العنوان أعلاه ليس اسما لشخص, بل هو صفة. إنه ليس علي غرار: سيد قشطة, أو سيد شطة, أو سيد شفة, بل هو مثل: سيد قراره, أو سيد الموقف, أو سيد البلد.. إلخ..إلخ! وتلك مجرد بداية منطقية, واستهلالة لابد منها(علي رأي الفنانة ماجدة زكي في أحد أعمالها) للدخول في الموضوع..فما الموضوع؟ أصل الموضوع- يا سيد الناس!- مجرد فكرة, تري أن أسيادا كثيرين, في هذه الأيام, لا هم أسياد ولا حاجة. وعلي سبيل المثال, يعتقد معظمنا أن المجلس العسكري هو سيد البلد الآن, ويري آخرون أن الإسلاميين هم الأسياد الحقيقيون, ويقول البعض إن فلول نظام مبارك هم سادة الموقف, أو أن رجال الأعمال, بما لديهم من مال ورجال ومرارة,هم محركو كل شيء. غير أن الذين يفكرون بعمق- إن وجدت منهم أحدا!- عندهم نظرية أخري, تري أن السيد الحقيقي هو رجل الشارع, المحبط المهان الفاقد لأي حلم, اللهم حلم الحصول علي لقمة العيش, التي يطفح الدم كي يجدها, فلا يجدها, فيخرج إلي الطرقات يقطعها, فتتعطل مصالح الناس, دونما تفكير في الآخرين, الذين هم مثله.. رجال شارع أيضا! ولك أن تسأل: كم حالة قطع طريق شهدتها مصر خلال العام الماضي؟ وكم وقفة احتجاجية؟ ناهيك عن التسيب, والانفلات الأمني, الذي تصل أعلي تجلياته إلي القتل غيلة في وضح النهار, واغتصاب النساء, ونهب السيارات.. وما خفي كان أعظم! فهل ما يتم ارتكابه هذا هو من أخلاق السادة؟ والسؤال الصح هو: هل السادة يصدقون حقا أنهم أصبحوا سادة؟ أم أن عهود الاستبداد والقمع والتعذيب والخوف مازالت تقبع في دهاليز العقل والوجدان؟ هل السيد الجديد يصدق أن البلد بات الآن بلده؟ إن كان ذلك كذلك.. فكيف يخرج السيد لحرق بلده ؟ يبدو- والله أعلم- أننا سنحتاج لبعض الوقت كي نصبح أسيادا بحق وحقيق. وعلي فكرة, السيد هو من يملك قراره( ومن هنا جاءت حدوتة سيد قراره), فمتي يملك السيد الجديد قراره؟ ثم يبقي أن السيد الجديد في انتظارالمايسترو, الذي يقود الأوركيسترا, ويضبط إيقاع اللحن, ويحقق التناغم. وطبعا لكل مايسترو عصا. فهل سيقبل السيد الجديد هذه العصا, أم سيكسرها, لتتحطم معها أسطورة المتنبي الشهيرة: لا تشتري العبد إلا والعصا معه؟.. الأيام بيننا وسوف نري! المزيد من أعمدة سمير الشحات