يوم الثلاثاء الماضي نشرت في هذه المساحة مقالا بعنوان حاسبني يا عم جورج, وكان يتناول مشهدا بثته إحدي القنوات الفضائية لمظاهرة أمام مشيخة الأزهر تضامنا مع الدكتور أحمد الطيب. ويظهر خلالها شاب وهو يطارد الناشط السياسي جورج إسحاق قائلا له: حاسبني يا عم جورج, فيرد اسحاق: بعد المظاهرة. وقد طلبت من جورج إسحاق بيانا يوضح موقفه, وما هو المقصود بهذه العبارة تبرئة لساحته خاصة بعد أن شطح خيال الخبثاء الي مقاصد بعيدة, فسرها البعض بأن هناك من يدفعون مبالغ مالية لمن يشاركون في هذه المظاهرات. ولم يخيب الرجل ظني, وبالفعل اتصل بي تليفونيا, موضحا هذا المشهد قائلا: إنه كان قد حصل علي زجاجة مياه معدنية من أحد الباعة الجائلين, وهو الشاب الذي كان يطارده, طالبا منه أن يدفع ثمن هذه الزجاجة, وتلقيت مكالمات هاتفية عديدة تطلب مني فتح ملف بيزنس المظاهرات والاحتجاجات وأعمال العنف التي تستهدف المنشآت العامة والخاصة ومازالت تقيد الأحداث ضد مجهول. وبالفعل قال لي خبير أمني رفيع المستوي, إن بيزنس المظاهرات ظاهرة عالمية, وهناك مقاولون متخصصون في تنظيم الاحتجاجات مقابل الحصول علي مبالغ مالية, إلا أن الأمر في مصر خرج عن نطاق السلمية الي العنف, وظل رد عم جورج يطاردني الي أن تحول الي حقيقة, وأنا أتابع التليفزيون المصري مساء السبت الماضي, وهو يعرض لقاء مع أحد الصبية الذين شاركوا في الصدامات التي اندلعت خلال مظاهرات الجمعة الماضية أمام دار القضاء العالي, والتي أرفضها تماما, حيث سأله المذيع: هل حصلت علي فلوس؟ قال نعم! فقال له من الذي أعطاك الفلوس؟ فأجاب: س. المصري! قال له من أين جئت؟ قال من ميدان التحرير في اتجاه ميدان عبدالمنعم رياض, وشاركت في إشعال النيران بأحد أتوبيسات المتظاهرين. ونحن هنا لا نتهم أحدا, فالأمر قيد تحقيقات تجريها الأجهزة المختصة ولكن هكذا يبدو المشهد الذي دائما ما ينتهي بالعنف, وتحديدا في المساء, حيث تصعب الرؤية والمتابعة تحت جنح الظلام. فاصل قصير: أخطر ما يواجه القضاة حاليا هو الاختلاف العلني فيما بينهم علي شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي.. لقد بات هذا التلاش والتعليق علي القضايا المطروحة والخلافات السياسية يمثل سحبا من رصيد هيبة القضاة, لذلك أقترح ان يتوقفوا فورا عن الظهور في وسائل الإعلام, ويكون هناك متحدث إعلامي لكل هيئة قضائية يتواصل مع الرأي العام بدلا من هذه الفوضي التي ستحرق نيرانها الجميع. لمزيد من مقالات هانى عمارة