خطيئة الإخوان أنهم اعتقدوا أن بإمكانهم القيام بأشياء تفوق قدراتهم, مثل القضاء علي الجيش, فكان من الطبيعي أن يكون الفشل مصيرهم, فقد كانوا أشبه بالنملة التي أرادت أن تثقب الهرم! لقد أثبت المصريون علي مدي السنوات الثلاث الماضية أنهم ليسوا مستعدين للتمسك بأي حزب أو تيار أو رئيس, ولكن الجيش هو الوحيد الذي لا يرتضي بأي اعتداء أو تطاول عليه, وهم مؤمنون بأن كل من أشهر سلاحا في وجه قوات الجيش إرهابي أو مجنون, وكل من أساء الأدب قولا أو فعلا مع الجيش لحق به العار للأبد, فجيش مصر هو الجدار والحصن الأخير لمصر والعرب, وبدونه نسقط فريسة لاحتلال أجنبي, أو في أيدي حفنة من الإرهابيين والبلطجية والمسجلين الخطرين وأرزقية المظاهرات! وما حدث أن الإخوان انتهكوا هذا الخط الأحمر بغباء, واتخذوا من جيش مصر عدوا, وحاولوا استعادة مصطلح العسكر الذي سبق أن عارضوه هم أنفسهم, فكانت النتيجة أن الجميع حسم موقفه سريعا منهم, ونفض يده عنهم وعن الرئيس المعزول, بمن في ذلك آخر المتعاطفين معهم ومعه. هذا الكلام قلته مرارا إبان حكم المجلس العسكري السابق عندما كانت مظاهرات الصبية تحاصر جنودنا في كل مكان وتصفهم بالعسكر وتحتك بهم بالألفاظ والحجارة والمولوتوف وتلفيق التهم.. قلت هذا الكلام بوضوح وقتها, وغضب مني كثيرون ممن كانوا يزعمون أن هؤلاء الصبية ثوار, وأن المجلس العسكري شيء والجيش شيء آخر, وأن الجيش مكانه الثكنات فقط, وغير ذلك من الكلام الفارغ, وأثبتت الأيام بعد ذلك أنني كنت علي حق, وأن كل من تطاول باليد أو السلاح أو اللسان علي الجيش لم يأت منه أي خير لهذا البلد, وأعني الإخوان وغيرهم. وقد رأيت بعيني مسيرة هائلة نظمها الإخوان في القاهرة يوم الجمعة قبل الماضي (لن أذكر المكان), وتبين لي أن أغلب من فيها بلطجية وصبية من إياهم من فقراء العشوائيات, نفس الوجوه, وبعضهم كان يروع الآمنين ويسرق ويخرب, والبعض الآخر كان يبحث وسط المنازل عن ضباط شرطة أو جيش لاختطافهم والتنكيل بهم, وكأن هناك من وعدهم بشيء نظير ذلك, وهذا معناه أن قاعدة بيانات البلطجية والمسجلين وصيع المظاهرات كانت في يد الجماعة في حربها ضد الجيش والشعب, وكانت النتيجة ما رأينا. .. والدخول في صراع مع الجيش حسم كل شيء! لمزيد من مقالات هانى عسل