ربما تكون الرحلة إلى مقام السيدة زينب طويلة وشاقة وتؤدى إلى العطش الشديد، كل هذا لزيارة مقام الست، تسمع نداه الذى يهز قلبك ويجعلك تتجه إليه مباشرة، رجل يقف وأمامه العديد من الأكواب البلاستيكية المليئة بالشربات، أو كما يقول عم صفوان: "شربات الست.. نفحة من الست.. مش هتدفع حاجه والله.. اشرب واقرا للست الفاتحة". بزيه البسيط وسبحته الخشبية حول عنقه، وابتسامة لا تفارق وجهه، يتجمع حوله العديد من مرتادى المولد، يشربون ويشكرونه ويقرؤون الفاتحة، فهو يحرص على كون الشربات مثلجا حتى يقى الناس قيظ الحر، وهو يعتبر نفسه من خُدام السيدة زينب، وعند باب المقام تجد سيدة تجلس أمامها العديد من البراميل المليئة بالماء المثلج، ولكنها تضيف عليها ماء الورد حتى تزيد من روحانيات المياه كما تقول، أما عن مكانها الذى اختارته بعناية فتقول "حتى تعرف السيدة زينب إنى من خدامها". وفى ناحية أخرى من المسجد، نصب شادر كبير، عليه لافتة كبيرة مكتوبا عليها الأشراف المهدية، وبه قسمان قسم للرجال وقسم للنساء، عبد الله القائم بدعوة مرتادى المولد لتناول نفحة السيدة زينب "الست"، والتى تتكون من طبق فتة وعليه قطعة من اللحم "مجانا"، وإن طلب المزيد أعطاه عبدالله بابتسامه، ويهمس له أن ينال نصيبا من دعواته، الجميع فى هذه البقعة يتسابق على نيل الدعوات من الآخرين.