لا أحد ينكر أن القنوات الدينية يمكن أن يكون لها دور مهم لصالح المجتمع خاصة في ظل ما تشهده الساحة حاليا من التضارب في الفتاوي التي تؤدي إلي البلبلة في الفكر . وهو ما يعظم من دور القنوات الدينية الإسلامية والمسيحية في هذه الفترة لتقديم الخطاب الديني السليم وصحيح الدين، وفي لقاءات مع بعض المتخصصين في هذا المجال والعاملين به أكدوا علي أنه لابد من تفعيل دور الآزهر والكنيسة بهذه القنوات. فيقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر سابقا: إننا نرحب بالطبع بالقنوات التي تلتزم بالشرع والسنة والأخلاق والقيم والمثل الإسلامية ولكن ما تقدم عكس ذلك فإننا لانرحب بوجودها فبعض تلك القنوات ترتكب الكبائر وتهاجم المجتمع. وأضاف: القنوات الإسلامية لابد من الرجوع بها إلي الأزهر فهو المرجعية الإسلامية في كل أمور حياتنا ويجب أن يكون العاملون في هذه القنوات من خريجي الأزهر ولذلك فلا بد من وجود قناة خاصة بالأزهر لتوضح أمورنا الدينية والدنيوية، وبالنسبة للقنوات المسيحية فلابد من تعظيم دور الكنيسة بها. وقالت د.هويدا مصطفي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: أنني ضد وجود القنوات الدينية المسيئة للدين والتي تم إغلاقها حيث كانت تبث روح التطرف وأتمني أن تقوم القنوات العامة بتقديم برامج دينية تعمق فكره النسيج الواحد وقبول الآخر ونبذ الفتنة التي تزيد من الفجوة بين أطراف المجتمع وقال الكاتب سليمان عبد العظيم الذي يقدم برنامج «مصر الحلوة» علي قناة «ماري مرقص»: أحترم وجود القنوات الدينية ولكن التابعة للأزهر الشريف أو الكنيسة وهو ما دفعني لتقديم برنامج ديني علي إحدي القنوات المسيحية التي تعظم من دور الكنيسة وتفعله، ونناقش من خلاله موضوعات متعددة لصالح الوحدة الوطنية منها عدم إنكار الآخر سواء مسلما أو مسيحي ولا ننحاز لأي طرف علي حساب الآخر ونؤكد علي حرية التعبير وحرية العقيدة كما أننا نستضيف كل الفصائل والتيارات فهذا النموذج لابد أن يكون موجودا في جميع قنواتنا الدينية سواء إسلامية أو مسيحية. وقالت الإعلامية مها مدحت رئيس الإدارة المركزية للبرامج الدينية بالتليفزيون المصري: لابد أن يكون بالخطاب الديني من خلال الأزهر أو الكنيسة بكل القنوات الدينية كما هو مطبق بالإعلام الرسمي.. فعدم تطبيق مثل هذه القواعد قد يساهم في بث الفتنة بين نسيج المجتمع الواحد فتفعيل دوري الأزهر والكنيسة سيؤدي لاحترام جميع العقائد الدينية وغرس النزعة الدينية في أبنائنا بالأسلوب الصحيح منذ الصغر.