كان هناك سيد اسمه سيد، العم سيد كان أسيد سيد في الأسياد وساد سواده سواد وسواد وظلم في العباد، إلا أن الظلم ساد في البلاد.. سيد كان يسود بسيادته سيادة لم يسدها أحد من قبله ولا من بعده لأنه تسيّد على السيادة وجلس فيها سنوات زيادة دون أن يصرف مليماً زيادة على أى سيادة من سيادته. وفي نفس اليوم الذي كان يسود فيه، كان يوجد طفل أبواه فقيران.. والفقر كان مدقعاً ولم يكن هو الوحيد الفقير أو المريض في هذه السيادة.. فالجميع ياما كانوا أسيادا بالطبع كانت سيادتهم أقل بكثير من سيادة سيد.. إما يموتون جوعا أو ينتحرون فقرا.. كان الطفل هزيلاً لدرجة لا تساعده على الحراك، أخذه والده لمبنى مهجور معلق عليه لوح من الخشب المكسور مكتوب في منتصفه "مستش... العا" دخل المبنى المهجور غير مذهول أو مصدوم بل كان مكلوما، كانت هناك قوة تجره إلى الوراء وكأنه مربوط بسلاسل تزنه أضعافا وتزيده ضعفا، كشف على ابنه طبيب يرتدي قميصا متهالكا وبنطالا به العديد من البقع سواء كانت زيتا او دما.. نظر له وأطال النظر والتحديق به وقال له خذه لبيتك "الأعمار بيد الله". انصرف الرجل، أخذ ابنه معه والدموع تنهمر منهما، كل منهما متشبث بالآخر، محتضنا الآخر، ممسكا بيد الآخر خوفا ورعبا من لحظة فراق قد لا يكون فيها لقاء.. عينه لمحت الأسِرة وهى ممتلئة بالمرضى دون رعاية.. ودون دواء والكل ينازع من كل داء.. وكان الأداء بطيئا مؤلما تجري بينه الأحداث والذكريات، وما كان يتمنى أن يرى نجله عليه، إلى أن وصل إلى بيته منحشراً بين مزيج من البشر المنحشرين في وسائل مواصلات متهالكة. وسط العديد من الاحداث نجد هذه الصورة المؤلمة في بلد تسيد فيه سيد وأصبح الغالبية عبيدا لا يتلقون أدنى سبل الرعاية أو الحقوق التي تنص عليها اتفاقات على ورق أو بنود بها العديد من الشعارات (الحق في التعليم - حق التأمين الاجتماعي - الحق في التعبير عن الرأى - حق الرعاية الصحية - الحق في الامان الشخصي - الحق في محاكمة عادلة - الحق في الطعام - الحق في الرعاية الاجتماعية.. إلخ) إلا أن سيد وسيادة سيادته تمكنت من تسييد الحقوق كافة إلى سبل قمع وسلب كافة حقوق عبيده.. مدعيا أن الازمات كثيرة وأن ما باليد حيلة وأن الهموم كبيرة.. هذا البلد عم فيه الخراب بعد أن نخر فيها الشح.