أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن التعالى والاستعلاء من جانب الغرب أضاع على العالم فرصا كبرى للتلاحم بين الغرب والشرق الذي يمتلك حضارة هي من اعرق الحضارات وكان باستطاعتها أن تنقذ العالم من حروب القرن الماضى. وأشار إلى أن حضارة الإسلام كانت مفتوحة على العالم، وتعاملت مع الأديان والحضارات بكثير من الاحترام والتواصل وتمد يدها للحضارات الأخرى وتستفيد وتفيد، فكان الإسلام أول من سعى للعالمية بثقافته المتنوعة. جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح مؤتمر حوار الحضارات والثقافات الذى انطلقت أعماله صباح ، أمس، تحت رعاية الملك حمد بن عيسي آل خليفة، بحضور الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد والنائب الأول لرئيس الوزراء، والذى تستضيفه مملكة البحرين علي مدي ثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من رموز الديانات السماوية والمذاهب والمعتقدات الأخرى. وأضاف أن الإسلام جاء بحضارة إنسانية سامية وهو دين عالمى يفتح أبوابه لكل عناصر الخير مهما اختلفت مصادرها، وأننا مؤهلون لاستلهام روح حضارتنا اليوم وقادرون على إعادة إنتاج تعارف حضارتنا اليوم فقد أصبح العالم على سطح بركان عنيف يهدد بالإهلاك، مضيفا أن الحضارة الغربية تتسم بالأنانية، مشددا على أنه لا مفر من التقريب بين الشعوب وأن تصبح الأرض كلها مدينة واحدة. وأعرب شيخ الأزهر عن امله في حوار داخلى يجمع بيننا ويوحدنا قبل حوارنا مع الغرب الذى لا يعرف سوى لغة الاتحاد وليس فى يده كتاب مقدس كالقرآن يحثهم على الاتحاد، بل إن الغرب الذى اتحد وزاد اتحاده قوة لا يمتلك من أسباب الوحدة ما لا يملكه المسلمون، ونحن العرب لنا لغة واحدة ودين واحد ومصحف واحد ونبى واحد ومع ذلك يقع بيننا العنف والبغضاء والمذهبية التى يسعى ديننا لاحتوائها جميعا. كما طالب بأن يحترم أهل كل مذهب الآخر، وألا يتخذ طرف من الأطراف هذه الخلافات لإحداث فتنة أو ينشر بها الكراهية بين أتباع الدين الواحد، وأن تقطع الطريق نهائيا عن الألاعيب السياسية. واقترح شيخ الأزهر أن تستمر مملكة البحرين في رعايتها لهذا الحوار وهذا التعارف بين الحضارات علي مستويين أولهما مستوي الحوار والتعارف بين اتباع المذاهب الإسلامية للاتفاق علي القواسم المشتركة للسير قدما في طريق الوحدة الوطنية والإسلامية ونبذ الخلافات المذهبية وعدم اتخاذها مادة لإحداث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدا استعداد الأزهر الشريف التام للإسهام في استكمال ما بدأته مملكة البحرين من حوار بين علماء المذاهب الإسلامية. وأوضح أن المستوي الثاني هو مستوي التعارف والحوار بين أبناء الأديان السماوية وأتباع الحضارات المختلفة.