سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال مؤتمر الحضارات فى خدمة الإنسانية بالبحرين.. شيخ الأزهر: على كل أتباع مذهب احترام الآخر وقطع الطريق على الألاعيب السياسية.. ويؤكد: العالم على سطح بركان عنيف يهدد بالإهلاك.. ولا مفر من تقريب الشعوب
قال الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن التعالى والاستعلاء من جانب الغرب أضاع على العالم فرصا كبرى للتلاحم بين الغرب والشرق، والتى هى أعرق من حضارة الغرب وأكثر منها عقلانية، وكان باستطاعتها أن تنقذ العالم من حروب القرن الماضى. وأضاف الإمام الأكبر فى بداية افتتاح مؤتمر الحضارات فى خدمة الإنسانية، المنعقد بالمملكة البحرينية، أن التعاون بين الحضارات أضاعه الغرب، وقد تنبه له شيوخ الأزهر من أربعينيات القرن الماضى، مضيفا أن الإسلام جاء بحضارة إنسانية سامية وهو دين عالمى يفتح أبوابه لكل عناصر الخير مهما اختلفت مصادرها. وأشار إلى أن حضارة الإسلام كانت مفتوحة على العالم، وتعاملت مع الأديان والحضارات بكثير من الاحترام والتواصل وأثرت فيها كما تأثرت بحضارات الآخرين. وأكد شيخ الأزهر الذى أعطت له أول كلمة فى المؤتمر، أن حضارة المسلمين هى حضارة تعارف تمد يدها للحضارات الأخرى وتستفيد وتفيد، فكان الإسلام أول من سعى للعالمية بثقافته المتنوعة، مضيفا أن المسلمين لم يجدوا حرجا فى أن يأخذوا من غيرهم من الحضارات الأخرى، وكانوا يقبلون الحق من غيرهم ويشكرونهم عليه. وتابع: "إننا مؤهلون لاستلهام روح حضارتنا اليوم وقادرون على إعادة إنتاج تعارف حضارتنا اليوم فقد أصبح العالم على سطح بركان عنيف يهدد بالإهلاك، مضيفا أن الحضارة الغربية تتسم بالأنانية، مشددا على أنه لا مفر من التقريب بين الشعوب وأن تصبح الأرض كلها مدينة واحدة". وتابع شيخ الأزهر فى كلمته: "إننا نتطلع إلى حوار داخلى يجمع بيننا ويوحدنا قبل حوارنا مع الغرب الذى لا يعرف سوى لغة الاتحاد وليس فى يده كتاب مقدس كالقرآن يحثهم على الاتحاد، بل إن الغرب الذى اتحد وزاد اتحاده قوة وبأسه لا يمتلك من أسباب الوحدة ما لا يملكه المسلمون، ونحن العرب لنا لغة واحدة ودين واحد ومصحف واحد ونبى واحد ومع ذلك يقع بيننا العنف والبغضاء والمذهبية التى يسعى ديننا لاحتوائها جميعا". واقترح شيخ الأزهر أن تستمر المملكة البحرينية فى رعايتها للحوار بين الحضارات واتباع المذاهب الإسلامية الذى وصفها بأنها متفقة وفيها كثير من القواسم المشتركة، وهى مشجعة فى طريق الوحدة وأن يحترم أهل كل مذهب الآخر، وألا يتخذ طرف من الأطراف هذه الخلافات لإحداث فتنة أو ينشر بها الكراهية بين أتباع الدين الواحد، وأن تقطع الطريق نهائيا عن الألاعيب السياسية.