علي منظمة العفو الدولية أن تخجل من نفسها بعد بيانها الأخير عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر. فالبيان أثبت أن المنظمة ارتضت لنفسها أن تكون مجرد' كوبري' تردد من خلاله نفس ما يردده تنظيم الإخوان وأعوانه, لدرجة أنني أكاد أجزم أنه لو أراد المرشد محمد بديع أن يكتب بيده بيانا لما خرج بهذه الطريقة المشينة التي خرج بها بيان منظمة يفترض أنها تابعة للأمم المتحدة, بل من حق الجماعة توجيه برقيات الشكر إلي حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة, تقديرا للدور العظيم الذي قامت به للترويج لجرائمها الإرهابية! فحسيبة أثبتت أنها في أحسن الأحوال لا تعرف أي شيء وغابت عنها المهنية, فهي لا تدرك أن المعارضين أو السلميين الذين لطمت عليهم الخدود هم الذين يروعون80 مليون مصري في بيوتهم وشوارعهم, وهم الذين يفجرون خطوط الغاز والمنشآت الحكومية والأمنية, وهم الذين يدنسون المساجد ويحرقون الكنائس, وهم الذين يزرعون القنابل والعبوات الناسفة في شوارعنا لقتل الشعب عقابا له علي الإطاحة بنظامهم.. حسيبة لا تعرف أن هؤلاء' السلميين' لا يسيرون في مظاهراتهم إلا وهم أفضل تسليحا من الشرطة, ويحملون الحجارة والمولوتوف والخرطوش, بل الآلي أحيانا, ليعتدوا علي كل ما في طريقهم من أوتوبيسات ومحال ومواطنين.. حسيبة لا تستوعب أن الطلاب الجامعيين الذين تدافع عنهم هم أنفسهم الذين ضربوا زملاءهم وعضوا أساتذتهم وأحرقوا جامعاتهم؟! ما قالته' منظمة حسيبة' ليس له سوي تفسير واحد, وهو أنها ارتضت بأن تكون في خندق واحد مع الإرهاب, فمن دافعت عنهم صباح الخميس, هم أنفسهم الذين أعلنوا النفير العام مساء, ثم نفذوا تفجيرات القاهرة في اليوم التالي, وبالأمس أيضا, وسجدوا شكرا بعدها, بينما ضحاياها هم الذين اتهمتهم حسيبة بالقمع والوحشية!! .. إذن, تهانينا لحسيبة علي الدماء التي سالت, وهي بالتأكيد تشعر الآن بالراحة, ولن نسمع لها حسا! لمزيد من مقالات هانى عسل