حين تمشي في شوارع القاهرة تري كل شيء في ميادينها قد تغير فلم يعد الجمال والنظافة هما السمة المميزة لشوارع القاهرة، بل الروائح الكريهة التي تقتحم حاسة الشم لديك قبل الاقتراب، أو الصراخ والعويل بين البائعين وبعضهم أو بعض الشتائم الفاضحة التي تؤكد حالة التدني الأخلاقي التي وصل إليها البعض من أبناء مصر. قمنا بجولة في محافظة القاهرة بدأناها بميدان التحرير 'أيقونة الثورة المصرية' الميدان الذي تركه الثوار نظيفًا بعد تنحي مبارك، قام الباعة الجائلون باحتلاله هم وبعض أصحاب السوابق وحولوه من رمز للثورة إلي رمز للبلطجة الإسعاف أو التحرش بالمارة إلي مكان يخشي الكثيرون الذهاب إليه بسبب حالات السرقة بالإكراه والتعدي علي الفتيات.. انطلقنا بعد ذلك إلي شارع طلعت حرب حيث قام الباعة بعرض بضاعتهم علي أرصفة الشوارع مما يتسبب في مضايقة المارة الذين لا يستطيعون السير بسبب الزحام الشديد من جراء وقوف البعض للتبضع من هؤلاء الباعة وحدوث بعض المشاجرات بينهم وبين أصحاب المحلات. اتجهنا بعد ذلك إلي شارع رمسيس وأمام مسجد الفتح المشهد يتكرر في كل مكان يوجد تكدس وازدحام رهيب والباعة يسيطرون علي كل ركن بالميدان.. بعد ذلك انطلقنا إلي شارع بورسعيد حيث تلال القمامة ترتفع علي جانبي الطريق مع بقايا مواد البناء وبائعي الأشياء القديمة، كل ذلك جعل السير في هذا الشارع أمرًا صعبًا إذ تحول الشارع إلي سوق بفضل الباعة الجائلين. محافظة الجيزة وفي ميدان الجيزة تجد أن هذا الميدان قد تحول إلي سوق لبائعي الخضراوات والجرائد والمناديل الورقية والذرة المشوية والكسكسي، وأمام مسجد الاستقامة تجد أن الباعة أيضًا قد احتلوا كل تلك المنطقة علي الجانبين والسيارات تقف بشكل عشوائي نتيجة غياب رجال الشرطة الذين يظهرون في الساعات الأولي من الصباح ينظمون المرور ويختفون مع مرور الوقت فتجد سائقي السيارت يفعلون ما يحلو لهم من عدم الوقوف في الأماكن المخصصة لهم أو السير في الاتجاه المعاكس وبالتقدم قليلا تجد حديقة حيوانات الجيزة وما تشهده من سيطرة الباعة علي مداخل الحديقة وبائعي الشاي والورود وفي المشهد نفسه تجد جامعة القاهرة العريقة يحوطها الباعة الجائلون من كل أبوابها يبيعون كل شيء من كروت شحن إلي أقلام جافة وفي داخلها تجد أحد ماسحي الأحذية يجلس خلف كلية الإعلام واحدي السيدات ممن يبعن المناديل الورقية والأقلام تجلس أمام مكتبة جامعة القاهرة.. أما في شارع ترعة الزمر فحول أصحاب المقاهي الحدائق إلي إماكن تابعة لهم مما تسبب في حدوث الكثير من المشكلات.. أما التوك توك فيعد مشكلة قائمة بذاتها فبرغم صغر حجمه فإنه يتسبب في الكثير من الأزمات بسبب تهور السائقين وصغر سنهم. قمنا باستقلال الخط الأول لمترو الأنفاق فوجدنا مشاهد محت الصورة الجيدة التي كان يعرفها الركاب عن المترو فوجدنا ممرات المترو تمتلئ بالباعة الجائلين والمتسولين ومن يتحرشون بالفتيات.. كل هذه المناظر يشاهدها المترددون علي محطات وسط البلد وعلي المحطات الكبري مثل: المرج، والمرج الجديدة، ودار السلام، وحلوان.. فعند خروجك من تلك المحطات تفاجأ بتكدس وازدحام بشري نتيجة أفعال الباعة الذين لا يترددون في فعل أي شيء داخل تلك المحطات، فأمام محطة حلوان تجد الصورة قاتمة من بيع الخضراوات إلي بيع الألعاب النارية إلي الأسلحة البيضاء إلي شرب المخدرات هذا مع وقوف الشحاذين والمتسولين أمام مدخل المترو يتقاسمون ربحهم أو يوزعون الأدوار فيما بينهم.. وأمام محطة المرج الجديدة تجد ما يشبه السوق مما يعوق ويؤثر في حركة المواطنين وفي محطة دار السلام تجد كل شيء داخل المحطة من الملابس للخضراوات إلي الأربطة الطبية. توجهنا بعد ذلك إلي محافظة القاهرة وقابلنا المهندس خالد مصطفي المسئول الإعلامي لمحافظة القاهرة الذي أكد أن هناك رصدًا لكل المخالفات وفي حالة الإمساك بأحد المخالفين تتم مصادرة كل المعدات، وأكد أن كل الخطوات مدروسة ولكن في فترة الانفلات الأمني يتم رصد كل المخالفات وجارية متابعتها وأكد أنهم يقومون برفع المخالفات من شارع بورسعيد وأمام سور مجري العيون، ولكن سرعان مما تتراكم تلك المخالفات مرة أخري بسرعة ولكنه أكد أن هناك بعض الأحياء كثفت من حملاتها لضبط المخالفين فقد نجحت أجهزة المحافظة وبالتعاون مع رئاسة حي الزيتون وللمرة الثانية في استعادة أرض أملاك دولة مساحتها 3500 متر مربع وخاصة بوزارة الأوقاف بحي الزيتون بجوار أرض المكسيك بعد الاستيلاء عليها من قبل مجموعة من البلطجية للمرة الثانية علي التوالي وكانت أجهزة الحي قد أزالت مخالفة بنائية عليها في الشهر الماضي تمت علي جزء منها بمساحة 500 متر مربع وأعلن اللواء عاطف عبد المنعم تنفيذ إزالة المخالفة نهائيًا حيث استمرت الحملة حتي منتصف الليل بمعاونة رجال الأمن، وتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال المخالفين وتحويل هم للتحقيق.. وشهد حي المعادي برئاسة اللواء كرم يحيي تنفيذ حملة مكبرة لإزالة مخالفة بالعقار رقم 27 بشارع دمشق بعد صدور قرار الإزالة رقم 12 لسنة 2012 عبارة عن إزالة الدور الخامس فوق الأرضي وفي حي وسط القاهرة شنت أجهزة الحي برئاسة اللواء صلاح عبد المعز حملة مكبرة لتنفيذ عدد من قرارات الإزالة الفورية بالتنسيق مع مديرية أمن ورجال القوات المسلحة لتأمين المواقع، حيث بدأت بتنفيذ قرار الإزالة رقم 3 لسنة 2012 بإزالة الأعمال المخالفة لقطعة الأرض الكائنة 22 حارة سعد عبدالله بالدرب الأحمر وكذلك قرار رقم 1506 لسنة 2012 للعقار رقم 15 عطفة نصر بالجمالية عبارة عن إزالة دور مخالف حوائط وسقفًا وخشبًا. وواصل حي الموسكي برئاسة حسين الشاطر حملاته المكثفة لتنفيذ عدد من قرارات الإزالة بعد رصدها حيث تمت إزالة للعقار رقم 10 بشارع الفواطية وعبارة عن حوائط بالطوب الأحمر بالدور الأول والرضي كما تنفيذ قرار الإزالة رقم 8 لسنة 2012 والذي يقضي بإزالة فاترينة مقامة بحارة الجامع الأحمر من شارع الفوطية وكان بدون ترخيص.