يرى البعض أن الأوروبيين أدركوا أخيرا أن الإخوان أصبحوا أقلية غير مدعومة من المصريين وأن قرار بريطانيا إجراء تحقيق حول أنشطة الجماعة الموجودة هناك جاء استجابة لضغوط مارستها مصر والسعودية والإمارات، وذهب البعض إلى أن واشنطن أدركت الحقائق التى كانت غائبة عنها، وأن ما قامت به من تصنيف جماعة أنصار بيت المقدس كمنظمة إرهابية يعتبر خطوة مهمة وضرورية فى التعامل الأوروأمريكى مع ملف الإرهاب فى مصر، وكذلك مجىء الليدى أشتون ممثلة الاتحاد الأوروبى لتأكيد وقوف الاتحاد بجانب مصر فى محاربة الإرهاب يعكس هذا التوجه، ولكل هؤلاء «أخالفكم الرأى» لأنه حتى هذه اللحظة لم تأت منهم إدانة واضحة كاشفة للإرهاب بكل مسمياته وأشكاله وصوره من قاعدة، لأنصار، لإخوان، لأجناد فهم وعاء واحد يحوى هذه المسميات، كما أن ميراث الشك فى المواقف الأوروبية كبير منذ 30 يونيو، حيث تتداعى أمام أعيننا المواقف المنحازة للبارونة أشتون ضد المصريين. دعونا نحلل موقفا، فجيمس موران سفير الاتحاد الأوروبى فى القاهرة مرر عدة رسائل قبل مجيء الليدى أشتون عن عدم نية أوروبا مراجعة أوضاع تنظيم الإخوان أو تصنيفه إرهابيا رغم ما أعلنته حكومة بريطانيا، كما اعتبر موران تصرف إنجلترا منفصلا عن الاتحاد الأوروبي. ألا يرصد الإنجليز منذ فترة نشاط الإخوان جيدا فالمخابرات الخارجية الإنجليزية (mix) تعرف الجماعات الإسلامية حق المعرفة. لماذا تجاهلت أمريكا فى بيانها الصادر من الخارجية الصلة بين أنصار بيت المقدس والإخوان؟ لأن فى الأمر شيئا آخر فمازالت أمريكا وأوروبا لاتقيمان علاقاتهما مع مصر على أساس من الشفافية وإنما من منطلق أن حاجتهما للوحش الذى رباه ليأكلنا لم تعد موجودة، كما أن هذه الجماعات أصبحت عبئا ثقيلا على أوروبا بالإضافة للمضايقات التى يسببها وجود هذه الجماعات للمجتمع الأوروبي. فلنمض نحن فى محاربة جماعة الشر هذه ولاننتظر مجيء الترياق من العراق لأننا إن انتظرنا سيموت العليل. لمزيد من مقالات سهيلة نظمى