مصر مستهدفة، ومطلوب تركيعها، بالإرهاب الذى يحاصرها من كافة الاتجاهات الإستراتيجية، والسؤال المنطقي: ماذا تنتظر مصر؟ فالمعركة مع الإرهاب على أشدها، نشاهد أشلاء الأبرياء صباح مساء على يد عملائه وهناك قواعد وأسس فى علم الإستراتيجية ترسم لنا مسار أحداث المستقبل عندما نتجاهلها تقع الكارثة. نذكر منها عندما تزداد القدرات التسليحية لدولة عن حاجاتها الأمنية تزداد فرص عدوانها الخارجي، هذا ما فعلته العراق بعد حربها الأولى مع إيران، فكان غزوها المشين لدولة الكويت الشقيقة، الأمر تكرر مرارا من إسرائيل وعدوانها على عدد من الدول العربية. وعلى ما يبدو أن تسليح فصائل المقاومة حولها إلى جماعات إرهابية بعد العودة من أفغانستان وبعد الهدنة فى غزة، ناهيك عن جماعات الإرهاب النائمة التى أيقظتها جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم القاعدة، المنتشرة كالخلايا السرطانية فى عالمنا العربى بمسميات مختلفة، أخطرها تنظيم القاعدة فى المغرب العربى ، الأقرب إلى حدود مصر الغربية، هذا غير التواجد البحرى الإيرانى وفرق الحرس الثورى فى بورتسودان، الذى أصبح أحد مصادر تهريب السلاح فى الشرق الأوسط. ومصر من حيث الموقع الجيوستراتيجى لها ثلاثة اتجاهات برية هى على التوالى : الاتجاه الشرقى حيث الحدود مع صحراء النقب جنوبفلسطينالمحتلة، وقطاع غزة حيث تتمركز العديد من فصائل المقاومة التى أذعنت لمشروع الإخوان الدولى وتحولت إلى الإرهاب ضد مصر، بداية من رفح إلى سيناء، والاتجاه الجنوبى حيث تتمركز فصائل قاعدية متحالفة مع الترابى الذى سبق له الإشراف على محاولة اغتيال الرئيس مبارك المخلوع، أما الاتجاه الغربى فالقاعدة أعادت تمركزها من جديد فى ليبيا، حيث الغياب التام للأمن والدولة خاصة فى جنوبها . خلايا الإرهاب التى تم إيقاظها وقيادتها بعناصر من أنصار بيت المقدس، والتى كشف الأمن تمركزها فى العديد من المناطق العشوائية والفقيرة فى المرج وعين شمس وإمبابه وبعض قرى القليوبية ، وفى حومة الفوضى انضم طلاب الجامعات العاملون باليومية التظاهرية تحت شعار الفوضى البراقة حيث يشعل الاخوان وأنصارهم النيران بالجامعات المصرية. كان هذا بالنسبة لتمركز الجماعات الإرهابية داخليا وخارجيا، أما على مستوى التمويل فهناك عواصم عربية وإقليمية ودولية تفتح ذراعيها وبنوكها بأوامر ( سمها ما شئت) وفق أجندة مرحلة ما بعد فشل سيناريو أخونة مصر. أما قيادة الإرهاب الدولى للإخوان فقد نقل مقره من أنقرة إلى الدوحة فى تنافس غير شريف إيواء قيادات الإرهاب، هذا هو المشهد الآنى أو ما يطلق عليه حالة الوضع الراهن. على الجانب الآخر، لا ينكر أحد جهود الأجهزة الأمنية المصرية التى لم تهدأ لحظة واحدة، منذ أن تم إقالة مرسى وفض اعتصامى عصابته فى رابعة والنهضة، وهذه الجهود جبارة بدليل حجم وعدد الشهداء التى قدمته وتقدمه الشرطة والجيش، إلا أن الانجازات الحقيقة والكبيرة مشروطة بالمبادأة عندما تأخذ الأجهزة الامنية زمامها. وإستراتيجياً مواجهة الإرهاب تحتاج إلى خطوة إلى الأمام ليس عدواناً على أحد بل بالتنسيق مع من اكتوى بنار الإرهاب، دفاعاً عن أمن مصر الوطنى والعربى وحسناً فعلت أن دشنت القوات المسلحة تشكيلاً لمقاومة الإرهاب . تعالوا نهتدى بالإستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب بعد أحداث سبتمبر التى اعتمدت الضربات الاستباقية فى أفغانستان ولتنفيذها تعاونت مع عدوها اللدود إيران ومع حلفائها فى اليمن والسودان والعراق وبمباركة دولية ولم تسمع على المستوى الدولى من يتحدث عن حقوق السيادة الوطنية التى استباحتها الطائرات الأمريكية بدون طيار وتنفيذ عمليات خاصة فائقة الكفاءة أسفرت عن قتل العديد من قادة وزعماء القاعدة. هنا استدعى إستراتيجية الولايات المتحدة وسياستها فى مكافحة الإرهاب الدولي، وتحديداً فيما أقرته بحقها الشرعى فى توجيه ضربات استباقية بمجرد وجود نوايا أو معلومات أولية ، ولن أستند الى ما تقوم به إسرائيل لأنها من أول من زرع ودعم الإرهاب عالمياً ، العديد من مصادر المعلومات العلنية تعلن أن هناك معلومات حول وجود معسكرات لتدريب إرهابيين فى غزة، والسودان واليمن وليبيا. كما أن هناك مراكز لقيادة إرهاب الدولة فى أنقرة وطهران والدوحة والخرطوم. من حق مصر أن تقوم بضربات استباقية فى إطار درء العمليات الإرهابية، خاصة وأن بعض المعسكرات التى تؤوى وتدرب الإرهاب استعرضت معداتها وعناصرها فى غزة وصحراء ليبيا فماذا تنتظر ؟ هل تنتظر أن تطل علينا القاعدة برأسها من صحرائنا الغربية المفتوحة، بعد أن أعلن عن قيام إمارة إسلامية فى درنه، وأعلن عن تأسيس الجيش الحر فى ليبيا، ويبدو أنه سيبدأ ليبياً، ثم يتحول متعدد الجنسيات أسوة بالنصرة وبعدها داعش.. اللهم عجل لنا بالاستباقية قبل أن تصلنا القاعديات وعناقيدها التكفيرية، برعاية أفريكومية من حدودنا الغربية. خبير استراتيجى لمزيد من مقالات د. عبد الغفار الدويك