المشهد كان صادما.. مجموعة من الشباب اندفعوا نحوه والتفوا حوله, وإذا بواحد منهم يقول له: حاسبني يا عم جورج, فيرد عليه وهو يخترق جموع الحاضرين هامسا بعد المظاهرة.. بعد المظاهرة! المشهد بثته احدي القنوات الفضائية, ويظهر فيه بوضوح كامل الناشط السياسي جورج إسحاق, وهو يقود مظاهرة أمام مشيخة الأزهر, تأييدا وتضامنا مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر بعد الهجمة والاحتجاجات التي تعرض لها عقب تسمم طلاب المدينة الجامعية. ومصدر الصدمة أن إسحاق وراءه تاريخ يمتد لعدة سنوات من النضال قبل ثورة52 يناير, وكان محل اعجاب وهو يقود حركة كفاية ضد الظلم والاستبداد عبر الوقفات والاحتجاجات طلبا للحرية وتداول السلطة. وظن البعض أن جورج إسحاق سوف ينخرط في العملية السياسية, ويستفيد من الشعبية التي حققها لتعميق التجربة الديمقراطية الوليدة, عبر المؤسسات التي تهدف إلي الوصول للسلطة من خلال صناديق الانتخابات خاصة أن باب الحرية أصبح مفتوحا علي مصراعيه إلا أنه ظل علي نهجه القديم في الدعوة إلي مظاهرة هنا والمشاركة في وقفة احتجاجية هناك. وكان آخرها ما رصدته الكاميرا أمام مشيخة الأزهر, مما دفع الخبثاء إلي تفسيرات وتأويلات مغرضة فهل يحسمها ببيان يوضح موقفه ويبرئ ساحته ويقول الحقيقة للذين شاهدوه ويفسر لهم.. ما هو المقصود بعبارة حاسبني يا عم جورج أم أن المعني سيظل في بطن المتظاهر؟! فاصل قصير: لقد حان الوقت لوقف الفوضي لما يسمي بالائتلافات والحركات التي انتشرت كالنار في الهشيم بعد ثورة52 يناير, فلا أحد يعرف مصادر تمويل هؤلاء, ولا أهدافهم ولا مقاصدهم والحل في تشريع جديد يحدد الإطار القانوني لهذه الكيانات فإما أن تكون جمعيات أهلية أو تقوم بتشكيل أو الدخول في أحزاب سياسية. لمزيد من مقالات هانى عمارة