في ظل مناخ تحدوه روح الاستقرار والأمل في غد أفضل، وفي ظل فرحة عارمة تعم مصر، وهي تحتفل بذكرى ثورتها العظيمة. تلك الفرحة توجها السيد المشير القائد محمد حسين طنطاوي أمس بإلغاء حالة الطوارئ، بينما بدأ ضمير شعبنا المتمثل في برلمانه أولى خطواته لترجمة مطالب الناس والثورة إلى واقع.
في ظل تلك الأجواء الحميمية الرائعة تحتفل مصر اليوم قيادة وشعبا بذكرى ثورة 25يناير المجيدة "عروس الثورات"، حيث يخرج ملايين الثوار الحقيقيين ليحيوا ذكرى ثورتهم، ويتذكروا الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لنعيش ونحيا.
ومن جهتها تحيي قواتنا المسلحة الباسلة بكافة فروعها، مع أبناء وطننا، ذكرى تلك الثورة العظيمة، التي وقف فيها الشعب مع جيشه يدا واحدة، وينشر سلاح الجو المصري الورود والبهجة في شتى أرجاء مصر.
وينشر جيشنا على أبناء شعبنا الأمن والآمان اليوم، ويؤدي قادة الجيش الصلوات في معظم مساجد مصر مع أبناء شعبنا ترحما على أرواح الشهداء، وبالتالي تعبر قواتنا المسلحة العظيمة عن هذا الشعب المصري العظيم، عن حب بلا حدود له ولثورته وثورتها.
ونعتقد أن الثلة من تلك الكائنات الحية المدعومة خارجيا والمتحالفة مع فلول الحزب الوطني المنحل، وعناصر طائفية داخل وخارج مصر، تلك الثلة التي تحركها الاستخبارات الخارجية، وتغذيها دوائر التمويل الأجنبية، وتقتات على حساب نهشها لجثة الوطن لن تجد اليوم أي إنسان يملك وعياً أو عقلا أو ذرة ضمير بمصر يسير في ركبها، أو يؤيد ما تنادي به من دعوات لثورة ثانية.
إن الاتصالات التي تجري بين تلك العناصر المارقة وبين عناصر تعيش خارج مصر، وعناصر أجهزة استخبارات أجنبية، تلك الاتصالات تم رصدها بمعرفة خير أجناد الأرض، وسيدفع المتورطون فيها ثمنا باهظا.
ومن الأمور المقززة أن يرسل إلينا بعض الصغار الذين صنعتهم دوائر الاستخبارات الخارجية، ويقتاتون على حسابها الآن، يرسلون إلينا اتهامات يعف اللسان عن ذكرها، وهم يعلمون أنها فيهم وتعنيهم وهم أصحابها.
ونحمد الله أننا دخلنا سجون نظام مبارك وشردنا في عهده، ولو كانت في قلوبنا ذرة نفاق واحدة له أو لغيره لبتنا الآن من أصحاب الملايين.
ونحمد الله أن رزقنا الصحة والستر والسمعة التي نحسبها طيبة، وقبيل كل ذلك القناعة ومرضاة الله، ويكفينا أن الأضرار التي وقعت علينا أيام مبارك لازلنا نعاني منها.
وعلى الرغم من لجوئنا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لكي ينتصر لنا، إلا أنه للأسف لم ينتصر لنا، مع أن كل مصر تعرف أننا أضرنا، ونحتسب ما واجهناه من معاناة لأجل مرضاة الله سبحانه وتعالى.
لذا، فإن كل مواقفنا ووجهات نظرنا تنطلق من أجل مرضاة الله، ومن أجل خدمة وطننا العظيم، ولا نتخذ أبداً أية مواقف انطلاقاً من رؤى أو معايير شخصية، ولو كُنا بالفعل نتخذ ذلك منهاجاً لنا، لكُنا اتخذنا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة مواقف معادية على طول الخط.
ولكن نحن نبتلع جراحنا، ونبتلع مظالمنا من أجل خدمة وطننا ومرضاة ربنا، واستنادا إلى هذا المنهاج الذي نسير عليه, وارتضيناه لأنفسنا، فإننا نؤكد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتلك المؤسسة العظيمة التي يقودها هي التي حفظت مصر حتى الآن من الضياع.
وهي كذلك الأمينة عليها، وعلى ديمقراطيتها الوليدة، ومطالب ثورتها.
ومن ثم، استناداً إلى تلك القناعات نُعلن أننا لن نقف على مسافة متساوية من القوات المسلحة، والثائرين عليها.
هنا نقول لمن يخيروننا أنتم صهاينة، وإن انتسبتم إلى مصر، وإننا مع قواتنا المسلحة "يد واحدة" وفي خندق واحد، وسوف نخرج اليوم مع ملايين المصريين؛ لنحتفل بثورتنا ونشكر قواتنا المسلحة، ونؤكد أن الثورة مستمرة أيضا حتى تحقق كل مطالبها، والتي باتت قاب قوسين أو أدني من التحقق.
اليوم سنعري القلة التي تريد أن تحول مصر إلى ديكتاتورية لأقلية تبرأت من هويتها، وباتت منبهرة بحضارات غريبة لا علاقة لها بهويتنا وحضارتنا وتراثنا، وتلك القلة لن يعجبها أي حال، أو وضع تعيشه مصر؛ لأنها موجهة من قبل قوى خارجية، وتريد أن تحول وطننا لمستنقعات دماء ودمار وخراب لا قدر الله.
فمن قال إننا جميعا كثوار لا نطالب بمحاكمة قتلة المتظاهرين وفورا، وعبر محاكم عسكرية، إن كانت مصلحة مصر تقتضي محاكمتهم عبر تلك المحاكم؟
ومن قال إننا لا نؤيد ونسعى ونصر على تطهير مصر من فلول النظام البائد؟
ومن قال إننا لا نؤمن باستمرار ثورتنا حتى تحقق كل أهدافها؟!!
نعتقد أن الذي قال ذلك تلك القلة التي أشرنا إليها، والتي تخرج الآن لتزايد على ملايين الثوار الحقيقيين، تلك القلة المتحالفة مع طائفيين وفلول ومع الخارج هي التي تردد ذلك، "إن يقولون إلا كذبا"، "قاتلهم الله أنى يؤفكون".
فلينظروا إلى برلمان الثورة في بداياته، ولينظروا للأعضاء فيه كيف يستميتون دفاعا عن الثورة وعن مطالبها، هذا البرلمان المنتخب من قبل شعبنا الثائر والمعبر عن ضميرنا.
يقف أحد رجال حقوق الإنسان على "فيس بوك" هذا الرجل الذي يتلقى أموالا من هيئات المعونة الأمريكية والأوربية ليقول: لكم برلمانكم ولنا الثورة!!
ونحن نقولها لهذا الرجل: بل لنا البرلمان ولنا الثورة.
ذلك، لأن ثوار مصر هم الذين انتخبوا واختاروا هذا البرلمان، أما أنت ومنظمتك، أو شبكتك، فلقد اختارتك أيام مبارك واختارتها لك كمنظمة أو شبكة مباحث أمن الدولة التي كنت عضوا فاعلا من الكوادر العاملين فيها للتجسس على شرفاء الوطن.
وإن شاء الله في العيد الثاني للثورة من العام المقبل نرى مصر إن أراد الله لنا الحياة، نراها وقد حققت كل أهداف ثورتها، وتقدمت بسرعة الصاروخ على كافة الأصعدة والمستويات، واقتصت للشهداء.
وفي عيد ثورتنا الأول كل عام وأنتم جميعا بخير، ووطننا يتقدم وينتصر.
ولنا وقفة - نقولها بوضوح لكل المتظاهرين السلميين، إننا مع حقكم في التعبير عن الرأي طالما لا تلجئون للعنف، وطالما لا تعبرون عن رأيكم بقلة الأدب "الشتيمة"، ولكن إن خرجتم على القانون، والخروج على القانون معروف فلا يمكن أبدا أن نقف مؤيدين لكم، وندعو رجال قواتنا المسلحة، ورجال الشرطة ... مدنية كانت أم عسكرية أن يتعاملوا مع الخارجين على القانون بالقانون، ولا يلجئوا لأي نوع من العنف ضدهم؛ لأن هذا العنف يشوه سمعة جيشنا وأجهزة أمننا أمام الداخل والخارج، وإن كانوا يخافون استخدام القانون خشية وسائل إعلام خارجية وداخلية معروفة هويتها وانتماءها ومصادر تمويلها، فهذا لن يكون في صالح ثورتنا أو شعبنا.
-ثمة تحالف واضح بين فلول وبلطجية الحزب الوطني المنحل، وفلول أمنية تقاعدت عن الخدمة، وطائفيون، وناشطون سياسيون متطرفون يتلقون دعما خارجيا، هذا التحالف هو الذي يعمل علي إحراق مصر، وهز الاستقرار فيها، والكيد لثورتها، وكل هؤلاء التعامل معهم سيتم بالقانون؛ لذا نحذر الضالين الذين يسيرون في ركابهم أو المقتنعين بما يدعون، أن يلتزموا التظاهرات السلمية ولا يسيروا في ركب مخططات هؤلاء المشار إليهم التخريبية.
-غدا سأتناول بالتفصيل شهادتي على مراحل الإعداد للثورة، وعلى فعالياتها التي شاركت فيها، بالتواريخ والأسماء والوقائع والأحداث.. سأعرض تلك الشهادة؛ ليعرف الصغار مكانهم ودورهم فيها على حقيقته، ليس كما أرادته لهم الفضائيات.. ليكفوا عن التطاول وقلة الأدب التي اتخذوها استراتيجية ومنهاجا لن يقودهم إلا للضياع. [email protected]