قبل أن تأذن الشمس بالمغيب ، ويرخى الليل سدوله ، فيلف الكون ظلام دامس ، قال ابنى الأصغر دون السادسة من عمره والمحترف فى رياضة الشطرنج لأخيه الأكبر وهما يتنافسان فى مباراة حامية الوطيس قدح كل منهما فيها زناد فكره أملا فى الفوز على أخيه لينعم بنشوة النصر وكيس من الحلوى وحاجة ساقعة مكافأة الفوز. فكر سريعا فى نقل قطع الشطرنج لننهى جولتنا قبل انقطاع التيارالكهربائى، ثم انبرى فى تضييق الخناق على أخيه و قتل جنوده ومحاصرة ملكه ،وما إن قال له ( كش ملك) حتى انقطع التيار، فجلس حزينا متكئا بصدغه على كفه الصغير ينتظر مجئ الكهرباء التى طال انتظارها. والحقبقة أن انقطاع الكهرباء مؤخرا بصورة يومية أضحى مشكلة تجعل الحليم غضبان وذا النفس المطمئنة مضطربا حيران ، وذلك لانقطاعه يوميا وفى أى وقت دونما سابق انذار ، بل ويستمر انقطاعه الذى تتعطل معه المصالح وتتوقف الحياة ساعة بل قل ساعتين وربما ثلاثا أو يزيد! وبالسؤال عن السبب جاء الرد: بأنه تخفيف أحمال لتهالك المحطات وعدم توافر وقود التغذية .. والسؤال المتبادر للذهن : وهل حل أزمة عدم توافر الوقود وتهالك المحطات يكمن فى تخفيف الأحمال؟ إن ذلك التصرف أشبه بمسلك النعامة التى ( دفست ) وجهها فى التراب فرارا من عدوها ، ظانة أنها تحسن صنعا ، فقدمت نفسها إليه لقمة سائغة بدلا من النجاة . إن مشكلة انقطاع الكهرباء أكبر وأفدح من أن تواجه بمثل هذه الحلول الساذجة التى هى أشبه بمسكنات الداء ، إن حلها الجذرى والناجع يتمثل بجانب ترشيد الاستهلاك من قبل المواطنين فى التوسع فى إنشاء محطات توليد الطاقة خاصة الطاقة الشمسية التى تتمتع بها مصر طوال العام، و تجديد الشبكات على مستوى الجمهورية بمساعدة رجال الأعمال والمستثمرين كواجب وطنى نظير امتيازات وتسهيلات توفرها لهم الدولة، بالإضافة إلى توفير وقود التغذية من سولار وبنزين ومازوت بمقايضته بالغاز الطبيعى الذى تحتل فيه مصر المركز 18 عالميا حسب إحصاءات 2007 ، واستخدام ذلك الوقود وفقط قى تشغيل محطات الكهرباء والمصانع لا فى تمويل السيارات والمركبات ، وتحويل السيارات ووسائل النقل للعمل بالغاز الطبيعى بدلا من السولار والبنزين الذى يؤدى غيابهما إلى شلل الحياة المصرية والمعاناة من الظلام الدامس.
Sabry_elmougy @yahoo.com لمزيد من مقالات صبرى الموجى