اعتدنا في مصر أن يجيء كل رئيس ليلغي كل ما قبله ويصبح هو وانجازاته محور الاهتمام الوحيد كل مشروعات الدولة تنسب له بل وتكتب باسمه كلما أمكن ذلك وتخيلنا أن الوضع سيتغير بعد يناير.. ولكن.. شيء من ذلك لم يحدث. فعندما جاءت ثورة 23 يوليو.. ألغي نظام جمال عبدالناصر كل ما قبله.. وتركزت جميع احتفالات الدولة في هذا اليوم.. لا افتتاحات ولا مشروعات جديدة تعلن إلا فيه. ومن بعده جاء السادات.. فأصبح هذا اليوم في حكم الذكري وحل محله 6 أكتوبر.. لتنقل إليه جميع مظاهر الاحتفالات والانجازات السابقة والقادمة. ثم جاء مبارك.. فتبدلت الاحتفالات بدلا من احتفال بنصر جيش إلي احتفال برئيس الدولة فقط ويصبح هو صاحب الضربة الأولي "والشرارة اللي ما أعرفشي ايه"... الخ.. وبدأت كل انجازات الدولة وافتتاحات مشاريعها تتركز في هذا اليوم فقط أو الأسبوع كله.. حتي ان كل وزارة كانت تكلف بالبحث عن أي مشروع تعلن عنه سواء بالقاهرة أو أي محافظة في هذا الأسبوع ليفتتح حتي لو كان افتتح من قبل!! وأطيح بمبارك وانقلب كل عمله عليه.. في 25 يناير فظننت أن تلك النغمة القديمة سوف تمحي مثل كل شيء رفضناه.. لكني فوجئت بترحيل أي افتتاح لأي مشروع من 6 أكتوبر إلي 25 يناير ومنها علي سبيل المثال لا الحصر المرحلة الأولي من الخط الثالث للمترو!! مما يؤكد أن الحال سيظل هكذا مع الرئيس القادم لأننا لا نريد تغيير أنفسنا بشكل حقيقي.. الكل مازال يؤدي جميع الأدوار التي كان يقوم بها من قبل. نريد أن نعرف من هو هذا العبقري صاحب قرار تأجيل افتتاح المترو أكثر من 3 أشهر.. ليعطل استفادة المواطنين العظيمة من كل هذا الوقت.. ومن هو الشخص الذي ينافقه حتي يرحل الافتتاح من أجل رضاه.. وسواد أو خضار عيونه.. ألم يكفنا من النفاق الكثير.. وهو الذي أدي لخراب البلد كله.. فلننتهز فرصة عدم وجود رئيس لنزيل هذه الأساليب البالية من النفاق الرخيص الذي لا يؤدي لشيء سوي للانهيار.