وزير الدفاع لضباطه: لن ترتاحوا.. وستعملون كثيرًا وبكفاءة ودون مقابل الحكومة التى أنجزت آلاف الوحدات السكنية فى شهور فى سوهاج سلمها د.مرسى قبل أسابيع لأصحابها وأضافها مؤلف كتاب الإنجازات الهزلى، هذه الحكومة لم تجد إنجازا واحدا تضعه عنوانا لتحية سيناء وأهلها فى أعياد تحرير سيناء ولم يجد د.محمد مرسى إلا الاحتفال مع أصحاب «النصر» القوات المسلحة من جديد بإنجازاتهم التى أنهوها فى زمن قياسى لتقديمها للشعب فى تحية خاصة منهم فى ذكرى استعادة سيناء بعد حروب التحرير. ثلاثة مشروعات ضخمة أنجزتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وقام د.محمد مرسى والفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والقائد العام بافتتاحها فى احتفالية اصطحب فيها د.مرسى رئيس حكومته المتمسك به إلى النهاية د.هشام قنديل وتسعة من أعضاء حكومته لمعاينة ما أنجزته القوات المسلحة، ربما تعلم منهم أعضاء الحكومة الفاشلة شيئا نافعا ولو بعد حين. وشملت المشروعات محور الفريق سعد الشاذلى وأعمال توسعة وتطوير طريق القاهرة-السويس وطريق جوزيف تيتو والقوس الجنوبى للطريق الدائرى الإقليمى وكوبرى للمشاة بالجلاء. وبحضور رئيس الأركان الفريق صدقى صبحى وقادة الأفرع الرئيسية ومحافظ القاهرة، ألقى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء ا.ح.طاهر عبد الله باستعراض المشروعات الاستراتيجية التى نفذتها القوات المسلحة فى مختلف محافظات مصر وبينها مطار سوهاج، وإنشاء أكثر من 1800 مدرسة نموذجية، ولفت إلى الجهود المتواصلة فى سيناء للإسهام فى عملية التنمية بتوفير فرص العمل وتزويد المجتمعات البدوية باحتياجاتها من الآبار ومحطات تحلية المياه وإنشاء مصنع أسمنت العريش الذى يدعم احتياجات السوق المحلية ويوفر فرص العمل لأبناء سيناء. وعرضت الهيئة فيلما تسجيليا لمراحل تنفيذ المشروعات التى افتتحها مرسى والسيسى بعد ذلك والتى تم تنفيذها طبقا للمواصفات القياسية العالمية وفى أزمنة غير مسبوقة، لكن د.مرسى حرص على مناقشة تفاصيل كل مشروع من واقع خلفيته الهندسية ولفت النظر تكراره ذكر أنه سبق وتناول تلك التفصيلة أو تلك بملحوظة مع الفريق السيسى، ثم ألقى كلمة وجه فيها التحية إلى الجيش وكان من اللافت حرصه الشديد على مجاملة السيسى عندما قال بكلمات واضحة «يبدو لى أن الفريق أول السيسى بالإضافة إلى تكوينه العسكرى المتميز أيضا لديه عقلية هندسية متميزة، لأننى تحدثت معi فى تفاصيل كثيرة فى سبتمبر الماضى فى ما يخص تنفيذ هذه المشروعات الهامة ووجدت أن لديه تحديدًا ووضوحًا وأن أبناءه فى الهيئة الهندسية استجابوا فى التنفيذ». وأشار مرسى إلى أهمية المشروعات التى تم افتتاحها لسهولة وسيولة الحركة من القاهرة إلى المدن الجديدة والمحافظات المختلفة على المحاور التى أنشأتها القوات المسلحة، ووجه الشكر إلى القيادات العسكرية والضباط والجنود، مشيرا إلى احتفال مصر مع الجيش بتحرير سيناء التى وصفها باستكمال ما بدأ فى حرب أكتوبر 73. تباين واضح فى أداء الوزراء والوزارات ظهر جليا فى أثناء مناقشة رئيس الهيئة الهندسية للمقترحات المطلوبة لأعمال جديدة فى نفس مخطط التطوير، لوحظ أولا أن وزارة الدفاع ووزارة الطيران وافقتا دون أى ممانعة على التنازل عن أجزاء من أراضٍ تابعة لهما لحساب تطوير أحد المحاور على طريق السويس، كما وافقت شركة «النيل» أيضا على التنازل عن جزء من أراضٍ تابعة لها فى نفس المنطقة، لكن وزير النقل حاتم عبد اللطيف وقف ليعارض تنفيذ التطوير بحجة أنهم تعاقدوا مع بيت خبرة إنجليزى ليعد دراسة لتطوير المنطقة كلها وقال إن الأفضل الانتظار حتى انتهاء الدراسة حتى لا تتعارض مع ما تقترحه القوات المسلحة، وعندما سأله مرسى متى تنتهى الدراسة لم يجد ردًّا وقال متلعثما «طلبنا منهم، وننتظر، ولا مشكلة إذا انتظرنا فترة قصيرة» لم يحددها، وهنا وقف وزير الطيران وائل المعداوى ووضع زميله فى حجمه عندما اقترح إرسال مهندسى الهيئة الهندسية مع مسؤولى الطيران والتنمية المحلية إلى لندن لمناقشة المشروعات مع بيت الخبرة قائلا «يمكن أن ننهى الموضوع فى أسبوع». ثم تفقد مرسى والسيسى والوزراء محور جوزيف تيتو الذى أُنشِئَ فى المنطقة المحصورة من كوبرى الحرفيين حتى الطريق الدائرى لمنع الازدحام المرورى، ومحور الفريق سعد الشاذلى الذى استغرق بناؤه ثلاثة أشهر فقط ليربط الطريق الدائرى بطريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوى، والذى يختصر زمن الرحلة إلى 5 دقائق بدلا من 30-45 دقيقة، ويوفر نحو 70 مليون جنيه سنويا من تكلفة استهلاك الوقود المدعم نتيجة تعطيل حركة المرور، وبعد إنشاء ثلاثة أنفاق سطحية لخدمة التحركات العسكرية بقطاع الهايكستب العسكرى وكذا أعمال التوسعة والتطوير لطريق القاهرةالسويس الصحراوى الذى نفذ خلال 225 يوما فقط، والقوس الجنوبى الشرقى من الطريق الدائرى الذى أُقِيمَ بطول 64 كم ويربط غربى وشرقى النيل ويصل بين طريق الصعيد الحر شرقى النيل وحتى محافظات القناة وشمال الدلتا وبالعكس. مرسى كرر التحية مرة أخرى عند القوس الجنوبى وطلب من السيسى تجهيز مشروعات جديدة لافتتاحها فى عيد نصر أكتوبر القادم، قبل أن يتناول الغداء مع السيسى ورئيس الأركان ورئيس الحكومة وقادة الأفرع الرئيسية. السيسى حرص بعد انصراف مرسى على العودة لتحية الضباط والقادة بالهيئة الهندسية لأنه ترك الكلمة كاملة فى المرتين لمرسى، وقال بكلمات حميمية «لم أكن لأنصرف دون أن أحييكم وأشكركم على هذا الإنجاز المستحيل»، ثم ابتسم وتحدث بلغة القائد «لكن هذا المستحيل ستكررونه كثيرا، لأننا بنقول أمام المصريين إننا جيش مصر، وهذا معناه أن نبذل كل ما يمكن من جهد وعرق متواصل». وأضاف السيسى متحدثا لقواته «واصلتم العمل 24 ساعة يوميًّا فى ثمانية أشهر وجعلتم جيشكم فخورا وفرحا بما أنجزتموه، لكن لا يمكن نرتاح إلا عندما يكون إنجازنا أكبر من إنجاز أى دولة رائدة!». وبتحدٍّ يبدو أنه مألوف بين القائد العام ورجاله سألهم «إذا كانت المعايير بتقول الإنجاز يتم فى ست شهور، إحنا نخلصه ف إيه؟»، فاجابوا «أربعة يا افندم». وواصل «والإتقان؟ أحسن مستوى للإتقان»، ثم أردف «وبعدين الفلوس؟» يقصد المقابل، وأجاب معهم «مافيش»، وواصل السيسى مبتسما «مصر لن تقوم غير بكده، نشتغل بأقصى ما يمكن وبكل الإتقان، ومافيش مقابل». القوات المسلحة أنجزت المشروعات التى افتتحها مرسى بتكلفة أقل من المقدر ب40٪، وفى زمن أقل من المحدد بنحو 30٪، ولكنها كلها من ميزانية القوات المسلحة كجزء من دورها الوطنى فى تنمية المجتمع المدنى ربما يسعى الآخرون لمحاكاتها ولو بالتدريج فهل يفعلون؟