نشأ الاتحاد الأفريقى فى 26 مايو 2001، بعد التصديق على القانون التأسيسى له، كأحد قرارات الدورة ال38 والأخيرة لمنظمة الوحدة الإفريقية، التى عقدت فى العاصمة الزامبية، لوزاكا، 9 يوليو 2001، فيما انعقدت أول قمة له فى 9 يوليو2002 بمدينة "ديربان" فى جنوب إفريقيا، بمشاركة 53 دولة أفريقية هى عدد دول القارة الأعضاء. ويقع المقر الرئيسى للاتحاد فى العاصمة الإثيوبية"أديس أبابا"، ويضم فى عضويته جميع دول القارة، باستثناء المغرب، التى كانت قد انسحبت من منظمة الوحدة الأفريقية عام 1984، إثر حصول الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ممثلةً فى جبهة "البوليساريو" الصحراوية القومية على عضوية المنظمة. ورغم ذلك، فإن للمغرب وضعاً خاصا داخل الاتحاد الأفريقي، من ناحية الاستفادة من الخدمات المتاحة لجميع الأعضاء من المؤسسات التابعة له. أيضا فقد تم تعليق عضوية جمهورية أفريقيا الوسطى بعد اندلاع حرب بين الحكومة وجماعة السيليكا، منذ مارس 2013 وحتى الآن. وكان لمصر دور كبير فى تأسيس هيكل الاتحاد من خلال تقديم الوفد المصرى المشارك بقمة لومى – 11 يوليو 2000 - طلبا لإدخال بعض التعديلات على مشروع الوثيقة الأساسية، وهى : تعديل على المادة 4 (ح) من أجل قصر حق الاتحاد فى التدخل فى شئون الدول الأعضاء فى ثلاث حالات محددة هى : جرائم الإبادة، الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب. كذلك تم ادخال تعديل على المادة (5) الخاصة باللغات المُستخدمة فى الاتحاد وإدراج اللغة العربية لتكون ضمن لغات عمل الاتحاد، وهى التعديلات تم الأخذ بها، حيث بات ووفقا للقانون التأسيسى للإتحاد الأفريقي، لغات العمل للإتحاد هى العربية والانجليزية والفرنسية والبرتغالية، وكذلك اللغات الأفريقية. وتنص المادة (15) من القانون التأسيسي، على أن أجهزة الاتحاد الأفريقى هى: مؤتمر الاتحاد، المجلس التنفيذي، البرلمان الأفريقى، محكمة العدل الأفريقية، المفوضية، لجنة الممثلين الدائمين، اللجان الفنية المتخصصة، المجلس الاقتصادى والاجتماعى والثقافي، مجلس السلم والأمن، المؤسسات المالية. وتمثل المفوضية الجهاز التنفيذى للاتحاد ويشغل منصب رئيسها حاليا الجابونى جان بينج، وتضم ثمانية مفوضين مسئولين عن لجانها الثمانية وهي: لجنة السلم والأمن، لجنة الشئون السياسية، لجنة البنية التحتية والطاقة، لجنة الشئون الاجتماعية، لجنة الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، لجنة التجارة والصناعة، لجنة الاقتصاد الريفى والزراعة، لجنة الشئون الاقتصادية. كما للاتحاد أجهزة أخرى تشمل اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، والأداة المركزية لآلية منع الصراعات وإدارتها وحلها، ومؤتمر الأمن والاستقرار. كما يوجد لدى الاتحاد الأفريقى أيضا مؤسسات سياسية أخرى، مثل المجلس التنفيذى والذى يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، والهيئة التمثيلية للاتحاد التى تضم سفراء الدول الأعضاء، كذلك يوجد أيضا المجلس الاقتصادى والاجتماعى والثقافى (ECOSOCC). ويتبع الاتحاد المؤسسات المالية التالية، وهى: البنك المركزى الأفريقى بأبوجا بنيجيريا، البنك الأفريقى للاستثمار بطرابلس فى ليبيا، وصندوق النقد الأفريقى فى ياوندى بالكاميرون. ويهدف الاتحاد الأفريقى لتوحيد عملة واحدة (الأفرو) وذلك بحلول عام 2028. وتتخذ أهم قرارات الاتحاد فى اجتماع نصف سنوى لرؤساء الدول وممثلى حكومات الدول الأعضاء من خلال ما يسمى بالجمعية العامة للاتحاد الأفريقي، التى يرأسها حاليا رئيس ملاوى بينجو وموثاريكا، الذى تم انتخابه فى الاجتماع نصف السنوى الرابع عشر للجمعية العامة فى يناير 2010. ويأتى من أهم قرارات الاتحاد قيامه بأول تدخل عسكرى له فى دولة عضو فى مايو 2003، حيث تم نشر قوة لحفظ السلام من جنوب أفريقيا وإثيوبيا وموزمبيق فى بوروندى للاشراف على تنفيذ العديد من الاتفاقات العسكرية المختلفة هناك. كما نشر الاتحاد أيضا قوة لحفظ السلام فى السودان لحل أزمة دارفور، وذلك قبل تسلم الأممالمتحدة تلك المهمة فى 1يناير 2008 ، كما قام بنشر قوات حفظ سلام من أوغندا وبوروندى فى الصومال، كما قام بتعليق عضوية غينيا بعد انقلاب عام 2008، ومدغشقر بعد الأزمة السياسة فيها عام 2009. كما اعتمد الاتحاد الأفريقى عددا من الوثائق الهامة، والتى أرست معايير جديدة على صعيد القارة السمراء، وذلك لتكملة الوثائق المعمول بها بالفعل عند إنشائها، وتشمل اتفاقية الاتحاد الأفريقى لمنع ومكافحة الفساد (2003) والميثاق الأفريقى للديمقراطية والانتخابات والحكم (2007)، فضلا عن الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (NEPAD).