تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، 12 أكتوبر، تذكار رحيل القمص سمعان شحاتة، كاهن كنيسة القديس يوليوس الأقفهصي بعزبة جرجس، التابعة لإيبارشية ببا والفشن وسمسطا، الذي نال إكليل الشهادة عام 2017 بعد حياة مليئة بالخدمة والجهاد والمحبة. نشأة طاهرة وبدايات روحية وُلد في 31 مارس 1972 من والدين تقيين سالكين مشهود لهما بالوداعة والإيمان، وسُمّي عند ولادته باسم نبيل شحاتة. نشأ في أسرة محبة للكنيسة، وكان له خمسة إخوة يخدمون الرب ويشتهرون بالمحبة بين الناس. حصل على الشهادة الصناعية الفنية، ثم أدى خدمته العسكرية بجدّ وأمانة، وكان مشهودًا له بحسن السيرة والسلوك. الدعوة إلى الكهنوت وخدمة المحبة بعد إنهاء خدمته العسكرية، التحق الشاب نبيل بالكلية الإكليريكية عام 1994، ونال شهادة العلوم اللاهوتية. وفي 28 فبراير 1998 اختير كاهنًا باسم القس سمعان شحاتة بيد الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا، وخدم على مذبح رئيس الملائكة ميخائيل بشنرا. تميزت خدمته بالمحبة والرعاية، وكان قريبًا من الجميع، يسعى للسلام بين الناس ويهتم بالفقراء والمرضى.
وبعد رحيل الأنبا أثناسيوس، انتقل سمعان إلى خدمة كنيسة القديس يوليوس الأقفهصي بعزبة جرجس في نوفمبر 2005، وبدأ حلمه ببناء كنيسة كبيرة تليق باسم الشهيد يوليوس، فكرّس جهده لذلك إلى جانب خدمته الرعوية.
بناء كنيسة القديس يوليوس الأقفهصي بنعمة وبدعم محبي الخير، تمكّن القمص سمعان من بناء كنيسة جديدة ومبنى خدمات متكامل في وقت قياسي، وأُقيم تدشين الكنيسة في 23 يناير 2016 على يد الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا، وفي اليوم نفسه تمت ترقيته إلى رتبة القمصية تقديرًا لأمانته وإخلاصه في الخدمة.
عرف الشهيد بالحكمة في حل المشكلات والرعاية الصادقة لأسرته الروحية، وكان مثالًا للكاهن الوديع الذي يخدم بكل قلبه.
إكليل الشهادة ومجد السماء في يوم 12 أكتوبر 2017 (2 بابة)، وبينما كان القمص سمعان في القاهرة للخدمة، تعرّض لاعتداء غادر من شخص متطرف مدفوع بالشر، فانهال عليه بالطعنات في جنبه الأيمن ورقبته، حتى رسم الصليب على جبينه بدمه الطاهر، ونال إكليل الشهادة وسط ذهول ومحبة الجميع.
كانت مدة خدمته 19 عامًا، ومدة حياته 48 عامًا، قضاها في الإيمان والسهر والرعاية، تاركًا سيرة عطرة وشهادة حب لله وللكنيسة حتى النفس الأخير.
ذكرى خالدة في قلوب المؤمنين يظل القمص سمعان شحاتة مثالًا للكاهن الأمين الذي خدم بصدق واحتمل حتى الموت من أجل إيمانه، لتبقى سيرته نورًا ومصدر قوة وتعزية لأبناء الكنيسة في كل زمان.