الدور المنقوص للجامعات والأساتذة في كل يوم يمر, ونحن نعيش اجواء الثورة والانفلات المستمر في الشارع المصري, لا أجد مبررا واحدا لحالة النوم والإجازة التي عليها الجامعات, وعدم المشاركة تجاه أحداث الثورة أو حتي ان تخرج علينا بتصور للمستقبل, أو توضح مايجري من أحداث بدلا من زائري الفضائيات أصحاب الشو الاعلامي, الذين أحدثوا تشتتا في أفكار المجتمع بلغوهم الافتراضي, وحاصروه بموضوعات سطحية تتحدث فقط عن الأمس القريب والبعيد, بل ومنهم من يثير حالة الصراع داخل التيارات المختلفة بدون وعي. وتركت الجامعات الأمور دون مساعدة حقيقية وملموسة, يشعر بها المواطن العادي, وكأن دور الجامعة ان تكون متفرجة, تشاهد وتنتظر الأحداث دون تدخل, ونسيت أو تناست دورها الحقيقي واعتبرت أن هذه الثورة لاتعنيها أو إنها لم تصل إليها بعد, حتي إذا قلت ان مجالس الجامعات الحكومية منذ يونيو الماضي, لم تعقد اجتماعا واحدا وإنها دخلت في إجازتها الاعتيادية للاستجمام, التي تحصل عليها كل صيف فلن يصدق احد, وإذا قلت ان قرار مجلس الوزراء غير المدروس باعتبار مناصب القيادات الجامعية شاغرة, منذ نهاية يوليو الماضي أحدث أزمة حقيقية, وتسبب في توقف الحياة الجامعية بعده فلن يصدق احد أيضا. واسأل ماذا فعلت الجامعات وأساتذتها, الذين تقترب أعدادهم من 750 ألف عضو هيئة تدريس, وهم العلماء في جميع التخصصات لمساعدة المجتمع والنهوض به بعد حالة الخراب التي واجهها خلال السنوات الطويلة الماضية في مختلف القطاعات حتي انه أصبح غير قادر علي إدارة شئونه الحياتية اليومية, ولماذا لاتتقدم الجامعات الصفوف بالمشاركة أم ان حالة البلادة قد أصابتها, حتي إنها لم تعد قادرة علي الدراسة والبحث؟. وأين أساتذة كليات الاقتصاد والمحاسبة والإدارة, لمساندة الدولة في الأزمات المالية والإدارية, وأساتذة الهندسة لتقديم المشورة والحلول العلمية, في مشكلة المرور المستعصية والمباني والذوق الفاسد الذي نعيشه, والأطباء للمشاركة بعلمهم في كيفية محاصرة الأمراض التي انتشرت وأصابت المجتمع, وغيرهم من علمائنا الذين صرفت عليهم الدولة المليارات في بعثات للخارج من أموال الشعب لتطوير المجتمع. اعرف جيدا ان الجامعات لها مشاكل, وان أعضاء هيئات التدريس لهم مطالب, فهل يمكن ان نجد لكل هذه المشاكل وكذلك مشاكل الدولة حلولا تسير معا في خط متواز, خاصة ان الأحداث تتلاحق, وأصبح هناك حالة من الترقب والتنمر بين جميع التيارات السياسية والدينية, والانتخابات علي الأبواب والعام الدراسي الجامعي اقترب. واليوم مصر تناديكم ولن يحل مشاكلها إلا العلم وحده, ولا نريد حلولا فردية بل نطالب فقط المجالس العلمية في كل جامعة, بأن تتقدم برؤيتها والحلول وتشارك جميع قطاعات الدولة, حتي لا يتساءل المجتمع عن دور الجامعة المنقوص ويقسو عليها التاريخ. [email protected] المزيد من أعمدة محمد حبيب