تعد أورام المبيض الناشئة من الخلايا القشرية أكثر أشكال سرطان المبيض شيوعا، حيث تمثل ما يقرب من 90% من حالات سرطان المبيض وهو الأكثر فتكا من جميع الأورام الخبيثة التى تصيب النساء، مع كمون ما يقرب من 40% منه لمدد قد تصل لخمس سنوات، لذا يسمى سرطان المبيض بالقاتل الصامت لعدم وضوح أعراضه إلا فى المراحل المتقدمة. ويتم تشخيص سرطان المبيض بواسطة الفحص السريرى والموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية وعن طريق تحليل بعض الدلالات بالدم، إلا أن ذلك وحده لا يكفى كمؤشر لتشخيص المرض، ولذلك غالبا ما تكون الجراحة الاستكشافية ومنظار البطن ضروريين لتشخيص المرض. ويقول د.أسامة عزمى أستاذ ورئيس قسم الصحة الإنجابية بالمركز القومى للبحوث إنه تم مؤخرا اكتشاف أن الأحماض النووية الحرة الناتجة عن موت بعض الخلايا فى الجسد توجد بكميات صغيرة فى بلازما دم الأصحاء، ولكنها توجد بكميات أكبر فى بعض الأمراض مثل السرطان والسكتة الدماغية والصدمات النفسية واحتشاء عضلة القلب واضطرابات المناعة الذاتية والحمل ومضاعفاته. لذا كان الهدف من هذه الدراسة هو تقييم مستوى كمية الحمض النووى الحر فى دم السيدات المصابات بأورام المبيض الحميدة أو الخبيثة كوسيلة تشخيصية توضح إن كان ورم المبيض حميدا أم خبيثا. ولأهمية هذا التشخيص أشار د.عزمى إلى قيام فريقه من باحثى المركز بدراسة مستقبلية متعددة المراكز تعتمد على وجود عينة مرضية وأخرى ضابطة وتم اختيار 54 سيدة من بين 79 سيدة على مدار عام. وكان التشخيص المبدئى لهن يشير إلى وجود ورم بالمبيض. وبأخذ عينة دم لقياس كمية الحمض النووى الحر قبل إجراء العملية الجراحية واستبعاد الحوامل والمصابات بأى أمراض مزمنة مثل السكر والضغط وأمراض الكبد والمناعة، أظهرت النتائج إصابة 31 سيدة بأورام المبيض الحميدة، و23 أخريات بأورام المبيض الخبيثة. وقد خضعت جميع السيدات لمجموعة من الفحوص والأشعة التى تشخص الحالة، كما تم الاعتماد على تحاليل الأنسجة بعد العملية الجراحية. وأظهرت النتائج زيادة نسبة الحمض النووى الحر فى دم المصابات بسرطان المبيض على اختلاف أنواعه مقارنة بمستواه لدى المصابات بأورام المبيض الحميدة. وكان هذا الفرق له دلالة إحصائية كبيرة، حيث وصلت نسبة التنبؤ بأورام المبيض الخبيثة إلى 84%. وقد توصلت الدراسة إلى وجود علاقة بين كمية الزيادة فى الحمض النووى الحر وحالات أورام المبيض الخبيثة. ومن مميزات هذه الطريقة أنها تتيح إمكانية الاستفادة من تلك الزيادة فى تشخيص أورام المبيض الخبيثة بوسيلة غير ضارة وبسيطة قبل اللجوء للتدخل الجراحى.