدهش ان كثيرين ممن كانوا يعزفون ألحان توشكى كانوا يتصدرون مشهد الاحتفالات بالقناة الجديدة وزادت عليها مهرجانات علب الليل الفضائية التى باتت تصدر للمجتمع البغاء السياسى والإيدز، بمعنى فقدان المناعة الوطنية بجهل وحماقة وبترخيص من الأجهزة الرسمية، وعموما فان البداية المنطقية لتسويق مشروع القناة كان هو الاعتذار بشجاعة عما حدث فى توشكى وغيرها من الكوارث التى استنفدت الخزينة العامة وهمم الناس، بل وآمالهم واحلامهم، ولا اعرف كيف نطلب من المجتمع ان يكون مشاركا ومتجاوبا ومتبرعا للمشروعات الوطنية الكبرى ولانقدم لهم مبررات فشل ماسبقها من مشروعات شهدت نفس الصخب، وما هكذا تورد الإبل او تحكم الدول وتدار الأمة. وتبقى ملاحظة لافتة ان قائمة المدعوين للقاءات واجتماعات واحتفالات الرئيس لا تتغير حتى اصبحوا اقرب للحاشية منهم الى الضيوف، لانه من غير المعقول بعد تلك النسبة الأسطورية التى فاز بها الرئيس وهذا الحب الواضح من مختلف الفئات الشعبيه لايتم التنوع وتغيير قائمة المشاركين فى تلك الاحتفالات، لان الحب اذا استمر من طرف واحد يصبح مرضا فى حاجة للعلاج. ببساطة مشكلة التحالفات الانتخابية انك تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي. عار على مصر ان تكون حماس هى التى قلبت نظامها( وفقا لشهادات محاكمة القرن). أعادت محكمة القرن الهيبة والاعتبار لمنصة القضاء وإلاحساس بالعدالة للمتهمين. بعض من المدعوين دائما للقاءات الرئيس مطلوبون لجهاز الكسب غير المشروع. سوف يحضر الفنانون جنازات زملائهم اذا تم تصويرها فيديو للفضائيات. أخشى ان يصبح صندوق «تحيا مصر» مغسلة سمعة وشراء نفوذ لبعض المشبوهين . هذا موسم الهجرة لإفريقيا كسوق وروسيا والصين للتكنولوجيا والخروج من بيت الطاعة الامريكى. تقرير منظمه هيومن رايتس تفوح منه رائحة الغاز القطرى. كشفت الحرب على غزة السفهاء سواء من الشامتين او المبررين. لم يؤذ الاسلام اكثر من كفار قريش سوى داعش وطالبان والإخوان. اى تأخير للانتخابات البرلمانية فى رقبة عدلى منصورومستشاريه. فى رأيى ان اهم إنجاز للسيسى قيادة التغيير بهدوء قبل الاستقرار. لمزيد من مقالات سيد علي