المناهج الدراسية أفسدت العقول! يعتقد الكثير منا ان مفهوم التعليم, ان يحصل الطلاب علي مواد أو مناهج دراسية, تدرس لهم داخل المؤسسات التعليمية من خلال معلمين أو أساتذة, وفي نهاية العام يؤدي الطلاب الامتحانات فيها, وتعلن النتائج وينجح الطلاب بنسب عالية, وينتقلون إلي فرق دراسية أعلي أو يتخرجون ويتوجهوا إلي سوق العمل, والحقيقة ان هذا المفهوم ساهم المسئولون السابقون, خلال سنوات طويلة, في ان ترسيخه في عقول المواطنين, وبالفعل نجحوا في ذلك بدرجة كبيرة حتي أصبح الصراع بين أولياء الأمور مع الحياة, هو حصول الأبناء علي شهادات فقط. الحقيقة أن مفهوم التعليم كما جاء في أخر تقرير عالمي لرصد التعليم للجميع تصدره اليونسكو في نهاية كل عام, وهو المرجع الرئيسي لتقييم التقدم المحرز عالميا في تحقيق أهداف التعليم للجميع أنه هو الذي يتيح الفرص ويزود جميع الأفراد, بصرف النظر عن أعمارهم, بكل مايلزمهم من معارف ومهارات وثقة لينعموا بمستقبل أفضل, وهنا يأتي السؤال, هل تعليمنا في مصر يكسب الخريجين المعارف والمهارات والثقة أو يتيح فرصا؟, سأترك الإجابة لكم جميعا, وتعرفون ان الحفظ والتلقين فقط هما محصلة الخريجين والتدريب علي استرجاع المعلومات. التعليم استثمار لا يعتمد علي المناهج, التي أصبحت تمثل فقط40%, مما يحصل عليه الطالب في المؤسسة التعليمية سواء كانت مدرسة أو جامعة أو معهدا, وان الأنشطة التي يمارسها تمثل60%, فتظهر القدرات المختلفة بين الخريجين, ودائما يكون السؤال للخريج عندما يتقدم لوظيفة في اي دولة في العالم, مالذي تستطيع ان تعمله بتفوق عن الآخرين, وتكون الإجابة: مهارة التحليل أو الإقناع أو الحوار اوالمناقشة أو التنظيم أو الإدارة أو التعبير عن الأشياء أو التخطيط أو المبادرة وغيرها, بالإضافة إلي استخدام الكمبيوتر وشبكة الانترنت وإجادة لغة غير لغته الأصلية, فيتم وضعه في المكان المناسب فينتج وينجح. وهذه هي الأزمة الحقيقية التي نعيشها الآن, تعليم تأخر كثيرا عن العالم, وتاه الجميع دون أن يشخص الحالة التي أوصلنا إليها المسئولون, وساعد فيها فهمنا البسيط عن التعليم, والمناهج الدراسية المتخلفة التي وضع بعضها عقول تأخرت سنوات طويلة واعتقد البعض منهم إنهم القادرون علي وضع المناهج. ولن نبعد بعيدا فلينظر كل منا إلي المناهج الدراسية التي في أيدي أبنائنا وعما تتحدث وما الاستفادة منها, والشكوي المستمرة من الطلاب, وليس هذا فقط بل استمعوا وتابعوا علي الفيس بوك حواراتهم والنكت والتعليقات والسخرية, وعلامات الاستفهام المتكررة علي موضوعات متناقضة بين مواد اللغة العربية والتاريخ علي سبيل المثال وليس الحصر والتزوير المستمر في أحداث التاريخ, واليوم يجب ان نعلن التوبة علي مافعلناه في أجيال ضاعت وتاهت وصدقت إنها تعلمت! [email protected] المزيد من أعمدة محمد حبيب