مع بدء العد التنازلي لامتحانات الثانوية العامة اعلنت حالة الطوارئ في البيوت المصرية واروقة المدارس وديوان وزارة التعليم بل ومجلس الوزراء نفسه استعدادا لازمة كل عام وما يزيد من حدة الازمة هذا العام. ويضع اولياء الامور والطلاب- معا- ايديهم علي قلوبهم هو تطبيق اول مقترحات الوزير احمد زكي بدر بشان تطوير الثانوية العامة وهو اجراء الامتحانات- المقررلها12 يونيو- طوال ايام الاسبوع' بدون اجازات او فاصل زمني بين مادة واخري رغم رفض الطلاب واولياء امورهم لهذا المقترح.!! وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد زكي بدر قال إنه تم الانتهاء من اعداد جدول امتحانات الثانوية العامة للعام الحالي بعد استطلاع رأي المديريات التعليمية والمعلمين والطلاب تمهيدا لاقراره بصورته النهائية.. مشيرا الي أن الجدول يتضمن اجراء الامتحان علي مدي أيام الأسبوع وبحيث يتم اجراء امتحان مادة واحدة في اليوم.. وتحديد يوم عطلة وسط الأسبوع. وأوضح في تصريحات ل' الاهرام المسائي' أن اجراء الامتحان في عدد محدد من الأيام يتيح مدة زمنية اكبر للتصحيح حتي تخرج النتائج صحيحة بشكل تام وبدون أي أخطاء..وقال:ستبدأ الامتحانات في12 يونيو المقبل. وفي سياق متصل بدأت كنترولات الثانوية العامة في القطاعات الأربعة بالقاهرة والمنصورة والإسكندرية وأسيوط استقبال الاستمارات الورقية لتقدم الطلاب لامتحانات هذا العام بعد أن انتهت مهلة تعديل البيانات التي منحتها الوزارة لهم وتم تحديد الاختيارات النهائية للمواد التي سيؤدون فيها الامتحانات. ومن المنتظر أن تعمل الكنترولات بكامل طاقتها الخاصة بالمرحلة التحضيرية لأعمال الكنترول والتجهيز للامتحانات من الأعضاء ذوي الخبرة الذين لا يتجاوز عددهم50 عضوا علي الأكثر.وسوف يقوم هؤلاء الأعضاء بتفريغ بيانات طلاب المرحلتين والمواد التي اختاروا الامتحان فيها في المرحلتين لتكون هناك إحصائيات محددة عن عدد المتقدمين لامتحان كل مادة وبناء عليه سيتم تحديد عدد أوراق الأسئلة المطلوب طباعتها في كل مادة, كما بدات مجموعات العمل بكنترولات القطاعات الأربعة الإعداد لاستخراج أرقام جلوس الطلاب لتكون جاهزة لتسليمها لهم اعتبارا من أول مايو القادم. النظام الجديد العام المقبل وأشار وزير التربية والتعليم إلي أنه من المنتظر تطبيق مشروع تطوير التعليم الثانوي الجديد مع بداية الدراسة للعام الدراسي2011 2012 في الصف الأول الثانوي وهو المشروع الذي يتضمن تطوير التعليم الثانوي الجديد بفصل التعليم الثانوي عن الجامعة بحيث تعتبر شهادة الثانوية العامة شهادة منفصلة يمكن للطالب ان يدخل بها سوق العمل دون ان يضيع ذلك حقه في الالتحاق بالجامعة فيما بعد ويحقق النظام الجديد للثانوية العامة ارتباطا بين التعليم الفني والتعليم الجامعي,وذلك باضافة دراسة بعض العلوم الأساسية للتعليم الفني مع تدريب طلاب الثانوي العام علي مجموعة من المهارات تتيح لهم دخول سوق العمل وسوف يمتد نظام التقويم الي المشروع الجديد للثانوية العامة وبما يضمن العدالة التامة والشفافية مع التأكيد علي استمرار مكتب التنسيق للقيام بدوره تحقيقا للعدالة. وأكد وزير التربية والتعليم ضرورة الاعداد لتطبيق هذا النظام بتطوير المدارس الثانوية بحيث تضم كل الأنشطة وتنفيذ خطة لتطوير التعليم الفني وتدريب المعلمين علي النظام الجديد للثانوية العامة مؤكدا انه لا خوف من تعنت المدرسين ازاء تطبيق التقويم في النظام الجديد المقترح والذي تم مناقشته بصورة كاملة منذ عام2008 وبمشاركة من الجميع. الثانوية سنة واحدة وبخصوص المقترح بالعودة الي نظام الثانوية العامة القديم لتكون سنة واحدة بدلا من سنتين رحب عدد كبير من أولياء أمور طلاب الثانوية بهذا القرار الذي يخفف الاعباء النفسية والمادية عنهم. وتباينت آراء البعض حول وجود مواد مؤهلة للالتحاق بالكليات حيث يري البعض أنها ضرورة لقياس ميول وقدرات الطالب بينما يري الجانب الآخر انها قد تكون عرضة للمجاملات وتتدخل فيها الواسطة والمحسوبية وتقضي علي تكافؤ الفرص. اكد اولياء الأمور انهم لايريدون تجارب تزيد من معاناتهم وتحملهم أعباء اضافية هم في غني عنها. من جانبهم أوضح اساتذة التربية ان النظام الجديد للثانوية سوف يقيس قدرات وميول الطلاب ويحقق العدالة ويقضي علي اسطورة التفوق الوهمي. عبد العزيز صالح ولي أمر يقول: ان قرار ان تكون الثانوية العامة سنة واحدة قرار في مصلحة الطالب لانه سوف يعيش ضغط الاعصاب سواء هو أو ولي امره مرة واحدة. كما ان استحداث امتحانات مواد مؤهلة لدخول الكليات سوف يعطي للطالب فرصة لدخول الكلية حسب قدراته شرط ان تكون امتحانات هذه المواد مع امتحانات المواد الدراسية للثانوية العامة حتي نعطي الطلاب فرصة للراحة بعد الارهاق التام. خالفه الرأي ولي الامر حسام الشوادفي' مهندس معماري' في ان تكون امتحانات المواد المؤهلة لدخول الجامعة بعد الانتهاء من امتحانات المواد الدراسية لان هذا يعطي مساحة للطلاب لاخذ قسط من الراحة قبل بداية التنسيق ولكن قبل تطبيقه يجب دراسته جيدا حتي نجنب انفسنا التدهور في المستوي التعليمي ويكفينا المعاناة النفسية التي يعيشها الطالب وقبله ولي الامر من امتحانات المواد الدراسية الاساسية. وأكدت نحمده عبد الحكيم موجه اول صحافة بإدارة العجوزة التعليمية ان اعادة نظام الثانوية العامة لابد ان يكون علي مراحل وخاصة ان الطلاب اعتادوا علي نظام الثانوية كمرحلة اولي وثانية ولامانع من وجود امتحانات للمواد المؤهلة لدخول الجامعة لان هذا يساعد الطلاب علي اظهار قدراتهم وميولهم وبالتالي اختيار الافضل الذي يناسب هذه القدرات والميول للنجاح في الدراسة الجامعة وعدم الفشل الذي يحمل ولي الامر مصروفات زائدة ومرتفعة وان يتم الامتحان في المواد المؤهلة مع امتحانات المواد الدراسية العادية ليحدد الطالب مستواه مبكرا. المواد المؤهلة و ايد اشرف محمد علي مهندس ارشاد زراعي بقليوب وولي امر احد الطلاب بالمرحلة الثانوية ان تعود الثانوية العامة لسابق عهدها وتكون سنة واحدة مع مراعاة كم المواد التي تدرس وخاصة انه بعد ان كانت الثانوية علي مرحلتين ستكون دفعة واحدة حتي لايحدث بلبلة. وبخصوص اضافة امتحان للمواد المؤهلة للكليات فيري ان تكون بعد امتحانات المواد الاساسية ومع بداية الاستعداد لدخول الجامعات ليتهيأ الطلاب ويحسمون امرهم في الاستعداد وتحديد ماذا يريدون حسب القدرات والميول. فيما رفضت عزة حسين وبهية الدمرداش من اولياء أمور عودة الثانوية العامة الي سنة واحدة- لانها علي حد قولهما- سوف تمثل صعوبة بالغة علي الطلاب صحيح ان له ميزة تخفيف الاعباء ولكن ان يتم الرجوع مرة واحدة فهذا خطأ لابد من تلافيه من قبل المسئولين وان تكون المواد المؤهلة بعد امتحانات المواد الاساسية التي يدرسها الطلاب في الثانوية العامة لان هذا افضل من الناحية النفسية. رأي الخبراء الدكتورة سمية إبراهيم الخبيرة التربوية في اليونسكو تعارض استمرار نظام الثانوية الحالي وقالت: منظومة النجاح لأي نظام تربوي في العالم تقاس بكيفية تدريس المواد والمناهج وليس بعدد السنوات التي تطبق علي الطلاب. اضافت ان النظام الحالي أفرز عددا من الظواهر الغريبة التي لم تحدث في العالم.. كحصول العديد من الطلاب علي مجاميع100% وهو ما ينافي الواقع. مطالبة يضرورة العودة إلي النظام الجديد' سنه واحدة' الذي يعد أفضل النظم في رأيها والتي ما شأنها عودة مجاميع الثانوية العامة إلي طبيعتها.. كما تطالب بأن يكون نظام الثانوية العامة مقسما إلي قسمين فقط خاصة في العلمي.. مفضلة ان يكون مقياس الثانوية هو الامتحانات فقط علي انها انسب الطرق العادلة لقياس مستويات تحصيل الطلاب. الاندفاع نحو التعديلات أما الدكتور حامد عمار شيخ التربويين فحذر من خطورة الاندفاع نحو تطبيق التعديلات في منظومة الثانوية العامة الحالية دون أخذ الوقت الكافي في الدراسة وتحديد الهدف من التعديلات أو العودة الي المنظومة الجديدة مطالبا أحمد زكي بدر بوضع خطة طويلة المدي محددة مراحلها زمنيا تشمل كل مراحل التربية والتعليم بداية من الحضانة حتي الثانوية العامة علي اعتبار ان نظام الثانوية العامة ما هو الا إفراز لمراحل التعليم المختلفة. ويري الدكتور عمار ان الوزير احمد زكي بدر مطالب في المرحلة المقبلة بوضع كنترول علي الثانوية العامة يقضي به علي ما يستطيع من سلبيات. وفي نفس الوقت يحدد مع خبراء التربية والتعليم أي النظم أفضل بالنسبة للأسر المصرية والطلاب بحيث نحصل في النهاية علي منتج تعليمي يتلاءم مع متطلبات سوق العمل والجامعات المصرية. يقضي علي الثقافة المزدوجة السائدة في المجتمع المصري التي خلقت العديد من الظواهر في مقدمتها ما يسمي بالتعليم الموازي سواء ما نطلق عليه بالتعليم المتميز والمصروفات والدروس الخصوصية كعامل أساسي لنجاح الطلاب. وتشير الدكتورة سوزان عبد الفتاح مدرس مناهج وطرق التدريس بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة الي اهمية عودة الامتحان الواحد للثانوية العامة لتخفيف العبء علي الطلاب واولياء الامور معا حيث تعيش الاسر المصرية معاناة حقيقية طوال عامين الي جانب التكلفة المادية الباهظة من الدروس الخصوصية. وطالبت الدكتورة سوزان بضرورة انتظام المدرسين والطلاب وتشديد الرقابة علي مسألة الحضور في المدارس طوال العام الدراسي كاساس لنجاح عودة السنة الواحدة. كما طالبت باستمرار الامتحان التجريبي الذي يعطي مؤشرا صحيحا للطلاب واولياء الامور والمدرسين عن المستوي الحقيقي للطلاب من ناحية ومن ناحية اخري يعود الطالب علي آخر الامتحان ويزيل منه رهبة امتحان اخلر العام و أكد الدكتور طارق محمد عوض مدرس مناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس انه من مؤيدي العودة إلي النظام القديم بسبب السلبيات التي ظهرت في النظام الحالي.. حيث ان المجاميع العالية.. ليست نتاج عقلية ومجهودات الطلاب فقط ولكنها في حقيقة الأمر نتائج لمجهودات الطلاب اضافة الي مدرسي الدروس الخصوصية ورعاية الأسرة كلها الأمر الذي أدي إلي أن فشل العديد من الطلاب حينما يلتحقون بالجامعات لأن قدراتهم العقلية في حقيقة الأمر لا تتجاوز70%. حاسبوني علي أدائي الوزير احمد زكي بدر يوضح في النهاية في رده علي هذا الجدل: أن امتحان الثانوية العامة هذا العام لن يكون اصعب فهناك خطة ويوجد مواصفات يضعها المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي وسيوضع امتحان تتم مقارنته بالمواصفات واتمني من الله ان تتحقق هذه الخصائص وأهم شيء ألا يقيس الحفظ فقط ولكن مدي التفكير والتحصيل والتفريق بين الطالب المتفوق وغيره وهذه القواعد ستتحقق هذا العام نتيجة الامتحان ستظهر في يونيه وعند النتيجة في يوليو أكد بدر ل' الاهرام المسائي' ان التغيير من العمليات طويلة المدي ولا يجوز ان نقول شيئا لا نفعله والمفروض ان نلمس تطورا في الأداء والانجاز والقضاء علي السلبيات.