عندنا فى الصعيد بمجرد معرفة الأقارب أنك قادم للقاهرة فأول طلب منك هو قراءة الفاتحة عند آل البيت، وهم معروفون «سيدنا الحسين، السيدة زينب، السيدة نفيسة».. قديما كان هذا الطلب سهلا جدا دون أى تعب أو معاناة، يستلزم فقط تخصيص يوم للقيام بهذه الرحلة الإيمانية المباركة. ولكن حاول أن تقوم بهذه الرحلة الآن ستجد أنها أشبه بمغامرة، فالمناطق المحيطة بالمساجد تم احتلالها ليس من الباعة الجائلين بل المقيمين، فهناك شوادر ومحال وفاترينات تتم إقامتها بالقوة محتلة الشارع، وما عليك سوى أن تمر بصعوبة شديدة حتى تصل لساحة المسجد .. الحال لن يختلف كثيرا، فالساحة تم احتلالها من قبل الباعة الجائلين والشحاذين بجميع أنواعهم وأعمارهم وحيلهم، وعندما تعبر هذه المرحلة تجد بباب المسجد من يدعى أنه مجذوب، ويقوم بوضع معطر على يدك بالقوة الجبرية، والويل كل الويل لو لم تعطه «مقابل» مسحة البركة. وإن استطعت العبور ودخول المسجد فستجد بجوار الباب مباشرة من يأخذ منك الحذاء، ويحذرك أنك لو أخذته معك «عليه العوض» وقد تتعرض للسرقة ولا يهم أدفع ما تقدر عليه .وعندما يعينك الله على دخول المسجد بعد عذاب، سيفجعك مستوى النظافة وحالة السجاد البالية،وأعداد وأوضاع النائمين، ولو نظرت فى المنطقة المخصصة للنساء فستجد ما هو أبشع وإن الله حليم ستار.وإذا دخلت المقام أخيرا لتقرأ الفاتحة تجد زحام «أهل المقابر» يعيق وصولك للمقام، وبعد طول انتظار إذا حاولت أن تقف فى سكينة تجد من يصرخ بصوت عال «اسعي» ويرد عليه آخر بصوت أعلى منه «مدد» فتخرج من جو الخشوع والسكينة دون رجعة . وبمقارنة سريعة بين حال مسجدى الحسين والسيدة زينب لدينا ولدى الدول الأخرى ستزهل من الفارق لصالحهم، وهو لا يقل عن الخمس نجوم .لماذا لا يتم تطوير المنطقة المحيطة بمساجد آل البيت والاهتمام بنظافتها وأمنها وطرح هذه المهمة،لشركات استثمارية، وهى لن تطلب مليما واحدا، فالعائد ضخم والثواب كبير ، فهذه الدعوة ليست حبا فى السياحة لكنها الغيرة على مساجد خاصة بأحفاد رسول الله، عليهم جميعا أزكى السلام. لمزيد من مقالات عادل صبري