للمرة الثالثة جاء وفد الحكماء الأفارقة لتقييم الأوضاع فى مصر بعد ثورة الثلاثين من يونية. والحقيقة أننى احترت والله من تناقض تصريحات ومواقف هذه اللجنة ورئيسها ألفا عمر كونارى. ففى المرتين السابقتين سمعنا منهم كلاما مبشرا معسولا عن الثورة المصرية وتطورات الأوضاع فى بلادنا وتوقعنا إنهاء تعليق عضوية مصر فى أنشطة الاتحاد قريبا .. إلا أننا فوجئنا بمجرد عودتهم إلى أديس أبابا يقدمون تقريرا يوصى بالإبقاء على قرار تعليق العضوية !! ولا أعرف هذه المرة ؟ ولماذا التقوا بممثلى ما يسمى تحالف دعم الشرعية وماذا دار بينهم ؟! وما الذى سيكتبونه فى تقريرهم الجديد الذى سيرفعونه إلى مجلس السلم والأمن الإفريقى ؟! إلا أننى على يقين أن مصر اليوم أقوى وأفضل بكثير عما كانت عليه منذ بضعة شهورمضت ,وأن جهودا دبلوماسية حثيثة وناجحة تبذل فى هذا المجال ,وأن زيارة وفد الحكماء الأخيرة جاءت بدعوة من وزيرالخارجية نبيل فهمى ولم تستغرق سوى ثلاثة أيام فقط ,وتخللتها تصريحات أكثر حماسة وصراحة وودا من السيد كونارى الذى أعرب عن قناعة الوفد بأن ما حدث فى 30 يونيو لم يكن انقلابا عسكريا وإنما ثورة شعبية ,وطالب الاتحاد الإفريقى بمراجعة مواثيقه للأخذ فى الاعتبار الثورات الشعبية بعد التجربة المصرية ,وشدد على أن الوضع الراهن يمثل خسارة مشتركة لمصر وإفريقيا معا ,وأنه يتعين أن تعود مصر لممارسة دورها التاريخى ,وأن الاتحاد الإفريقى يبذل قصارى جهده حتى تستعيد مصر مكانتها فى القارة السمراء . ولكل ما سبق نأمل ونتوقع أن تأتى توصية لجنة الحكماء الأفارقة للاتحاد الإفريقى مختلفة عن المرتين السابقتين, وأن تحتوى على جزء ولو ضئيلا من الكلام المعسول والتصريحات الودية التى جاءت على لسان رئيسها فى القاهرة, وأن ترفع تعليق عضوية مصر بأنشطة الاتحاد فورا.. وإلا نكون نعيش فى وهم كبيروخديعة عظمى ينبغى أن نفيق منها !! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي