لاعتبارات أخري كثيرة, لم يسعدني الحظ أن اتعرف علي ما اطلق عليهم النشطاء السياسيون خصوصا الشباب منهم, غير أنني كنت ومازلت, مزهوا فرحا بهم حتي وان كان منهم من جنح بعيدا. فهذا طبيعي بحكم أعمارهم وعلينا بالتالي استيعابهم بأفكارهم وهمومهم, بدلا من لفظهم. واتذكر مدي كانت سعادتي, وكنت حينها في تركيا, وأنا أري مصادفة علي إحدي الفضائيات الأسبانية, اسماء محفوظ في البرلمان الأوروبي, ولأن صوت المترجم غلب علي صوتها وهي تلقي كلمتها, سارعت للمصرية اعتقادا مني بأنها ستنقلها حتما علي الهواء مباشرة كون الأمر يدعو للفخر ولا لشئ دونه, ويأسفاه فقد خاب ظني, ففضائية صلاح عبد المقصود كالعادة مثل سالفتها الصفوتية كانت مهمومة بما لا يهم متلقيها. وبمزيد من البحث علمت أن تلك الشابة منبوذة, ويالها من سخرية ان يتحد الفلول والاخوان في معاداتها وبدأت أقرأ تعليقات قليل منها حمل تلميحات مبطنة وكثيرها فج وساقط يحط من قدر هذه الفتاة, تارة بالقول إن اباها كان يجر عربة كشري ثم صار قياديا إخوانيا, واخري أنها وبعد الضنا شوهدت تقود الشبح! ورغم إنني لا املك معلومات تفيد النقيض,إلا إحساسي لم يصدق تلك المزاعم,ففي شبابي كان مجرد أن تفكر بشكل مختلف تصبح فورا شيوعيا. وبعد30 يونيو تحول الأمر إلي ما يشبه حملة منظمة بيد إنها امتدت لاقران لها ولحركات وتجمعات ينتمون فيها, وبات بعض منهم في السجون واصبح حبسهم احتياطيا مبالغا فيه يخشي فهمه بأن الهدف منه هو الحط منهم وإذلالهم وهو يقينا غير صحيح, ثم نعود ونقول لماذا عزف الشباب عن الادلاء بأصواتهم في الاستفتاء. قد يكون هناك تعميم, إلا ان الثابت هو وجود فجوة باتت واضحة لا بد من السعي لترميمها وتضييقها فورا دون ابطاء, والبداية اسدال الستار علي التحقيقات التي تجري الآن, والتأكيد علي ان ما قبل ثورة25 يناير, ذهب دون رجعة, وحسنا فعل الفريق السيسي برفضه المطلق إعادة إنتاج النظام القديم. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد