وصف سيرجى كربيتشينكو السفير الروسى بالقاهرة زيارة المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى ونبيل فهمى وزير الخارجية لموسكو مؤخرا بأنها زيارة لها مردود إيجابى وستمهد لمزيد من الاجتماعات المقبلة والتعاون الأوسع بين البلدين على كافة الأصعدة. وأكد السفير فى مؤتمر صحفى عقده أمس فى مقر السفارة الروسية بالقاهرة أن قضية مكافحة الإرهاب نالت قسطا وفيرا فى المحادثات بين الجانبين ، وأن التعاون فى هذا المجال يشمل تدريب الكوادر ، وتزويد مصر بالأجهزة والمعدات اللازمة للتصدى لتلك الظاهرة. وعن موقف روسيا من الجماعات التكفيرية واعتبار الإخوان جماعة إرهابية قال السفير الروسى إن بلاده تتفق مع مصر فى التعامل بكل حسم مع أى جماعة تتجه للعنف ، مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب أمر مشروع ، موضحا أن بلاده لا تزال تدرج جماعة الإخوان فى القائمة السوداء منذ 2005 وحتى الآن. وعن التعاون مع مصر فى المجال العسكرى ، أكد السفير كربيتشينكو أن كل ما تداولته وسائل الإعلام سواء الروسية أو المصرية عن صفقات السلاح غير دقيق ، حيث تم تصوير الأمر على أن عقودا أبرمت بين الجانبين ، فى حين أن هذا الحديث سابق لأوانه ، حيث أن كل ما تناوله حتى فى الإعلام الروسى مصدره وسائل الإعلام هنا ، وهو يعبر بصورة أقرب عن احتياجات الجانب المصري. وأكد السفير أن الشعب المصرى وحده هو المعنى باختيار رئيسه المقبل ، وذلك ردا على سؤال حول رأيه فى تحفظ واشنطن على إعلان بوتين خلال اللقاء دعمه لترشح السيسى للرئاسة. وردا على سؤال حول "البالطو" الذى ارتداه المشير السيسى خلال لقائه ببوتين ، قال السفير إنها هدية رمزية لا أكثر ، وتعبر عن تقدير شخصى ، وقال إن هذا البالطو من شمال القوقاز ، وأشار إلى أن النجمة الموجودة عليه ربما تشير إلى أن السيسى رجل عسكري. وحول الحديث عن وساطة روسية محتملة بشأن قضية سد النهضة الإثيوبى ، أوضح السفير الروسى أن موسكو لم توجه لها دعوة للتدخل أو الوساطة حتى الآن ، وأن الاتصالات المباشرة بين الجانبين المصرى والإثيوبى لا تزال قائمة فى هذا الشأن ، ولم يطلب منا الجانب المصرى حتى الآن التدخل أو توسيع المحادثات لتشمل روسيا. وردا على سؤال ل"الأهرام" بشأن إمكانية إقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين رغم ضعف التبادل التجارى واتجاه الميزان التجارى لصالح روسيا ، قال كربيتشينكو إن الميزان التجارى لصالح روسيا لكن يتم تعويضه بالسياحة ، وأوضح أن التبادل التجارى بين البلدين بلغ ثلاثة مليارات و300 مليون دولار سنويا عام 2012 ، إلا أن السبب فى انخفاضه العام الماضى 2013 إلى مليارى دولار يرجع إلى اتجاهات الشراء وتفضيل مصر لأطراف أخرى ، وذلك وفقا لأمور ترتبط بشروط العرض والطلب ، كالأفضلية فى السعر وشروط التسليم ، وغيرها من الأمور التى تخص الجانب المصري. وردا على سؤال آخر ل "الأهرام" حول إمكانية استعانة مصر بخبرة روسيا النووية فى مشروع مفاعل الضبعة ، أكد أن بلده منفتحة على العالم ومستعدة لتبادل خبراتها مع مصر ، سواء فى مشروع الضبعة أو فى غيره ، منوها إلى أن روسيا ستشارك الجانب المصرى ، شريطة تحمل التزاماتها الدولية حول الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية ، موضحا أن بلاده سبق وأن عرضت التعاون مع مصر فى هذا المجال ، وأكد أن الدعوة ما زالت قائمة ولا يمكن أن نفرض مشروع بعينه فالقرار فى النهاية لمصر فهى دولة مستقلة ذات سيادة. وأضاف : "سننتظر إعلان مصر لمناقصة فى هذا الخصوص ودعوة الأطراف الدولية للمشاركة".