«لن ينقطع التيار الكهربى خلال أشهر الصيف المقبل»، كان هذا واحداً من بين تصريحات المهندس أحمد إمام، وزير الكهرباء والطاقة، مؤخراً، قبل أسابيع قليلة من ارتفاع درجات الحرارة، فما بين الوعود بتوفير التغذية الكهربائية وتصريحات تؤكد استعداد محطات الكهرباء لمواجهة أحمال الصيف الحالى، ظل المواطن فى حالة اطمئنان من مشاهد الظلام الدامس التى عاش بها خلال أشهر الصيف فى الأعوام الماضية. اختفت وعود قيادات وزارة الكهرباء بتوفير الكهرباء واختفاء ظاهرة تخفيف الأحمال الصيف المقبل، لتظهر مكانها تصريحات مبررة لعودة انقطاع التيار الكهربى على مستوى الجمهورية لأكثر من ساعتين يومياً، فالحقيقة أن أكثر من 5 آلاف ميجاوات، إجمالى العجز الحالى فى الشبكة القومية للكهرباء، فلم تسجل الشبكة خلال الأسابيع الماضية حملاً أقصى لإنتاج الكهرباء أكثر من 23 ألف ميجاوات، بل لم تستطِع الشبكة الوصول لإجمالى إنتاج محطات الكهرباء، 27 ألف ميجاوات؛ ما يسجل عجزاً فى الشبكة يتراوح بين 4 و5 آلاف ميجاوات يومياً. لم يعُد مستغرباً أن يظهر وزير الكهرباء فى أحد المؤتمرات منذ أيام ليقر بوجود أزمة فى الطاقة فى مصر وصفها بالفجوة بين الاستهلاك والإنتاج. وقبل أسابيع كانت تصريحات الوزير على هامش اجتماع وزراء الكهرباء العرب تفخر بإنجاز قطاع الكهرباء فى حل أزمة الانقطاعات ومواجهة أحمال الصيف المقبل بمنتهى الثقة فى إمكانيات القطاع. عادت تصريحات الوزير لتلقى اللوم على نقص الوقود وعجز القطاع عن توفير استثمارات لبناء محطات كهرباء جديدة؛ للوفاء باحتياجات القطاع السنوية التى تقدر ب3 آلاف ميجاوات سنوياً. إلا أن الكثيرين لم يلحظوا تصريحاً للمهندس إمام عن وجود مشاكل حقيقية فى صيانة محطات الكهرباء وقدراتها الفنية، التى يعكسها العديد من قضايا التلاعب فى المواصفات الفنية لمناقصات محطات الكهرباء. عاد من جديد التهديد بإظلام مصر، على لسان قيادات وزارة الكهرباء؛ تبريراً لقطع التيار الكهربى لأكثر من ساعتين على المواطنين، بدلاً من البحث عن حلول جذرية لتهالك البنية التحتية والشبكة القومية لكهرباء مصر. «ارحل» الشعار الرئيسى حالياً داخل إدارات الكهرباء موجهاً لوزير الكهرباء، الذى تولى مهام الوزارة فى أكتوبر الماضى، بعد أن أحيل للمعاش بعد مشوار للعمل فى رئاسة العديد من شركات الخبراء. اعتبر البعض خبرات الوزير داخل القطاع ستعصمه من أخطاء وقع فيها العديد من الوزراء السابقين للقطاع، إلا أن «إمام» لم يقاوم أخطاء سابقيه وتصريحاتهم التى لن تجد اختلافاً فيها على مدار العشر سنوات الماضية سوى اسم المتحدث بها.