رغم الثورة.. أزمات التعليم مازالت مستمرة الثورة تعني التغيير والتحديث والإصلاح، ولكن وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالي، شغلا الراي العام بامور أخري، ليس لها تأثيرا واضح علي المواطنين، واهتم وزير التربية والتعليم بالمطبطبة علي الطلاب وأولياء الأمور، بامتحانات في الثانوية العامة تمتص غضبهم، وجاءت مرضية لهم جميعا، دون وضع في الاعتبار للمقاييس والمواصفات الامتحانية المتفق عيها عالميا، وهو ما يدل عليه الرسم البياني والاحصائي للنتيجة وشرائح المجاميع، الذي كان يجب ان يكون في شكل مثلث معدول، فجاء مقلوبا كما كان في السنوات السابقة، ولم يحدث تغيير يؤكد ان هناك ثورة كانت تستحق منا الجديد. وانتقلت أزمة النتائج والمجاميع، إلي وزارة التعليم العالي، والمجلس الأعلي للجامعات، ومكتب التنسيق، الذين عليهم أيضا ان يستمروا في المطبطبة علي الطلاب وأولياء الأمور، وزيادة أعداد المقبولين في الجامعات، لاستيعاب هذه الأعداد الضخمة، وخفض الحد الأدني للقبول في جميع الكليات، وبالتالي تخريب الجامعات والعودة مرة أخري إلي الزحام داخل المدرجات والمعامل والورش، التي كانت قد شهدت انخفاضا كبيرا في العام الماضي، بسبب سنة الفراغ وإلغاء الانتساب الموجة والذي كان يضم 30% من أعداد الطلاب، وكان هذا العام فرصة حقيقية للإصلاح. وكان يجب علي وزير التعليم العالي، ان يشغل وقته في الشهور الماضية، بإعداد دراسة حقيقية باحتياجات المجتمع من التخصصات المطلوبة لسوق العمل، تشارك فيها وزارات القوي العاملة والصناعة والتخطيط والمالية وممثلون من القطاع الخاص،ويعلنها للمجتمع ويتم الرضا عليها، بعد ان يشرح لهم خطورة تخريج طلاب لاتحتاج إليهم السوق، حتي تجهز الجامعات العمالة المطلوبة، وتدربهم بما يتفق مع المواصفات والمقاييس، في ضوء الاحتياجات الحقيقية في جميع التخصصات. ولكن كل منهما راح يبحث عن، حالة الهدوء والخوف من المظاهرات والاعتصامات والاضرابات والاعتراضات، والمطالب وانقلاب المواطنين عليهم، وتركوا الإصلاح والتحديث والتغيير، التي جاءت الثورة من أجلها، وفي نفس الوقت الحفاظ عل الكرسي أفضل فترة ممكنة، والخروج من الوزارة ليؤكدا للمجتمع، ان خروجهما من الوزارة في العهد الفاسد كان ظلما لهما، فضاع التعليم بل وتراجع للخلف، ولم يأت بجديد وظلت كل مشاكله كما هي، وسيعاني المجتمع لمدة قادمة، لان كل يوم يمر دون الإصلاح في قطاع التعليم، سيؤثر بالسلب علي كل القطاعات في الدولة. الحوار مع المجتمع حول إصلاح التعليم يجب ان يبدأ، وان نوضح له الوضع الحالي، والمشاكل التي نعيشها بسبب النظام الفاسد السابق، والحلول العلمية المطروحة، وجميعها موجود ومتوافر في كل الجهات والهيئات التعليمية، من استراتيجيات وخطط وبرامج تمتلئ بها الأرفف والأدراج، بل والاسطوانات المدمجة وشبكة الانترنت، ولدينا الخبراء الجادون،نحتاج فقط لوزراء ومسئولين يتناسبون مع أحلام الثورة ولديهم ثورية حقيقية، و رؤي وأفكار وطموح، ويحترمون القانون والعلم والعلماء. [email protected] المزيد من أعمدة محمد حبيب