على نغمات المداحين وتراقص المريدين وهوسهم بآل البيت.. تجمع الدراويش ومحبو الست فاطمة النبوية ابنة سيدنا الحسين "أم الحنان"، فى الحضرة الأسبوعية التى تقام كل يوم اثنين، ليحيوا ذكراها، بالرغم من أن علماء الدين اعتبروا أن مثل هذه الأمور بدعة وليس لها علاقة بالإسلام. "مدد يا ست فاطمة النبوية"..هتافات استخدمها المريدون فى حضرتهم، التى شهدت تجمعا للمساكين والغلابة، الذين ينتظرون نفحة من "المدد"، وهو الطعام الذى يقدمه الأغنياء للفقراء فى الحضرة. وحضرة الست فاطمة النبوية، هو مجلس جماعى للذكر ويكون على رأسها شيخ عارف بالطريقة ينبه على كل ما من شأنه أن يشوش إمكان الوصول إلى لحظة الصفاء، وسميت بذلك لأنها سبب لحضور القلب مع الله، وهى ركن مهم فى طريق الصوفية، يتم فيها أداء أشكال مختلفة من الذكر، كالخطب وتلاوة القرآن والنصوص الأخرى من أدعية وأوراد، وإلقاء الشعر والإنشاد الدينى، والمديح النبوى المتخصص بمدح رسول الإسلام والصلاة عليه، والدعاء والذكر الجماعى بشكل إيقاعى، وتلاوة أسماء الله الحسنى. "إحنا مبنطلبش من آل البيت واللى بنعمله مش حرام.. إحنا بنطلب من الله وهما وسيلتنا نتوسل بيهم لله".. بهذه الكلمات تحدث رفاعى محمد، الذى جاء من أسوان خصيصاً لزيارة آل البيت، حيث يحضر مولد سيدنا الرفاعى ثم جاء لزيارة فاطمة النبوية، ويتوجه بعدها لزيارة حضرة سيدنا الحسين. وقال "بعد أن كان يتمسح فى المقام، "أتوسل لله فقط، أنا مش بطلب من أصحاب المقامات، أنا من محبى آل البيت". وبجوار المقام، وقف أيضاً محمد إبراهيم، الذى جاء من قنا، لحضور الحضرة الأسبوعية، وقرأ الفاتحة ثم بدأ يدعو دعواته، وقال لنا: "جئت لأنول بركة صاحبة هذا المقام الطاهر، وبدعى وأقول يارب". وعلى باب مسجد فاطمة النبوية كان يجلس محمد السيد حسن، من طالبى "نفحة المدد"، وقال: "أنا ليس لى أى وظيفة وتركت حياتى بأكملها وجئت تبع المدد، وبنام هنا بجوار باب المسجد وأكلى ورزقى كله من عند الله وولاد الحلال كتير". وأوضح قائلاً: "أنا بلف كل موالد آل البيت وحضراتهم، عندى بكرة مولد الرفاعى، ثم حضرة سيدنا الحسين يوم الجمعة من كل أسبوع، وحضرة السيدة زينب كل يوم ثلاثاء، وحضرة سيدنا على زين العابدين يوم الأربعاء، والسيدة نفيسة يوم الأحد والسيدة سكينة يوم الأربعاء". وفى الحضرة تكون هناك فرقة تتكون من عازفين ودف وكمان وناى وطبلة ومنشد دينى، وهنا تحدث الشيخ مداح الرسول حسن السنوسى، قائلاً: "أنا منشد دينى فى الموالد والحضرات، وكلنا فى الفرقة هنا على باب الله، وأرزقية، كلنا هنا بنأكل من محبى آل البيت". وأوضح أنه كان من ضمن المشاركين فى الإنشاد الدينى فى مسلسل "الليل وآخره" ليحيى الفخرانى، مضيفاً أن له شرائط كاسيت تضم مديحا نبويا وحبا فى آل البيت. وعلى بعد 20 متراً من مسجد فاطمة النبوية.. يوجد مقام "سيدى عبدالله الدسوقى"، أخو إبراهيم الدسوقى، والذى يزوره محبو آل البيت أيضاً لقراءة الفاتحة على روحه، ويتبركون به، وقال الحاج سمير، خادم المقام، إن "المحبين يأتون لزيارة المقام، قبل الذهاب لفاطمة النبوية، من كل محافظات مصر، وكمان بيجى سياح يصوروا المقام".
