في ظل ثورة شعبية قادها الشباب نحتفل بذكراها الأولي بعد غد, يبدأ مجلس الشعب الجديد أعماله وجلساته من اليوم, وسط ترقب شعبي كبير حول أدائه المنتظر, لإصلاح جميع قطاعات الدولة بإجراءات تشريعية سريعة وحاسمة وعادلة, ورقابة ضخمة فاحصة ودقيقة لإحداث نقلة يشعر بها المواطن العادي في كل مكان, لتحقيق النمو والتقدم المأمول خلال المرحلتين القريبة والبعيدة, وذلك بعد أول انتخابات نزيهة وحقيقية شارك فيها مايقرب من35 مليون مواطن, ذهبوا بإرادتهم الحرة ورغبتهم في التغيير, ولديهم يقين من عدم تزويرها. المسئولية هذه المرة في غاية الصعوبة علي هذا المجلس الجديد, فالشكل والممارسة يجب ان يتغيرا فلم يعد مقبولا ان نري أسوأ صورة لمعظم أعضاء المجلس, الذين كنا نشاهدهم فيها خلال الجلسات السابقة من النوم, أو الزحام حول الوزراء للحصول علي الطلبات, وعدم الانتظام في الجلسات, والتزويغ, والتصفيق, والتأييد المستمر برفع الايادي دون دراسة أو اهتمام, أو لمنافقة الحزب أو الحكومة, وتقديم فروض الولاء والطاعة لكل القيادات والمسئولين, وذهاب البعض إلي اغتنام اكبر مكاسب ومنافع شخصية, وغيرها من المظاهر السلبية التي أساءت لعضو المجلس. والصعوبة ليست في الصورة التي أصبحت سيئة في ذهن المواطن العادي, بل امتدت إلي الممارسة والمشاركة في اغتيال أحلامه, ومستقبل البلاد بإصدار تشريعات, والموافقة علي اتفاقيات لم تكن في مصلحته, بل في مصلحة أعداد قليلة من الفاسدين الذين سيطروا وسرقوا قوت الشعب, بالإضافة إلي ضعف الرقابة علي الحكومة والأجهزة مما زاد من أمراض المجتمع, وانعدم لديهم المستقبل وكرهوا الحياة, وتحولت البلد إلي خرابه ليس فيها إصلاحات بل ارتفاع مستمر في الدمار وإهدار كرامة المواطن. اليوم الشعب يريد مجلسا يقوده إلي الأمام, ويصنع التقدم, ويعطي حلولا سريعة لإصلاح كل القطاعات بالدولة, بمعني: مجلس لايهدأ في كل لجانه من العمل المستمر المخلص, وقادر علي ان يضع مصلحة المواطن أمام عينيه, وان ينزع الجميع تحزبه ومصلحته الشخصية من اجل التحديث, للارتقاء بحالة الشعب التي هبطت في الحضيض, والإصرار علي تنفيذ القانون واحترامه, وإيجاد حلول للكوارث والمخاطر وحالة التسيب والبلطجة التي تقف أمام دعم وتعزيز الاستقرار الأمني والاقتصادي. وبرغم قصر المدة المتمثلة في اليوم وغدا لتعطي انطباعا حقيقيا عن مجلس الشعب والأداء إلا ان ملامح صورته الأولية وحالة الانضباط سوف تقدم رسالة واضحة للمجتمع خلال الاحتفال بالثورة بعد غد بأهمية المرحلة المقبلة وخطورتها والدور المهم والرئيسي للمجلس بدون سيد قراره. [email protected] المزيد من أعمدة محمد حبيب