الانوار تخبو والسماء تصفو وها هي الأحداث المؤلمة تقبل مسرعة تتداخل وتتشابك كسحب الشتاء الحزينة التي تتساقط دموعها لتبعث الحياة في الأرض المجدبة إلا أن بقعة موحشة في الأرض رفضت أن تثبت زرعا وأعلنت العصيان. تلك القطعة هي أبناؤنا في المدارس خلعوا البراءة من المريلة الرمادية وانسحقت طفولتهم البريئة بين قضبان الأفكار الإرهابية واغفال ذوي النفوس الضعيفة احلامهم الوردية ودفعوهم إلي قصف الأقلام ودهس الكتب والكراسات وحمل السلاح ليتدنس محراب العلم علي يد صغار في عمر الزهور، ومشروع رجال المستقبل. افترشوا سنوات العمر بالطموح وتباينت الامنيات ما بين مهندس وطبيب وصحفي ومدرس إلا أن الامنيات تلاشت في دوامات بث الأفكار الخاطئة في عقول ساذجة بريئة وجد فيها أصحاب الأفكار المتطرفة ضالتهم المنشودة، وغرق زورق البراءة في بحور الإرهاب. ناقوس خطر يدق مدارسنا ومصير أسود يتربص بأبنائنا لتتألم أرض الكنانة من الوجع علي أطفال حملوا السلاح ليشهروه في وجه أم الدنيا المأسي كثيرة والوقائع لا حصر لها إلا أن ابتسامة الزمن لم تخبت بعد وسوف يعود من ضلوا الطريق. تربعت محافظة الجيزة علي عرش المدارس التي حمل تلاميذها الأسلحة السفارية في غفله من إدارات المدارس، حيث أخفوا (الطبنجات) بين طيات ملابسهم لاشهارها في وجه كل من تسول له نفسه النطق بكلمة (إخواني) حيث تم ضبط أربعة تلاميذ بمدرسة داخل مدرسة ثانوية بالوراق وبحوزتهم 4 طبنجات كانوا يلوحون بها في محراب العلم لتهديد زملائهم الذين دأبوا الحديث عن رفضهم لمظاهرات الإخوان ومجرد أن مشاهد التلاميذ الاسلحة النارية انتابتهم حالة من الذعر، وأعتلوا أسوار المدرسة للفرار من جحيم القتل إلا أن إدارة المدرسة تمكنت من ضبط التلاميذ الاربعة وأمرت النيابة بحبسهم، ويبقي السؤال كيف دخل التلاميذ المدرسة، وهم مسلحون بالطبنجات والطلقات هل كانت إدارة المدرسة في نوم عميق!! امتدت الأسلحة النارية إلي مدارس الحي الهادئ بمنطقة المعادي وتحولت مدرسة شهيرة مصروفاتها تتجاوز عشرات الآلاف من الجنيهات إلي مخزن للأسلحة والذخيرة وتبين أن شقيقة فنان شهير تمتلك المدرسة وحولتها إلي ترسانة للأسلحة لامداد المتظاهرين بها ومجرد أن علم أهالي التلاميذ بكميات الاسلحة الهائلة في المدرسة انتابتهم حالة من الرعب وقرروا الحفاظ علي ابنائهم داخل منازلهم بدلا من تعريضهم للخطر داخل وكر الاسلحة! وفي السويس مدرسة تحمل اسم ذكري عزيزة في نفوس كل المصريين، وهي مدرسة (6 اكتوبر) بحي السلام بالمدينة الباسلة التي أستشهد فيها الآلاف خلال حرب أكتوبر للدفاع عن أرض الكنانة إلا أنهم خلفوا من ورائهم أحفادا عاثوا في بلد الأمن والأمان فسادا واشهروا السلاح في وجهها لإرهابها والمشاركة في سقوطها إلا أنها كعادتها دائما تقف في صمود الشامخين حتي أمام أبنائها!! أصل الحكاية عندما انتابت مدرس اللغة العربية حالة من الفزع وشق سكون المدرسة بأصوات تشبه الصراخ عندما فوجئ بتلميذين داخل الفصل يهددان زملاءهما بمسدسين كانا أسفل المقعد، وتبين أن الطالبين بالصف الأول الثانوي، لم يلتفتا إلي شرح المعلم فش؛ في أمرهما واعتقد أن شيئا ما يشغل بالهما، وإذا بتلميذ يصرخ وكاد يلقي بنفسه من نافذة الفصل وخيم الوجوم علي وجه المدرس والتلاميذ حتي صاح تلميذ آخر شاهد المنظر المرعب، فتقدم المدرس لكشف السر، وإذا بالتلميذين يمسكان مسدسين وعددا من خزائن الطلقات ويلعبان بهما اسفل المقعد وبتفتيش حقائبها عثر بداخلها علي خنجر وفرد خرطوش، وتم التحفظ عليهما والمضبوطات. والسؤال الذي نطرحه علي المسئولين بوزارة التربية والتعليم إلي متي سننتظر حتي تقع الكارثة علي رءوس الآلاف، وبعدها يخرجون علينا بتصريحات ووعود تكون حبرا علي الورق، وتطل حبيسة أدراج المكاتب سنوات حتي تقع كارثة أخري ويمطروننا بالوعود الوردية، وتكون مثل قشة في مهب الريح والسؤال الأخير هل من الصعب علي إدارات المدارس تفتيش الطلاب قبل دخول المدارس منعا لوقوع الكوارث؟