سنوات رحلت وأخري جاءت محفوفة بالإرهاب والفوضي والأكمنة ثابتة في أماكنها منذ عشرات السنين وكأنها التصقت علي الأرض وأصبح من المستحيل نزعها وأصبحت بوابة الأمان للمجرمين. حتي الكمائن التي قيل انها متحركة داخل الشوارع نالها مرض »العجز« اللعين فأصبحت هي الأخري عاجزة عن الحركة. وعلي بعد خطوات منها، تهرب سيارات تحمل المخدرات والسلاح وغيرها، بينما يكتفي أفراد الكمين بالاطلاع علي الرخص، متسببين في زحام مروري كثيف، وكأن مصر قد انتهت منها كل الجرائم، ولم يتبق أمام الجهات الأمنية سوي الجريمة الكبري المتمثلة في رخص القيادة أو السير المنتهية! وكأن الأكمنة الثابتة والمتحركة قد تحولت إلي نقاط لتأمين المجرمين وأجهزة إنذار للخارجين علي القانون حتي يتوخوا الحيطة والحذر! والمثير أن القانون الذي يدار به إنشاء الأكمنة الثابتة والمتحركة يتم العمل به منذ عام 1970، ومع مرور الزمن اختلفت أنواع الجريمة ومنفذيها وأساليب تنفيذها، وأصبح قانون 70 لا يتناسب مع إرهاب 2014 الذي تدرب علي الإتقان في تنفيذ جريمته لتصبح الأكمنة الثابتة أهدافا سهلة للاعتداء علي أفرادها، لا وسيلة لبث الطمأنينة في نفوس المواطنين. وعلي الرغم من الاعتداء علي الأكمنة مرارا وتكرارا وبأسلوب واحد عن طريق تفخيخ الكمين او إلقاء عبوة ناسفة، الا أن وزارة الداخلية لم تحرك ساكنا، وعقب كل تفجير سرعان ما يصدر بيان العزاء، ونظل ننتظر شهيدا جديدا من رجال الشرطة. وفي ظل الظروف القاسية التي تعيشها البلاد ورجال الشرطة بالتحديد من انتشار للجريمة، يعتمد ضابط الشرطة علي الإمكانيات الضعيفة مستخدما سيارة متهالكة لا تستطيع مطاردة دراجة بخارية وجهازا لاسلكيا معطلا باستمرار. ويقول مصدر امني ان الكمائن الغرض منها تحقيق الردع العام الا انها لم تؤت ثمارها في الحد من الجريمة لأن محترفي الاجرام تعرفوا علي اماكن الكمائن واعتادوا الهروب منها . ويؤكد ضرورة تغيير اماكن ومواعيد الاكمنة لتحقيق الغرض منها وهي ضبط الاسلحه والمخدرات والهاربين من تنفيذ الاحكام القضائية وذلك لان عنصر المفاجأة يساعد في الكشف غن الجرائم بالاضافه الي انه يشعر المواطنيين بالامن والامان في الشوارع . ويقول مصدر قضائي ان الاكمنه الثابتة والمتحركة هي اماكن استهداف للضباط والمجندين في الفترة الحالية وكأنهم يتعمدون تقديم ارواحهم قرابين للجماعات الارهابية وذلك لانهم يتجمعون بأعداد كبيرة في مكان ثابت مما يجعلهم وجبه شهية للجماعات المتطرفة . ويفجر مصدر امني مفاجأة من العيار الثقيل وهي ان اماكن الأكمنة الثابتة عند مداخل القاهرة والمحافظات الاخري تسهل هروب المجرمين لانها في الغالب تكون قريبة من الاراضي الزراعيه والترع والسكك الحديدية مؤكداً ان عملها الوحيد وشغلها الشاغل هو التعرف علي قائدي السيارات للاستعانة بهم في توصيل المجندين وأمناء الشرطة وغيرهم إلي القاهرة مجاناً واذا لزم الامر واستيقظت ضمائر افراد الكمين فان عملهم ينحصر في الاطلاع علي الرخص فقط . ويضيف المصدر الأمني ان الاكمنه داخل شوارع العاصمة تتسبب في تعطيل حركه المرور وخاصة عند مطالع الكباري حيث يتفرغ افراد الكمين للاطلاع علي الرخص فقط دون تفتيش السيارات للبحث عن الاسلحه والمخدرات بداخلها وعلي بعد خطوات منهم نجد سيارات تسير في عكس الاتجاه واماكن اخري احتلها سائقو الميكروباص والتوك توك والسؤال الذي نطرحه الي متي ستظل هذه الفوضي ،ومتي يشعر المواطن بالأمان .