المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء: المؤتمر الصحفي الأسبوعي توجيه رئاسي لمخاطبة المواطن    نقابتا الغزل والنسيج بمصر وتركيا تتفقان على آلية تحكيم دولية لفض النزاعات العمالية بالمصانع التركية في مصر    حماس: سياسة الاحتلال بمصادرة الأراضي تطهير مكاني لتفريغ الأرض من أصحابها    القوات المسلحة الأردنية تحبط عمليات تهريب أسلحة ومخدرات على الحدود الشمالية    مجموعة الأهلي.. المقاولون يتعادل مع طلائع الجيش في كأس الرابطة    سلطات مكافحة الاحتكار في إيطاليا تفرض إجراءات مؤقتة على ميتا بسبب واتس آب    سكرتير عام مساعد بني سويف يتابع أعمال تطوير مسجد السيدة حورية    وزارة العدل تفتتح مجمع الشهر العقاري والتوثيق بمحافظة قنا    10 آلاف متسابق ومتسابقة يحصلون على جوائز مالية في النسخة العاشرة من سباق زايد الخيري في مصر    محكمة النقض تستقبل وفدًا كوريًا لبحث تعزيز التعاون القضائي ونقل خبرات الميكنة    الأرصاد تحذر من انخفاض الرؤية الأفقية على هذه الطرق غدا    بعد إخلاء سبيله.. دفاع شاكر محظور تسديد نص مليون جنيه وإنهاء خروجه غدا    لجنة الدراما بالأعلى للإعلام تناقش التحديات والأزمات التي تواجه كتُاب الدراما    أسرة طارق الأمير تتلقى العزاء الجمعة فى مسجد آل رشدان بمدينة نصر    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    اشتياق.. تحذير.. شكر وتقدير    شعبة المصورين: وضع ضوابط لتغطية عزاءات الفنانين ومنع التصوير بالمقابر    مسؤول روسي: موسكو تصبح مركزا رئيسيا لإنتاج المسيرات للجيش الروسي    وسرحوهن سراحا جميلا.. صور مضيئة للتعامل مع النساء في ضوء الإسلام    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. تنظيم اليوم السنوي الأول لقسم الباطنة العامة بطب عين شمس    رئيس الأساقفة سامي فوزي يرأس قداس عيد الميلاد بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك    كوت ديفوار ضد موزمبيق.. شوط سلبي في كأس أمم إفريقيا    رئيس الوزراء: مصر كانت بتتعاير بأزمة الإسكان قبل 2014.. وكابوس كل أسرة هتجيب شقة لابنها منين    التصدي للشائعات، ندوة مشتركة بين التعليم ومجمع إعلام الفيوم    رئيس جامعة المنصورة ونائب وزير الصحة يوقِّعان بروتوكولًا لتعزيز التطوير والابتكار    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته بسبب مشغولات ذهبية بالمنيا    بالأسماء.. مصرع شخص وإصابة 18 آخرين إثر انقلاب ميكروباص في أسوان    مدرب بنين: قدمنا أفضل مباراة لنا رغم الخسارة أمام الكونغو    محافظ قنا يعقد اجتماعًا موسعًا للاستعداد لانطلاق الموجة ال28 لإزالة التعديات    الكنيست الإسرائيلي يصدق بقراءة تمهيدية على تشكيل لجنة تحقيق سياسية في أحداث 7 أكتوبر    السكة الحديد: تسيير الرحلة ال41 لنقل الأشقاء السودانيين ضمن مشروع العودة الطوعية    اليمن يدعو مجلس الأمن للضغط على الحوثيين للإفراج عن موظفين أمميين    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :شكرا توتو وتوتى ..!؟    ليفربول يجتمع مع وكيل محمد صلاح لحسم مستقبله    بعد الاعتداءات.. ماذا فعل وزير التعليم لحماية الطلاب داخل المدارس؟    الصحة تواصل العمل على تقليل ساعات الانتظار في الرعايات والحضانات والطوارئ وخدمات 137    أمم أفريقيا 2025| شوط أول سلبي بين بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية    جامعة قناة السويس تعلن أسماء الفائزين بجائزة الأبحاث العلمية الموجهة لخدمة المجتمع    غدا.. استكمال محاكمة والد المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته فى الإسماعيلية    ڤاليو تعتمد الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة العملاء    النائب محمد رزق: "حياة كريمة" نموذج للتنمية الشاملة والتحول الرقمي في مصر    كوت ديفوار تواجه موزمبيق في الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. التوقيت والتشكيل والقنوات الناقلة    عفت محمد عبد الوهاب: جنازة شقيقى شيعت ولا يوجد عزاء عملا بوصيته    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن واردات متنوعة    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    «أبناؤنا في أمان».. كيف نبني جسور التواصل بين المدرسة والأهل؟    تأجيل محاكمة عامل بتهمة قتل صديقه طعنًا في شبرا الخيمة للفحص النفسي    الاتصالات: إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3 آلاف ماكينة صراف آلى    مدافع من سيتي وآخر في تشيلسي.. عرض لتدعيم دفاع برشلونة من إنجلترا    «الصحة» تعلن تقديم أكثر من 1.4 مليون خدمة طبية بمحافظة البحر الأحمر خلال 11 شهرًا    محافظ الجيزة يتابع الاستعدادات النهائية لإطلاق القافلة الطبية المجانية إلى الواحات البحرية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    "البحوث الزراعية" يحصد المركز الثاني في تصنيف «سيماجو» لعام 2025    وزير الري: الدولة المصرية لن تتهاون في صون حقوقها المائية    وزيرا التعليم العالى والشباب يكرمان الطلاب الفائزين فى بطولة برشلونة    ضياء السيد: إمام عاشور غير جاهز فنيا ومهند لاشين الأفضل أمام جنوب إفريقيا    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    واشنطن في مجلس الأمن: سياسات مادورو تهدد أمن الولايات المتحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«تحويشة العمر» ضاعت فى تفجيرات «الديناميت»
سكان الأبراج المخالفة ..فى انتظار الإزالة !
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 05 - 2014

استعادة هيبة الدولة كانت المبرر الرئيسى لحالة الصخب الإعلامى التى صاحبت تنفيذ قرارات الإزالة فى العديد من الأبراج
التى تم بناؤها بشكل غير شرعى لتحقق نوع من الردع للمخالفين.. ولكن.. ما مصير الأبراج المخالفة التى تم بالفعل تسكينها؟ هل من الوارد أن يتم طرد سكانها إلى الشارع وتنفيذ قرارات الإزالة قسراً؟ وما ذنب السكان؟ فالساكن فى أغلب الأحوال مواطن بسيط يبحث عن أمل فى شقة للزواج أو لاستثمار مدخرات حياته ليفاجأ بوقوعه فى الفخ بين مطرقة الحكومة وجبروت مالك العقار.
الواقع يؤكد أن المشكلة الحقيقية فى التعامل مع الأبراج المخالفة تتضاعف وتتفاقم بشدة إذا كانت مأهولة بالسكان.. فهنا يكون من الصعب ما لم يكن مستحيلاً تنفيذ قرارات الإزالة لهذه الأبراج.. فلن تجد ساكناً واحداً يقوم بإخلاء شقته بعد أن دفع فيها «شقى عمره» ليتم إزالتها بالديناميت فى لحظات معدودة.. بينما فى حالة الأبراج التى لم يكتمل بناؤها أو يتم تسكينها فيتم تنفيذ الإزالة بسهولة نسبية والمتضرر الوحيد يكون صاحب العقار الذى تعمد أن يقوم بالبناء المخالف ودون الحصول على تصاريح، فكيف يتعامل المواطن البسيط المتضرر فى هذه الحالة؟.
النماذج كثيرة ومتعددة لمواطنين سقطوا فى فخ شراء «شقة» بأحد الأبراج المخالفة دون أن يعرفوا، وحتى إذا علموا فإن حلم امتلاك شقة يكون تأثيره أقوى بكثير، ولسان البعض يقول «هى جت عليا»!
ومن الأبراج المخالفة فى القاهرة والجيزة إلى نظيرتها فى كافة المحافظات يا قلبى لا تحزن.. آلاف الحالات تعيش فى رعب وبعضها يتملكه الندم وهو يندب حظه العاثر الذى جعله يضع «تحويشة العمر» فى شقة مهددة بالزوال.
خالد إبراهيم فى الخمسينات من العمر يعول 5 أطفال ومعاق طرفياً فى قدميه، ويسكن فى الدور ال 13 فى أحد الأبراج المهددة بالإزالة فى حدائق القبة، حالته لا تحتاج إلى شرح فما الذى يجبره من الأساس رغم ظروف الإعاقة على السكن فى الدور الأخير من أحد الأبراج، إلا الضرورة القصوي، وهل من الممكن أن يجد نفسه هو وأطفاله فجأة فى الشارع بلا مأوي.
ويعيش جمال عبد الحميد الموظف بوزارة المالية فى قلق بالغ بعد أن أصبحت شقته أيضاً مهددة بالضياع إذا تم تنفيذ قرار الإزالة لها رغم أنه لا يزال يدفع أقساط شقته التى حصل عليها بقرض من البنك بضمان وظيفته.
أما السيدة مديحة محمد فهى أرملة وتعول طفلتين فى عمر الزهور، فقد أصبحت فجأة مهددة بأن تصبح بلا مأوى بعد أن تم إزالة 3 أبراج مجاورين للعقار الذى تسكن به، وفوجئت باحتمال أن تصل الإزالات إلى العمارة التى تسكن بها.
معظم هذه الحالات لا حول لهم ولا قوة ويدفعون ثمن الحرب بين الدولة وأباطرة البناء المخالف، ولكن من المثير للدهشة أن تجد مقراً للحزب المصرى الديمقراطى فى أحد العقارات المهددة بالإزالة، دون أن ينتبه أحد قادته إلى هذه النقطة.
اسماعيل على يقطن فى برج مهدد بالإزالة وبه أكثر من 70 أسرة ويتساءل بغضب شديد، ما ذنبنا فى أن يتم تهديد معيشتنا ومستقبل أبنائنا، وأين كانت الدولة عندما كانت عمليات البناء تجرى على قدم وساق فى الأبنية المخالفة.
ويتفق معه اللواء محمد عبد المنعم بالمعاش قائلاً ان هذه الأبراج لم يتم بناؤها فى يوم وليلة، بل كانت تتم تحت سمع وبصر المسئولين، فلا تحاول أن تقنعنى أن المسئولين بالأحياء فوجئوا بهذه الأبراج، الكل يعلم ما يجري، والحيل لا تنضب للتعامل مع قرارات الإزالة والدراسات الأمنية التى تتم قبل تنفيذها، وفى النهاية يفلت مالك العقار أو يتصالح مع الدولة مقابل مبلغ لا يتناسب على الإطلاق مع الأرباح الخرافية التى يحققها خاصة إذا كانت الأرض مملوكة للدولة.
والسؤال هنا كيف ننقذ المواطن البسيط من التهديد بالتشرد، والقانون أعمى فى تطبيقه، ولكن البسطاء غالباً هم من يدفعون الثمن.
أعضاء اللجنة الدائمة لمراجعة تشريعات البناء والإسكان توصلوا إلى فكرة ربما تكون هى الحل ولكن تنفيذها يحتاج إلى حسم شديد، الفكرة تقوم على مصادرة جميع المبانى المخالفة التى تم بناؤها عقب ثورة 25 يناير، وتوجيه حصيلة بيعها لمصلحة إسكان محدودى الدخل، كى لا يستفيد المخالف.
بل وطالبت اللجنة بأن يتم تحصيل قيمة هذه الوحدات من مالك العقار إذا كان قد قام ببيعها حتى تغلق الباب أمام تحقيقه لأى مكسب مادى مما يحقق ردعاً حقيقياً لأصحاب العقارات المخالفة، لكن ذلك سيتحقق فقط إذا دخلت توصية اللجنة حيز التنفيذ الفعلى ولم تقف عند حاجز الاقتراحات.
الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة كان له رأى فى القضية بضرورة تحقيق التوازن بين حماية حقوق المواطن البسيط ومعاقبة المستغلين ملاك العقارات المخالفة، مع مراعاة حقوق الدولة فى نفس الوقت.
وحول آلية تنفيذ ذلك يوضح المحافظ أنه يتم منع تسجيل العقارات المخالفة أو إجراء أى تعامل قانونى عليها، ولا يتم تقنين أوضاعها إلا بعد التعامل بتشريع جديد يقره مجلس الشعب، مشدداً على أنه لن يتم توصيل المرافق إلى العقارات المخالفة إلا بعد تقنين أوضاعها.
وحول الإجراء الذى يتم اتباعه مع أصحاب العقارات المخالفة قال على عبد الرحمن إنه يتم تحويلهم إلى النيابة، التى تتعامل معهم وتتخذ ضدهم الإجراءات القانونية اللازمة من الحبس والغرامة وغيرها من الإجراءات الرادعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.