البرلمان غدا يمد رواقه ظلا علي الوادي السعيد ظليلا قل للشباب اليوم بورك غرسكم دنت القطوف وذللت تذليلا اتخذت اللجنة العليا للانتخابات شعارا لها هذين البيتين من الشعر لامير الشعراء أحمد شوقي من قصيدة قم للمعلم, وكلما قرأتهما خلف المستشار عبد المعز ابراهيم رئيس اللجنة حينما يدلي بتصريح أو يقوم باعلان نتائج الانتخابات بمراحلها المختلفة تنتابني حالة من التفاؤل المفعم بالأمل ليس بنتائج الانتخابات الديمقراطية النظيفة التي أظهرت مصر بصورة مشرفة وأظهرت تعطش الشعب للديمقراطية ومدي استعداده لممارسة حقه الطبيعي في المشاركة في صنع مستقبله ووضعت مصر جنبا الي جنب في صفوف العالم الحر المتحضر ولكن بالنتائج المأمولة لثورة52 يناير المجيدة ومنها هذا التغيير في مستوي مخاطبة الجماهير والشعب بهذا الأسلوب الراقي والرفيع بعد الانحطاط اللغوي والفكري الذي كان سائدا في العهد البائد والذي هبطت فيه لغة الحوار والتخاطب بين الناس خاصة الشباب منهم الي مستوي مزر وسييء وانتشرت مفردات وكلمات سطحية تافهة وأخري خادشة للحياء, وأسهم في ذلك شيوع وتدني لغة الفن من أغان هابطة وكلمات تافهة وأفلام البورنو والعري المبتذلة التي أسهمت كثيرا في تسطيح الشباب وفي انتشار اللغة المبتذلة والكلمات البذيئة بما تحتويه من تدن وركاكة في الحوار والأسلوب وخلوها من أي مضمون أو مناقشة أي قضية حقيقية تفيد الفرد أو المجتمع اللهم الا قليلا, ساعد علي ذلك إعلام تابع للسلطة لاهم له سوي ارضاء الطبقة الحاكمة مما أدي الي تراجع كبير في لغة الحوار والاهتمام باللغة العربية وتدني المستوي الفكري والثقافي للدرجة التي جعلت معظم الدول العربية تعيب علي المصريين لغتهم في الكلام والتخاطب, وظهر ذلك بوضوح في حوارات القنوات التليفزيونية مع شرائح مختلفة من الشعب في الشارع المصري وفي ضعف مستوي اللغة والكلام والهبوط بمستوي الحوار بما لايليق بمكانة مصر ووضعها الذي كانت تتخذه بين هذه الدول, ليدل علي مدي تراجع مصر علي هذه المستويات, ولذلك نأمل في أن تستعيد مصر دورها الريادي الفكري والثقافي بين الدول العربية ودول العالم بعد هذه الثورة المجيدة. وأتمني من وزير الثقافة والقائمين عليها العمل علي نشر الفكر التنويري والاهتمام بالثقافة لكل فئات المجتمع وأن يذهبوا لمختلف محافظات مصر للقيام بدورهم وواجبهم تجاه تثقيف المجتمع كما نتمني من وزير الإعلام العمل علي الحد من هذا الكم الهائل من الفن الهابط من أغان وأفلام هابطة وغيرها والاهتمام باذاعة الأغاني التي تحض علي الانتماء للوطن والكلمات الهادفة والجميلة, والارتقاء بلغة الحوار في البرامج التليفزيونية والإذاعية, كما نتمني من وزير التربية والتعليم الاهتمام بتدريس اللغة العربية بكل فروعها في مختلف السنوات الدراسية لتعميق الفهم بأصول لغتنا العربية الجميلة للعمل علي الارتقاء بلغة الحوار والتخاطب وتراجع المفردات التافهة والمبتذلة في حواراتنا اليومية وسوف يحدث هذا بعد أن نتخطي العثرات التي تواجهنا ونعمل علي تحقيق أهداف الثورة التي قامت من أجلها وذلك بنشر الحرية والعدالة الاجتماعية المنشودة بتوافق جميع القوي السياسية, وكلنا أمل في أن تتخطي مصر هذه العثرات وأن نستحضر روح الثورة العظيمة والسمو بهذا الوطن فوق المصالح الشخصية والمطالب الفئوية للوصول بمصرنا العظيمة الي بر الأمان وشغلها مكانها الحقيقي علي المستوي الإقليمي والدولي. د. مجاهد راغب البسرة الرياض السعودية